طالب السياسي عبد القادر عسبلي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب الفدرالي، رئيس جمهورية الصومال الفدرالية بتقديم التنازلات في مؤتمر دوسمريب المقرر إنطلاقه اليوم الثلاثاء، واكد رفض تمديد ولاية الحكومة الصومالية الفدرالية، وقال إن البلد جاء من دمار، ويجب تهيئة الديمقراطية وعدم تقليد انظمة حكم مثل ارتيريا.
ويرى المرشح الرئاسي زعيم حزب “إليس” عبدالقادر عسبلي : إذا مالم يتم التوصل لحل الخلاف في مؤتمر دوسمريب فالبديل هو تمديد ولاية البرلمان واختيار رئيساً له ورئيسا لجمهورية الصومال الفدرالية.
واستضافت قناة يونفيرسل الفضائية مساء أمس في برنامجها الاسبوعي المرشح الرئاسي زعيم حزب”إليس” ورئيس لجنة الخارجية بمجلس الشعب الفيدرالي عبدالقادر عُسبلي علي، والذي بدء حديثه بتقديم واجب العزاء لاهالي ضحايا تفجير واقتحام فندق “افريكا” أمس الأول الأحد بالعاصمة مقديشو ؛ مُترحما على أرواح الشهداء راجياً الشفاء العاجل للمصابين.
وفي اللقاء الذي دام لاكثر من نصف ساعة تطرق المرشح الرئاسي لقضايا سياسية حسّاسة والوضع الذي يمر به البلد … فالي التفاصيل …
اكدّ المرشح الرئاسي زعيم حزب”إليس” رئيس لجنة الخارجية بمجلس الشعب الفيدرالي عبدالقادر عُسبلي، علي انّ الوقت المحدد للهيئات الدستورية “مجلسي الشعب والشيوخ” قد انتهت ؛ مشيراً الى أنه لم يتبقى لرئيس جمهورية الصومال الفدرالية من فترة ولايته الدستورية سوى 7 ايام ؛ موضحاً بأن هناك غموض يلف حول مابعد نهاية ولاية الرئيس الذي يرغب في الاستمرار بقيادة البلد ؛ ومُحمّلاً رئيس جمهورية الصومال الفدرالية المسؤولية الكاملة عن ما يحدث.
وقال عُسبلي “يفترض على الرئيس أن يقود البلاد إلى إجراء إنتخابات مباشرة، وهي شخص واحد صوت واحد التي اُنتخب من أجلها إلاّ أنه فشل في ذلك” .
وأوضح عُسبلي أنه منذ فترة ليست ببعيدة تم الاتفاق على إجراء الانتخابات بالطريقة التقليدية وذلك عبر شيوخ العشائر ؛ مشيراً إلى أنّ هناك خلاف وعدم توافق بين الحكومة الفيدرالية والولايات الاقليمية، وهو ماينذر الى سير البلاد نحو الهاوية والمجهول ؛ راجياً التوصل الى إتفاق على اجراء الانتخابات الفيدرالية واخراج البلاد من المأزق .
وشدد المرشح الرئاسي على إجراء انتخابات توافقية في وقتها بمباركة ومشاركة جميع الاطراف السياسية ؛ مُحذراً من إجراء انتخابات أحادية الجانب ؛ وأشار إلى أنّ قادة الدولة يتحملون المسؤولية إذا تجاوزت الانتخابات عن الوقت المحدد لها في تنظيمها.
وقال عبدالقادر عسبلي إنّ الشعب الصومالي كان ينتظر إجراء إنتخابات وفق إتفاقية 17 سبتمبر المبرمة بين الحكومة الفيدرالية والولايات الاقليمية إلاّ أنّ بروز عوائق اهمها طريقة تشكيل لجنة الانتخابات التي لاقت استنكار ورفض من مرشحي الرئاسة حالت دون تنفيذ الاتفاق ؛ مُوضحاً انّ لجنة الانتخابات التي شكلتها الحكومة الفيدرالية تضم عناصر أمنية وموظفين في مرافق حكومية ومكتب الرئيس خلافاً للدستور ؛ موضحاً انّ هذه اللجنة ستكون منحازة الى طرف ولن تكون محايدة .
وأشار عُسبلي إلى أنه يجب الوصول الى إتفاق فيما يتعلق الانتخابات للمناطق الشمالية ؛ ومؤكداً أنّ هناك خلاف كبير حولها ؛ وأضاف أنه يجب أيضاً حل الخلاف القائم بمحافظة جيدو في مؤتمر دوسمريب والذي بدأت أعماله،وانّ قيادة ولاية جوبالاند صرّحت بعدم اجراء الانتخابات مالم تسحب الحكومة الفيدرالية قواتها من جيدو ؛ مُطالباً رئيس جمهورية الصومال الفدرالية بالقيام في حلّ الاشكالات في هذا التوقيت العصيب .
