النسب والقبيلة:
الأنساب علم مهتم بأنساب القبائل والعشائر والأسر، وهو علم مستقل وكان معروفاً عند الأمم السابقة وخاصة عند العرب منذ العصر الجاهلي وحتى في يومنا هذا، ومن خلال هذا العلم يستطيع المرء أن يتعرف أنساب الناس وقواعده الكلية والجزئية، أو الأصولية والفرعية. وقد ورد القرآن الكريم في الأنساب بقول تعالى: (يأيُها الناس إنا خلقناكُم من ذَكر وأُنثى وجعلناكم شُعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم أتقاكم ) ، كما ورد أيضاً في السنة النبوية حيث رغب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وحثّ في تعلمه قائلاً : “تعلموا الأنساب كي تصلوا أرحامكم”. وكان سيدنا أبو بكر بن الصديق عالماً وخبيراً في أنساب العرب. وقد تسابق بعض العلماء إلى تأليف هذا العلم حتى ظهر في الساحة العلمية عدد من المصادر في ذلك مثل: جمهرة النسب لهشام بن محمد بن السائب الكلبي، وله أيضاً كتاب أنساب حمير وملوكها، وهنا كتاب أنساب الأشراف لأبي الحسن أحمد بن يحيى البلاذري، وكتاب أنساب الشعراء لأبي جعفر محمد بن حبيب البغدادي النحوي، وكتاب أنساب للسمعاني، وكتاب أنساب قريش لزبير بكار القريشي، وكتاب قلائد الجمان في معرفة قبائل الزمان للقلقشندي وغير ذلك. وقد اهتم المسلمون في هذا العلم لأهميته في جوانب الحياة مثل الزواج والميراث وتوزيع العطاء، كما اشتهر ديوان الجند في التاريخ الإسلامي، ومع ذلك فقد نهر الدين الإسلامي العصبية والتفاخر بالأنساب في أكثر من موضع.
وفيما يتعلق بقضية الأنساب في بلاد الصومال، فهناك بعض الكتب تناولت في ذلك مثل: كتاب (تاريخ قبيلة المهري في الصومال – العرب محمود صالح) للسيد محمود محمد علي بن نيمر، والمؤلف السيد محمود محمد علمي بن نيمر ينتسب إلى قبيلة النيمر المعروفة بقطرنا الصومالي بقبيلة عرب محمود صالح إحدى بطون قبائل المهرة العربية. وكتابه من الكتب التي تتحدث عن تاريخ القبائل الصومالية وأصولها وحضارتها، والكتاب يركز فقط علي القبيلة المشهورة لقطرنا الصومالي، قبيلة عرب محمود صالح. ويقول المؤلف مبينا لأصل هذه القبيلة ما يلي: ” تنحدر قبيلة عرب محمود صالح من قبائل المهرة من قبائل العرب القدماء التي سكنت في جنوب اليمن، وخاصة في محافظة المهرة، وهي تتكلم بلغة تختلف عن اللغة العربية وهي من اللغات القديمة في جنوب الجزيرة العربية.. “. واستطرد المؤلف عن معلومات تلك القبيلة وذكر في كتابه بأن الذي جاء إلى الصومال هو محمود صالح وأخوه حسن صالح وعمهما عمرو موسى وهم ينتمون إلى عشيرة بن نيمر المهرية، وكانوا تجارا وسكنوا في ساحل الشمال الشرقي وصاهروا قبيلة مجيرتين إحدى قبائل الدارود.كما ذكر فروع هذه القبيلة التي منها ابن نيمر الجدحي بن شوله بن عنتوني بن عفرير. ويشير الكتاب إلى أشهر رجال قبيلة عرب محمود صالح ومن ينتسب إليهم من مشاهير وعلى سبيل المثال لا حصر: الرجل الأعمال المشهور السيد حاج يوسف عغال نائب رئيس البرلمان في عهد عبد الرشيد شرمأركي، والجنرال محمد علي مري قائد القوات الصومالية في منطقة هرجيسا، وعبد الله شيخ مرسل بن نيمر واضع المناهج العربية في وزارة التعليم والتربية وغيرهم.
ولمفتي جمهورية جيبوتي السابق القاضي موجي درر مؤلفات مثل: ( التقليد المتوارث في تولية الأجاس عند العيسى)، والكتاب من اصدارات الدار الطباعة والنشر الإسلامية، 1995.
وله أيضاً كتاب (شعب وتاريخ: تأملات في الفكر الفلسفي والسياسي والاجتماعي عند العيسى)، والأخير حجمه كبير ومنشور ويتناول المؤلف نظرته الفلسفية تجاه المجتمع العيسوي والذي يعيش في ثلاثة أوطان مختلفة وهي الصومال، جيبوتي وإيثوبيا.
ووضع عبد الرحمن عمر العلي الأبغالي الورشيخي كتاباً لطيفاً حول قبائل أهل الصومال في كتاب سماه: ( تاريخ قبائل الصومال)، وقد ركز فضيلته جانب الأنساب الذي كان بارعاً، وقد اعتمد على هذا الكتاب السيد الشريف العيدروسي المقديشي عند تأليف كتابه ( بغية الآمال في تاريخ الصومال) لما سيما فيما يتعلق بأنساب أهل الصومال في ذيل الكتاب.
