الصومال اليوم – خاص
شن رؤساء ولايات غلمدغ وجوبلاند وغدو الصومالية هجوما على الرئيس محمد عبدالله فرماجو، متهمين إياه بمحاولة سلب السلطة ونقض جميع العهود، فيما تتهم الحكومة زعماء المعارضة بالتصعيد ونقض الاتفاقيات وتحريض الشارع ضد الحكومة لتحقيق مصالح شخصية.
جاء هجوم رؤساء الولايات في منتدى شراكة الأفكار بين الصوماليين الذي تستضيفه مدينة غاروي عاصمة ولاية بونتلاند لأول مرة حول الوضع الراهن من الانتخابات والأمن..
أحمد مدوبي رئيس ولاية جوبلاند اتهم فرماجو صراحة بنقض جميع العهود حول تسوية قضية إقليم غدو في محاولة لاختطاف الانتخابات.
وحذر من مرور الوضع الأمني في الصومال بمرحلة حرجة ولا يوجد رغبة حقيقية لمحاربة حركة الشباب الإرهابية، مطالباً بسرعة حل قضية غدو قبل الشروع في الانتخابات.
ويقع إقليم غدو جنوب الصومال ويتبع إداريا لولاية جوبلاند، وتسيطر عليه قوات حكومية والتي يتم اتهامها بالسعي لاختطاف 16 مقعدا من البرلمان، وتطالب جوبلاند بإجلاء قوات الحكومة الفيدرالية وإعادة الإقليم إلى سلطة الولاية لإجراء انتخابات تلك المقاعد.
من جانبها تتهم الحكومة الفيدرالية رئيس ولاية جوبالاند بأنه تأثر بضغوط مارستها كينيا على الولاية لنقض اتفاق سابق مع الحكومة حول الانتخابات واستخدام الولاية كورقة سياسية لتنفيذ أجندتها، وقالت الحكومة في تصريح سابق ان الزيارة الأخيرة التي قام بها مدوبي إلى كينيا دفعته لتغيير موقفه تجاه الانتخابات، بعد عودته من كينيا، ووجهت الحكومة الفيدرالية الصومالية اتهام لمدوبي بالتنصل عن الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة الصومالية وقادة الولايات وقالت ان تراجعه عن الاتفاق تم بإيعاز من الحكومة الكينية.
أما رئيس ولاية بونتلاند سعيد عبدالله دني فأكد أن فرماجو يقود جماعة تحاول سلب الانتخابات، معتبراً أن تشكيلة اللجان الانتخابية دليل على ذلك.
ولفت إلى أن توجهات فرماجو تقود الصومال لنفق مظلم، داعيا إلى أن يكون الاستقرار السياسي وسيادة القانون أساسا لإدارة المرحلة الانتقالية التي يمر البلاد.
وما بين هذا وذاك، أبدى رئيس ولاية غلمدغ أحمد عبدي كاريه قور قور استعداده لإطلاق مبادرة وساطة شاملة بين الحكومة والمعارضة حول الخلافات القائمة على مسار الانتخابات للوصول لتوافق وطني.
بدوره، دعا محمد مرسل شيخ عبدالرحمن رئيس مجلس الشعب بالبرلمان الصومالي “فرماجو” ورؤساء الولايات إلى إجراء انتخابات توافقية وتسوية الخلافات المنوطة بها بالحوار وإقناع جميع المكونات على نزاهة المسار.
من جانبه، حث رئيس الصومال السابق حسن شيخ محمود على الحوار في المرحلة الراهنة حول مسار تنفيذ العملية الانتخابية بين جميع المكونات السياسية.
ولم يجد نائب رئيس الوزراء مهدي غوليد خضر، الذي تحدث بلسان حكومة فرماجو، سوى تجاهل أزمة النزاهة التي تشوب لجان الانتخابات، مدعيا بتنفيذ الاتفاق السياسي حول الانتخابات في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال رؤساء الولايات ان ممثل حكومة فرماجو في المنتدى تعمد تجاهل الاحتجاجات المتصاعدة المطالبة بتنفيذ الاتفاق لإجراء انتخابات توافقية في الصومال.
وتستمر أعمال المنتدى حيث من المقرر أن تصدر توصيات حول الحلول المثالية لإدارة الفترة الانتقالية وإجراء انتخابات شاملة آمنة ومستقرة.
ويشهد مسار الانتخابات العامة في الصومال احتقانا سياسيا حادا بين الحكومة والمعارضة، ما أدى إلى تأجيل التصويت في الانتخابات التشريعية بعد أن كان مقرراً لها في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتخشى المعارضة من أزمة نزاهة واستقلالية تشوب لجان الانتخابات الفيدرالية والإقليمية، ويناصر موقف المعارضة الرافض لهذه اللجان ولايتا جوبلاند وبونتلاند اللتان تعارضان بشدة إدارة فرماجو للمرحلة الانتقالية.
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية الصومالية في 8 فبراير/شباط المقبل لكن مراقبين يرون أن ذلك مستحيل لقرب الموعد والفجوة الكبيرة بين الحكومة والمعارضة حول اللجان الانتخابية.