وقال عُسبلي على مدار السنة الفائتة عُقدت مؤتمرات عدة في جرووي ودوسمريب وجالكعيو مابين الحكومة الفيدرالية والولايات الاقليمية ولم يتم التوصل إلى إتفاق، لذلك نرى في مجلس إتحاد مرشحي الرئاسة بتوسيع المؤتمر وطالبنا ذلك في بيان اصدرناه.
واشار زعيم حزب”إليس” إلى أنه يجب اشراك جميع أصحاب المصلحة السياسية بمن فيهم مجلس إتحاد مرشحي الرئاسة ورئيس مجلس الشيوخ كونه يمثل المناطق الشمالية في المؤتمر التشاوري ؛ وقال إنه في حال تم الاتفاق بمؤتمر دوسمريب والتوصل لحل يرضي الجميع بشأن اجراء الانتخابات وتمديد شهرين او ثلاثة للحكومة ستتجاوز البلاد هذه الازمة ؛ مُعرباً عن قلقه مالم يُقدّم الرئيس تنازلات في المؤتمر المنعقد حاليا بدوسمريب واستمرار الخلاف مع انتهاء الولاية الدستورية لرئيس جمهورية الصومال الفدرالية ؛ مُنوهاً إلى أنّ ذلك يستدعي عقد مؤتمر صومالي شامل لانقاذ البلاد من السقوط ؛ واكد المُرشح الرئاسي في سياق حديثه أنهم في مجلس مرشحي الرئاسة هدفهم هو اجراء انتخابات توافقية بطريقة سلمية .
وقال عُسبلي انّ مصير الصومال بيد قيادتي الحكومة الفيدرالية والولايات الاقليمية وعليهم التوصل الى اتفاق وحل الخلافات قبل الثامن من فبراير الجاري مالم يحدث ذلك سيكون للجميع دور تحديد مصير البلاد ؛ وحذّر الحكومة من إضاعة الوقت والتوجه إلى مجلس الشعب لتتحصل على تمديد فترتها؛ وكشف عُسبلي عن الحل الاخير مالم يتم التوصل الى حل للخلاف القائم في مؤتمر دوسمريب وهو تمديد ولاية البرلمان واختيار رئيس للبلاد ورئيس لمجلس الشعب .
وتطرق إلى أن هناك اجتماع لمجلس الشعب في الخامس من فبراير الجاري دعا إليه رئيس جمهورية الصومال الفدرالية ؛ وقال عسبلي ” لانعلم الهدف من دعوة الرئيس لهذا الاجتماع” ؛ مؤكداً بأن ولاية مجلس الشعب انتهت في 27 من سبتمبر الفائت وتُعد قراراته غير قانونية الاّ لضرورة تحديد الامور المصيرية ؛ واوضح عُسبلي انه اذا تم التوصل الى اتفاق في مؤتمر دوسمريب للتوجه الى اجراء الانتخابات فهذا امر نُرحب به اما لو طلب منحه تمديد لولايته فهو مرفوض وغير قانوني .
وعن موقف مجلس مرشحي الرئاسة تجاه منح 13 مقعد تمثيلي لمحافظة بنادر في مجلس الشيوخ اشار الى ان ذلك حق دستوري ولا احد بامكانه الاعتراض عليه ؛ وقال بان الرئيس مُرر له من مجلس الشعب قرار منح بنادر 13 مقعد في مجلس الشيوخ قبل 8 اشهر ومع انه وعد بالتوقيع على القرار الاّ انه اخلف بوعده حينها ومع بقاء ايام من ولايته وقّع على القرار وهو مايزيد عبئاً على البلاد ؛ وقال زعيم حزب “إليس” نحن من سعى لتتحصل بنادر على تمثيل في مجلس الشيوخ إلاّ انّ الوقت الذي اختاره الرئيس للتوقيع على القرار لم يكن مناسباً .
وأضاف أنّ من حق بنادر أيضاً تأسيس مقام لها وإدارة كباقي الولايات الاقليمية ؛ وقال إنّ رئيس جمهورية الصومالية الفدرالية اجتمع برؤساء الاقاليم ولم يذكر لهم تشكيل إقليم لبنادر ؛ مُتهماً الرئيس باستخدام قضية بنادر ذريعة لتأخير الانتخابات عن وقتها وهو مرفوض .
