توتر جديد بين السودان واثيوبيا والخرطوم تعزز قواتها على الحدود تحسبا لهجوم عسكري
تصاعد التوتر مجددا على الحدود بين السودان وإثيوبيا، عقب فشل المفاوضات الحدودية التي عقدت الاسبوع الماضي بالخرطوم في تسوية القضايا العالقة.
ووفقا لمصادر سودانية، فقد عززت القوات السودانية وحداتها العسكرية البرية على حدود إثيوبيا ورفعت استعدادات قواتها الجوية للتصدي لاي هجوم من الجانب الإثيوبي.
وجاءت هذه الخطوة في اعقاب رصد توافد حشود عسكرية إثيوبية إلى الحدود.
يأتي ذلك، بعد أيام من إعلان وزير الإعلام السوداني أن بلاده سيطرت على معظم الأراضي التي تتهم الخرطوم الإثيوبيين بالتعدي عليها قرب الحدود بين البلدين، وذلك بعد وقوع اشتباكات مسلحة بين الطرفين في15 ديسمبر، اتهم كل من الجانبين الآخر بالتحريض عليها وإثارة العنف.
وعقب الاشبتاكات أرسل السودان تعزيزات عسكرية كبيرة تمكنت من استعادت آخر نقطة على الحدود بين البلدين، بعد اشتباك، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية السبت الماضي، لافتة إلى أن “القوات المسلحة السودانية واصلت تقدمها في الخطوط الأمامية داخل الفشقة لإعادة الأراضي المغتصبة والتمركز في الخطوط الدولية وفقا لاتفاقيات العام 1902”.
يذكر أن اتفاق ترسيم الحدود يعود إلى عام 1902 بين بريطانيا وإثيوبيا، قبل استقلال السودان في 1956، وما زالت الخلافات قائمة بشأنه.
وكانت بداية عودة التوتر الى المنطقة الحدودية عقب اندلاع الصراع في إقليم تيغراي بشمال إثيوبيا في أوائل نوفمبر، ووصول ما يزيد على 50 ألف لاجئ اثيوبي إلى شرق السودان.
وتتركز الخلافات بين البلدين على الأراضي الزراعية في منطقة الفشقة، التي تقع ضمن الحدود الدولية للسودان لكن يستوطنها مزارعون إثيوبيون منذ فترة طويلة.
ولطالما شهدت الحدود بين البلدين مناوشات وخلافات، لا سيما بعض المناطق التي يزرعها إثيوبيون، بينما تؤكد السلطات السودانية أن ملكيتها تعود إليها.
واثيرت مسألة ترسيم الحدود مجددا في الأيام الماضية، حيث اجتمعت لجنة ارسمي الحدود بالخرطوم دون التوصل لاي نتائج قبل ان تعلق اجتماعها دون إيضاح رسمي للأسباب.
وقبيل محادثات الأسبوع الماضي اتهم وزير الخارجية الإثيوبي، ديميكي ميكونين، الجيش السوداني بشن هجمات منذ التاسع من نوفمبر.
وقال “المنتجات الزراعية للمزارعين الإثيوبيين تتعرض للنهب ويتم تخريب مخيماتهم، كما يمنعون من جني ثمار مزارعهم. وقد قتل وأصيب عدد من المدنيين”.
وكان وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح قال لرويترز حينها “نحن نؤمن بالحوار لحل أي مشكلة… لكن جيشنا سيقوم بواجبه لاسترجاع كل أراضينا”، مضيفاً “حاليا استعاد جيشنا ما بين 60 إلى 70% من الأراضي السودانية”.
وتابع “إن القوات السودانية تحركت بشكل دفاعي وإن الاشتباكات توقفت خلال الأيام الماضية”.
وأشار إلى أن “تقارير الاستخبارات السودانية أكدت أن تنظيم وتدريب وتسليح القوات التي هاجمت وحدة عسكرية سودانية ليست لميليشيا بل قوات نظامية”.