وفي كتاب ( الثقافة العربية وروادها ) للدكتور محمد حسين معلم علي ناقش أصل أهل الصومال وفروعهم، وقسم إلى عدة فروع في الفصل الأول من كتابه.
كما ناقش الدكتور محمد أحمد شيخ علي دودش في بحث مفيد أطلق عليه (القبائل الصومالية: الأصل، البناء، الوظيفة) نشرت في مجلة الراصد في السودان.
وقد خصص الأستاذ أنور أحمد ميو كتاباً مستقلاً حول القبائل الصومالية أصولها وفروعها وهو كتابه ( القبائل الصومالية – النشأة والتكوين والتطور).
ومن المؤلفين من دافع عروبة أهل الصومال مثل سعادة السفير الراحل السيد عبد الرحمن فارح إسماعيل في كتابه ( عروبة الصومال )، وهذا الكتاب يفند المؤلف أقوال من أنكر عروبة الصومال وثقافتها العربية ، ويردٌّ َ على الأكاذيب التى يروجها البعض بأن الصومال ليست عربية وأنما كوشية.
كما أنجز الأستاذ عبد الرحمن محمود عبد القادر بحثاً سماه: ” التنشئة الاجتماعية والانتماء القومي العربي في الصومال: دراسة تحليلية “، وقد توصل الكاتب إلى عدة نتائج مهمة تؤكد لعروبة الصومال ثقافية وحضارية،
ومن ذلك أيضاً كتاب (الصومال .. الهوية والانتماء)، للباحث حسين على علمي.
وهناك ورقات بسيطة وضعها السيد عبد القادر علسو عسبو ( دنان) قبل رحيله، وقد أطلق هذه الورقات (مقالات عن تاريخ السمالي )، وتدور هذه الكتابات حول فكرة يؤمن بها الكاتب ويدعو لها وهي سماليا إسما علما على بلادنا ، ويرى الباحث أن تصحيفا وتحريفا وقع على هذا الاسم وحوله إلى الصومال، مدعما بذلك بعض البراهين والحجج يراها الكاتب ويؤكد على ماذهب إليه، وقد ولدت هذه الفكرة عند المؤلف أثناء سفره في إفريقيا ، وركز الفكرة بصفة خاصة بعد رجوعه إلى بعض المراجع والوثائق ، وعقد لقاءات علمية مع بعض المفكرين والمعمرين على أن الإسم الحقيقي لهذا الشعب الذي يقطن في منطقة القرن الإفريقي ” سمالي ” واسم بلاده سماليا، ويشير إلى أن اسم ” الصومال ” دخيلة لا وجود لها فضلا عن أن الحرف الصاد نفسه لا وجود له في اللغة الصومالية . وجاء في ثنايا البحث والمقالات أن هذا الشعب ينتسب إلى الجنس الكوشي لا السامي خلافا لما يعتقده بعض الباحثين، وهاتان الفكرتان ليستا جديدتين في الساحة الصومالية ، وفي المؤلفات التاريخية التي تهتم بمنطقة القرن الإفريقي إلا أن الفكرتين كما وردتا في المقالات تختلف نوعا عن عرضها في الكتب التاريخية التي تتناول المواضيع العلمية الموضوعة _ أو ببرودة كما يؤمن الكاتب بل إنها معروضتان في البحث بأسلوب تبشيري حي. ومما يظهر في الورقات أن كاتبها متمكن باللغة العربية ، درس آدابها وأجاد مصطلحاتها فانقاذ له الأسلوب سلسا عذبا ، وهذا الاتقان بالإضافة إلى ميوله الفطرية واجتهاده الكبير استطاع أن ينجز في سبيل وصول مآربه. وهذا البحث يتكون من خمس مقالات وتقع على عشرين صفحة مكتوبة بالحاسب الآلي، واستطاع الكاتب أن يقرأ على بعض الأساتذة الأجلاء أمثال د/ محمود على توريري ، والأستاذ فارح أحمد عمر ( قري) وأستاذ عمر علسو أحمد، وقد مجدوا كلهم الكاتب وبحثه بل قدّموا له بعض تقاريظات وتعليقات. والبحث ما زال مخطوطا لدى مؤلفه حسب علمي قبل وفاته. وقد رأيتها في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، بل وقرأتها حتى ظهر لي بهذا التصور والانطباع الذي من خلال كتب بتلك السطور الماضية، كما أشرتُ ذلك في معجم المؤلفين الصوماليين.
وقد أشار الدكتور الشريف محمد عيدروس في كتابه ( أضواء على تاريخ الصومال ) إلى أهل الصومال وبعض روابطهم القبلية. الكتاب يعطي فكرة واضحة عن أهم الحوادث التاريخية التي عاشتها الأمة الصومالية حتى نهاية هذا القرن العشرين الميلادي..