الصومال اليوم

أوضاع اللاجئين اليمنيين في الصومال

الصومال اليوم – أحمد محمود غيسود 

سبب القتال الذي اندلع في اليمن قبل خمس سنوات مقتل ما يقارب 10 آلاف من المدنيين اليمنيين وهاجر العديد منهم  إﻟى ﺑﻠﺪان ﺷﺮق أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﺜﻞ الصومال وﺟﻴﺒﻮﺗﻲ وإيثوبيا بحثاً عن ملاذ أكثر أمناً. 

وتربط الصومال باليمن علاقات تاريخية متجذرة تعود إلى ما قبل الإسلام، فهي روابط قديمة ضاربة في جدور التاريخ. 

فهناك روابط عديدة تجمع الشعبين، كالأصول المشتركة والمصاهرة ووحدة الدين وحتى الجغرافيا، فكل هذه العوامل جعلتهم يتوجهون إلى الصومال وكانت مدينة بوصاصو الساحلية بولاية بونت لاند في شمال شرق الصومال أول محطة اللاجئين اليمنيين، وقد وصل ايضا اللاجئون اليمينون إلى ميناء بربرة بإقليم أرض الصومال في الشمال البلاد، بأعداد كثيرة على أمل إيجاد الملاذ الآمن وبحثاً عن حياة أفضل لأنفسهم ولأسرهم. 

وقد منحت السلطات في كل من ادارة أرض الصومال وولاية بونت لاند المواطنين اليمنيين حق اللجوء أو صفة اللاجئ/اللاجئة، وبذلت سلطات وشعب الصومال والشركات التجارية واللجنة المكلفة بمتابعة قضية اللاجئين جهودا كبيرة في تقديم المساعدات للعائدين الصوماليين واللاجئين اليمنيين وإن كانت هذه المساعدات المقدمة محدودة. 

وقد خصصت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للاسرة الواحدة 150 دولاراً شهرياً وهذا المبلغ لا يكفي لدفع تكاليف الكهرباء والمياه وإيجار المنزل ولتأمين احتياجات الأسرة الأساسية. 

وكان أبو بكر عبدالله، وهو أب لخمسة أبناء، قد وصل إلى ميناء مدينة بوصاصو في بونت لاند عام 2016م، ثم انتقل في وقت لاحق مع غيره من اللاجئين إلى مدينة قرضو، وقال “هربنا من الحرب والصراع والتدمير والمجاعة وانعدام الفرص الاقتصادية في اليمن ولكنني لا أرى فرقاً كبيراً هنا في الصومال، فأسرتي تعيش في غرفة واحدة في منزل صغير مع أسرتين يمنيتين، وندفع إيجاراً شهرياً قدره 25 دولاراً”. 

رغم مرور خمسة أعوام على استقبال الصومال آلاف اللاجئين اليمنيين إلا أن الكثير منهم يواجهون صعوبة التأقلم مع الحياة الجديدة من ناحية الحياة المادية، ويعيش في العاصمة الصومالية مقديشو حوالي 3,500 لاجئ يمني في ظروف صعبة قلة منهم تمكنوا على فتح مشاريع تجارية صغيرة. 

وتحدث رئيس اللاجئين اليمنيين في مقديشو السيد عبد العزيز النظامي في مقابلة أجرتها قناة الموطن بخصوص وضع اللاجئين اليمنيين في مقديشو وقدم شكره وتقديره للحكومة الفيدرالية الصومالية والشعب الصومالي على فتح ابوابها لإخوانهم اللاجئيين اليمنيين في مواطنهم الثاني، مبينا أن اوضاع اليمنيين بشكل عام على وجه الخصوص في العاصمة الصومالية سيئة ومتدنية إلى أبعد الحدود لم يحصلوا لو مثقال ذرة من الحقوق الدولية التي سرحت لهم ومن هذه الحقوق التعليم والصحة والسكن والمعيشة والأمن. 

وأضاف عبدالعزير “أنهم يشاركون مع الشعب الصومالي كل شيء وغالبا جانب الأمن، ما جرى على الصومال جرى علينا ولكن المعيشة والسكن مهمة جدا حيث لا تتوفر فرص عمل للاجئين اليمنيين لتغطية الاحتياجات الأساسية مثل الإيجار والطعام والأدوية والمواد غير الغذائية والوصول إلى الإنترنت وظروف لاجئ اليمني صعبة جدا فهناك قلة قليلا من تمكنوا من تأسيس مشاريع تجارية صغيرة مثل مطاعم ومحلات تجارية او عيادات الاسنان أما باقي اللاجئين يعيشون في ظروف صعبة جدا”. 

ووجه عبد العزير النظامي رسالة الى ثلاث جهات معنية بشأن أوضاع اللاجئين اليمنيين وهي: 

أولا: الهيئات أو المنظمات الدولية قائلا : 

“بأن يخافوا الله وأن يعطوا حقوق اللاجئ التي كفلتها جميع المواثيق والمعاهدات الدولية. 

ثانيا: الحكومة الفيدرالية الصومالية بأن ينظروا بعين الإعتبار وايجاد حلول عاجلة لامرهم. 

