الصومال اليوم – خاص
أظهرت صور تداولها نشطاء إثيوبيون وقادة دينيون على مواقع التواصل الاجتماعي وتابعها محرر “الصومال اليوم” تضرر مسجد النجاشي أقدم مساجد أفريقيا في إقليم تجراي.
وقال الناشطون أن المسجد الذي يعد مجمع ضريح الملك النجاشي شمالي إثيوبيا تعرض لقصف من قبل قوات أمهرية وإريترية مما أدى إلى تعرضه لتدمير كبير.
ويعد مسجد النجاشي واحد من أقدم مساجد أفريقيا وهو تخليد لذكرى هجرة الصحابة الكرام إلى الحبشة قبل أكثر من 1440 سنة، ويعتبره الكثيرون ثاني أقدس مكان للعبادة الإسلامية والذي أطلق عليه المسلمون الإثيوبيون لقب “مكة الثانية”.
وقالت مصادر إعلامية إن السلطات الإثيوبية رفضت التعليق على الموضوع، كما لم يتسن تلقي معلومات من أهالي المنطقة بسبب انقطاع خطوط الهاتف فيها منذ نحو شهرين.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي أعلن في 13 نوفمبر/تشرين الأول الماضي تعيين رئيس تنفيذي لإقليم تجراي شمال البلاد بعد عملية عسكرية استهدفت استعادة الشرعية وإنفاذ سيادة القانون على جبهة تحرير تجراي التي سيطرت على الإقليم لنحو 27 عاما.
يذكر أن مسجد النجاشي هو أول مسجد في أفريقيا وبني إبان وصول المهاجرين الأوائل من المسلمين إلى الملك النجاشي.
ويعود تاريخ بناء المسجد إلى هجرة المسلمين إلى الحبشة، عندما أمر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) صحابته في السنة الخامسة من البعثة (615 ميلادية) بالهجرة إلى هناك.
ويقع المسجد بمنطقة “وقرو” التي تبعد نحو 45 كيلو مترا شمال مدينة مقلي، عاصمة إقليم تجراي، ويوجد بساحة المسجد أيضا أضرحة 15 صحابياً، وبجوارها قبر الملك النجاشي الذي حكم الحبشة بين عامي 610 و630 ميلادية، واستقبل المهاجرين المسلمين الأوائل.
وشهد إقليم تجراي عملية عسكرية واسعة في نوفمبر/ تشرين الأول الماضي ضد “جبهة تحرير تجراي” وانتهت بهزيمتها وتعتبر الحكومة المركزية جبهة تحرير تجراي حركة تمرد وتتهمها بإثارة الفتن في البلاد والوقوف خلف محاولات لاغتيال رئيس الوزراء آبي أحمد.
وتقف قرية “وقرو” التي يقع بها مسجد النجاشي شاهدة على سماحة الشعب الإثيوبي، ويقصدها كثيرون من محبي النجاشي وتاريخه الناصع، حيث يتوافدون إلى مسجده في شهر محرم، لإقامة ما يطلق عليه “حولية النجاشي”، وفي القرية بئر حفرها المهاجرون المسلمون، يطلق عليها الأهالي اسم “ماء زمزم”.