وقال إنّ الرئيس فرماجو وبطانته ليسوا جادّين في إجراء انتخابات نزيهة وحاولوا الحصول على تمديد سنتين من خلال مجموعة موالية لهم يُسمّون انفسهم ب”القوى الوطنية” إلاّ أنّ تلك المحاولة باءت بالفشل ؛ موضحا أنه بعد الضغوطات التي مارسها المجتمع الدولي اجبرتهم للجلوس على طاولة الحوار مع الولايات الاقليمية لحل الخلافات حول الانتخابات ؛ مُتهما القيادة الفيدرالية بعدم رغبتها للتوصل إلى حل لغرض حصولهم على التمديد ويريدون تقليد أنظمة الحكم في بعض البلدان الصديقة التي لا تُجرى فيها انتخابات مثل ارتيريا.
وقال عسبلى أن البلد جاء من مرحلة دمار ويمر حالياً باعادة تهيئة إلى طريق الديمقراطية وعلى الرئيس تقديم التنازلات للخروج من الازمة الراهنة .
ونحن نتحدث في مجلس الشعب وكل مانتحدث به يصل الى الرئيس ؛ كان يجب على رئيس جمهورية الصومال الفدرالية، تقديم مبادرات للاطراف السياسية دون استثناء ويفتح لهم الباب ليناقش معهم الوضع في البلاد للوصول الى حلول وتجاوز الخلافات .
ونحن في مجلس إتحاد مرشحي الرئاسة هدفنا الرئيسي في الوقت الحاضر هو إنقاد الوطن أولاً ؛ وقال عُسبلي انّ الرئيس وطاقمه يماطلون في اجراء العملية الانتخابية ؛ مشيراً إلى أنه بعد الثامن من فبراير الجاري سيفقد رئيس جمهورية الصومال الفدرالية صفته الشرعية والقانونية كرئيس للبلد .
وقال عسبلي بعد تجاوز الأزمة وحل الخلافات القائمة حول الانتخابات القادمة وتشكيل البرلمان الجديد بغرفتيه الشيوخ والشعب سنتفق في إتحاد مجلس مرشحي الرئاسة بآلية للخوض في الانتخابات .
وعن برنامجه الانتخابي أوضح أن من أول اهتمامه هو اعادة تثبيت الامن واستقلالية القضاء وتفعيل دور القانون وفصل المؤسستين الامنية والعسكرية عن العمل السياسي ؛ مؤكداً ان الوطن بحاجة تأسيس وتفعيل المحكمة الدستورية للعودة إليها أثناء الخلافات والفصل بين القضايا ؛ كما اشار الى انّ ضمن برنامجه هو تخطي مرحلة التقاسم القبلي للسلطة (4.5) والانتقال الى نظام الاحزاب .
وعن حملته الإنتخابية أكد عُسبلي أنه ليس مُتعمداً على أي دولة أو جهة لدعمه ؛ وقال “اعتمد على الشعب الصومالي ليمنحني ثقته وينتخبني رئيساً للبلد نظراً لكفائتي وجدارتي بتحمل المسؤولية في المرحلة القادمة لأقود السفينة إلى بر الأمان” ؛ مؤكداً أنّ ما يفعله،أو يقوم به سيكون وفقاً للشريعة الاسلامية .
وتحدث المرشح الرئاسي عبدالقادر عسبلي علي، عن علاقاتهم بالولايات الاقليمية حيث اوضح انّ بينهم وقيادات الولايات علاقة عمل كونهم مسؤولين ؛ وفيما يخص ما تناولته وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول نقل مجندين صوماليين من أرتيريا الى أثيوبيا للمشاركة في القتال الذي دار باقليم تيجراي ومقتل وإصابة عدد منهم أكد عُسبلي أنهم في لجنة الخارجية والتعاون الدولي بمجلس الشعب تحدثوا عن القضية واصدروا بيانا طالبوا خلاله رئيس جمهروية الصومال الفدرالية، بتشكيل لجنة مشتركة من مجلس الشعب والحكومة لتقصي الحقائق والتي تقوم بزيارة إلى معسكرات التدريب في أرتيريا وتُقدّم تقريرا مُفصلا عن المجندين الصوماليين “عددهم وأماكن تواجدهم” وفتح المجال لهم للتواصل مع ذويهم والاطمئنان عليهم .
ورداً على سؤال مقدمة البرنامج حول سيرته الذاتية قال المرشح الرئاسي عُسبلي بأنه ولد في محافظة جيدو، وتلقى دراسته الاعدادية والثانوية بالعاصمة مقديشو، ثم التحق بجامعة الازهر في جمهورية مصر العربية، وتخرّج من قسم الصحافة والاعلام ؛ موضحاً أنه هاجر إلى أمريكا وعاد إلى الوطن قبل 18 سنة ليمارس العمل التجاري.
وفي العام 2010 اُنتخب عضوا في مجلس الشعب الفيدرالي وأعيد انتخابه في العام 2012 ومنذ ذلك الحين الى يومنا يشغل منصب رئيس لجنة الخارجية والتعاون الدولي بمجلس الشعب الصومالي.