ثالثا: رجال الاعمال اليمنيين والصوماليين أن يوفروا فرص عمل للاجئيين اليمنيين. 

وتقول السيدة فتحية الناخبي أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات نقص بسبب فيروس كورونا، وأضافت: نطالب الإخوة في الصومال والعالم العربي أن يقفوا مع إخوانهم اليمينيين الذين يعانوا ظروف معيشية صعبة للغاية. 

وأشارت فتحية إلى أن اليمينين والصوماليين شعب واحد، ولهم دين واحد وتقاليد واحدة فقط نختلف بالجنسية والموطن، وعندنا لاجئون كثيرون من الصوماليين لجأوا إلى اليمن إبان الحرب الأهلية، وقفنا معهم واليوم جاء دور الصوماليين في الوقوف إلى جانب اليمنيين، ورد الجميل والإحسان، ولا شك أن الصوماليين مطالبون ببذل المزيد من المساعدة أكثر وأكثر مما بذل إخوانهم اليمنيون قبل عشرات السنين”. 

شعيب اليوسفي ومحمد عبدالله دعبوش من ضمن الشخصيات الموفقة الذين تمكنوا من فتح مشاريع تجارية صغيرة مثل مطعم وعيادة الأسنان. 

شعيب اليوسفي أبو الأدهم صاحب مطعم اليمن السعيد يقدم المأكولات اليمنية ويعتبر من أشهرها مطاعم حي بولي حوبي قرب مطار مقديشو، ويقول شعيب اليوسفي أن فكرة فتح مطعم اليمن السعيد تلبية لبعض طلبات الاخوة الصوماليين واليمنين بتوفير أهم وأشهر المأكولات اليمنية مضيفا أننا نقدم وجبات خفيف وثقيل مثل التي تقدمها المطاعم اليمينة طبق المندي والفحسة وبيزا وشاورما وغيرها. 

أما طبيب الأسنان اليمني محمد دعبوش في مستشفى أيان يقول انه تفاجأ في الواقع من ناحية تعامل الناس والنهضة العمرانية المتسارعة والاقتصادية الموجود في الصومال. 

سلمى بالخير خميس عوض لاجئة يمنية وهي أم لأربعة أطفال هاجرت من اليمن قبل سته سنوات الى الصومال، قالت “أن السبب الذي دفعها للجوء إلى مقديشو بسبب اشتباكات وقصف عنيف وسقوط قذائف على البيوت في اليمن، القصف كان يبدأ في منتصف الليل ونحن نائمين كنا نعانى من الخوف ولا نستطيع النوم، أسوأ من ذلك أننى خرجت يوم من الأيام أجلب بعض الثلج لأطفالي فحدث قصف في مكان قريب مسببا الهلع والخوف والقلق والاضطراب في نفوسننا. 

وأوضحت سلمى أنها واجهت ظروف كثيرة في البداية ولم تستطع التأقلم في الصومال “عندما لجأت الى الصومال كان وزنى 74وبعدها أصبح وزنى 53 خسرت الكثير من الوزن بسبب الجهد والتعب الذي واجهنها اثناء السفر .. واعتدت العيش في الصومال أخرج يوميا الى الاسواق وأبيع بعض من الحلويات ومن ثم أشترى ما اجده من الاحتياجات الأساسية. 

تقول سلمى “الصومال بلد جميل تستطيع التعايش مع شعوبها وكذلك تستطيع ان تتقاسم معهم لقمه العيش ولكن يجب على المرء الاعتماد على نفسه… أؤمن أن بعد التعب راحه اذا كنت احصل على حياه أفضل من اليمن، لم اكن افكر بأنى ارجع الى اليمن في الاخير، اتمنا من رب العالمين ان يغير احوالنا الى الأفضل”، “رسالتى لاخوانى الصوماليين الذين يدعمون الناس بأن يدعموننا”. 

 ويعيش في الصومال أكثر من 8 آلاف لاجئ يمني موزعين في المحافظات والاقاليم الصومالية منهم من أسعفه الحظ في الحصول على وظيفة مناسبة او فتح اعمال تجارية خاصة، وغالبيتهم يعيشون حياة صعبة بسبب الازمة الاقتصادية وقلة فرص العمل وندرتها، وأن الصومال هو بنفسها تتعافى تدريجيا من أزمة الحروب وعدم الاستقرار السياسي ومن الطبيعي أن يعاني اللاجئ اليمني اذا كان ابناء الصومال قد لا يحصلوا على احتياجاتهم اليومية. 

أناشد أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء والقلوب العامرة بحب الخير تقديم المساعدات لإخواننا اليمنيين في مقديشو وخاصة عائلة سلمى بالخير خميس عوض والتي تعيش مرارة الحياة القاسية تسكن هذه الأسرة في منزل ينقصه الكثير من المستلزمات الضرورية لعدم قدرتها على شرائها، هذه الام الأرملة تتكفل برعاية أربعة أطفال هذه الاسرة ليس لها دخل الا بعض المساعدة من الاخوة المحسنين والتي لا تكفي لسد احتياجاتهم المعيشية. 

*كاتب صومالي 

Exit mobile version