بدأت أعمال المؤتمر التشاوري بشأن الانتخابات في مدينة طوسمريب بمشاركة الرئيس محمد فرماجو ورؤساء الولايات الإقليمية.
وأفادت المعلومات الأولية بأن الإجتماع الذي كان مقررا عقده الليلة البارحة، تم تأجيله إلى اليوم لأسباب فنية وفقا لوزير الإعلام الصومالي عثمان دوبي.
ويناقش الاجتماع القضايا الخلافية المتعلقة بالانتخابات مثل قضية إقليم جذو التي يطالب فيها رئيس ولاية جوبا أحمد مدوبي بسحب قوات الحكومة الفدرالية من الإقليم قبل بدء الانتخابات.
يذكر أن الرئيس محمد فرماجو ورئيس الوزراء محمد روبلي بالاضافة إلى والي ولاية بنادر عمر فنيش متواجدون حاليا في مدينة طوسمريب للمشاركة في الاجتماع، في إشارة إلى الإهتمام البالغ الذي توليه الحكومة لانجاح المؤتمر.. كما وصل جميع رؤساء الولايات الخمسة إلى طوسمريب في الأمام الماضية.
ومن أهم العقبات أمام نجاح المؤتمر قضايا انتخابات إقليم جدو، واللجان الانتخابية المتنازع عليها فضلا عن الترتيبات المتعلقة بالمرشحين والوفود المشاركة في الانتخابات.
في قضية إقليم جدو، يصر رئيس ولاية جوبا أحمد مدوبي بسحب قوات الحكومة الفدرالية وإدارة الإقليم الموالية للحكومة الفدرالية قبل أجراء الانتخابات، وهو ما تعارضه الحكومة الصومالية لأنها ترى أن انفراد أحمد مدوبي بإجراء الانتخابات يعني فقدان معسكر الحكومة أعضاء البرلمان الفدرالي القادمين من الإقليم، ما يمثل ضربة قوية في جهود الرئيس فرماجو للعودة للحكم.
وفي المقابل اصرار أحمد مدوبي نابع من اعتقاده بأن سيطرة الحكومة الفدرالية في إقليم جدو التابع لولاية جوبا يضعف سلطته كرئيس للولاية، وقد تمهد للاطاحة به في المستقبل اذا فاز الرئيس فرماجو بولاية ثانية، وبالتالي يرى ملف إقليم جدو مسأله موت وحياة لابد من حسمه في الوقت الحالي، ويستخدم الانتخابات كورقة ضغط لتحقيق مآربه.
كما يتلقى دعما غير مشروط من قبل قيادات تحالف المرشحين الرئاسيين الذين يتطلعون إلى اثبات جهودهم في الساحة السياسية عن طريق الدعم لرؤساء الولايات المعارضين للحكومة الفدرالية بعد أن انحصر حسم القضايا المصيرية في يد رؤساء الولايات والحكومة الفدرالية. كما يتلقى دعما سياسيا من قبل رئيس ولاية بونتلاند المتحالف معه.
وعلى صعيد متصل، عقد رؤساء الولايات الليلة الماضية اجتماعات تمهيدية لتشكيل رؤية مشتركة حول قضايا العالقة ولكن يرى المراقبون أن مثل هذه المحاولات ستبوء بالفشل في ظل تناغم بعض رؤساء الولايات رؤية الحكومة نحو الانتخابات مثل الرئيس أحمد قرقور، وعبدالعزيز لفتاغرين، و على جودلاوي.
وقد تم تعزيز أمن مدينة طوسمريب، حيث أقامت قوات من الحكومة الفدرالية وقوات ولاية جلمدغ نقاط تفتيش في أنحاء المدينة لضبط الأمن خلال الاجتماع.
ويعتبر اجتماع طوسمريب المحاولة الأخيرة من قبل القادة الصوماليين للتوافق حول ترتيبات الانتخابات قبل الثامن من شهر فبراير الجاري، في وقت دعا وزير الإعلام الصومالي عثمان دوبي المواطنين إلى ضبط النفس والثقة في القادة الصوماليين المجتمعين في طوسمريب.
يأتي الاجتماع بعد يوم من اجتماع عقده الرئيس محمد فرماجو بالقصر الرئاسي مع ممثلين من المجتمع الدولي الداعم للحكومة الصومالية وفي مقدمتهم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لدى الصومال السفير جيمس أسوان.:كما يتزامن الاجتماع في وقت كثفت حركة الشباب هجماتها على العاصمة مقديشو ومدن أخرى استراتيجية في جنوب الصومال من ضمنها مدينة طوسمريب المستضيفة للاجتماع.