افريقيا و العالمالرئيسية

قمة “إيغاد” وانعكاساتها على الصومال وأزمته الدبلوماسية مع كينيا

أجرى الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو ونظيره الكيني أوهورو كينياتا محادثات أولية في جيبوتي حيث افتتحت قمة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد).

وكان يرافقهما في الجلسة المستديرة كل من رئيس جيبوتي إسماعيل عمر غيلي، ورئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد.

وكتب رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد على تويتر: “كان تعزيز الاستقرار في منطقتنا دائمًا مفتاح التعاون والتنمية. نحن كقادة سعداء لمناقشة الأزمات في منطقتنا”.

وتشمل القضايا المطروحة في القمة على الطاولة الصراع في إقليم تغراي الإثيوبي، ووباء كوفيد 19، وتريد الصومال مناقشة الأزمة الدوبلوماسية بين كينيا والصومال، والتي وصلت إلى أسوأ حالاتها في الآونة الأخيرة.

أزمة البلدين

تستمر العلاقات بين كينيا والصومال في التدهور حيث هدد الرئيس محمد عبد الله فرماجو بطرد قوات الدفاع الكينية المتمركزة في بلاده.

وعقد رئيس الصومال محمد فرماجو ونظيره الكيني أوهورو كينياتا اليوم الأحد لقاء مباشرا في جيبوتي في قمة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، برفقة زعماء جيبوتي وإثيوبيا.

ويأتي التهديد على قوات الدفاع الكينية بعد أيام من طرد الصومال الدبلوماسيين الكينيين في مذكرة أرسلت إلى نيروبي الساعة الواحدة صباحًا من يوم الجمعة الماضية، وبعد ذلك ألغت وزيرة الدفاع الكينية مونيكا جمعة مؤتمرا صحفيا في مقر الجيش الكيني في الساعة الحادية عشرة من اليوم نفسه.

وقال مسؤول عسكري كبير لصحيفة The Nation: “تم إعداد كل شيء لكن الوزيرة لم تحضر”.

ويريد فرماجو – حسب الصحيفة – أن يحل الجنود الإريتريون محل قوات الدفاع الكينية في بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم).

قال العقيد زيبوراه كيوكو، المتحدث باسم قوات الدفاع الكينية: “إن وجودنا في الصومال تحكمه اتفاقيات أميصوم”.

وبموجب الاتفاقية التي تحكم البلدان المساهمة بقوات حفظ السلام التابعة لأميصوم لا يمكن للحكومة المضيفة سحب الموافقة من مثل هذا البلد.

وسبق القمة الاستثنائية الثامنة والثلاثين للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) نزاع حول جدول الأعمال.

ودعا رئيس الدورة ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في البداية لمناقشة الأزمة الإنسانية في إقليم تيغراي الإثيوبي، وتم تغيير جدول الأعمال بحلول يوم الجمعة إلى الاستجابة لجائحة كوفيد 19. ورفضت إثيوبيا مناقشة مسألة تيغراي على مستوى إيغاد، وأصرت على أنها مسألة داخلية.

واتهم الصومال كينيا بالتدخل في شؤونها، وأجبرت السفير الكيني في مقديشو لوكاس تومبو على المغادرة. واستدعت مبعوثها في نيروبي محمود أحمد نور ترسن.

وفي وقت لاحق، كتبت مقديشو إلى (إيغاد) مقترحا تسعى فيه لمناقشة القضية في القمة، وذلك قبل قطع الصومال رسميًا العلاقات الدبلوماسية مع نيروبي.

ولا يعرف ما إذا كانت إيغاد ستحسم الموضوع، خاصة بالنظر إلى أن معظم أعضاء المنظمة لديهم مصالح في الصومال. وقد لا يكون الزعيم الإريتري أسياس أفورقي حاضرا في القمة.

ويساعد أفورقي في تدريب القوات الصومالية، كما تتورط إريتريا في نزاع حدودي مع جيبوتي.

وحتى وقت قريب، كانت القوات القطرية متمركزة على الحدود المتنازع عليها بين البلدين ولكن تم سحبها عندما انحازت جيبوتي إلى جانب المملكة العربية السعودية حيث فرضت دول الخليج حصارًا على الدوحة، كما دعمت إريتريا أيضا الرياض.

كما علقت أسمرة عضويتها في “إيغاد” عام 2006، احتجاجًا على هيمنة نظام الجبهة الشعبية لتحرير تيغري في إثيوبيا على المنظمة، وغزو إثيوبيا للصومال. ومنذ تولّي أبي أحمد الحكم في إثيوبيا، أصلحت إريتريا العلاقات مع أديس أبابا.

وقال عبد الوهاب شيخ عبد الصمد المحلل في منطقة القرن الأفريقي ومدير شركة “ساوث لينك” الاستشارية إن أعضاء “إيغاد” لديهم سياسات متباينة بشأن الصومال، خاصة أن إثيوبيا وكينيا ليس لديهما وجهة نظر موحدة، ولا بد أن من يفوز بالانتخابات يحظى بالاهتمام.

وخلال منتدى حول العلاقات بين كينيا والصومال يوم الخميس الماضي، قال السيد أحمد محمد كبير المستشارين في معهد هورن إن كل عضو في “إيغاد” لديه مشاكل تؤثر على البلدان الأخرى.

هناك تنافس حول من سيكون ساكن في فيلا صوماليا حليفا. ويحاول فرماجو السيطرة على التأثيرات الإقليمية.

وأضاف أن التدخل الأجنبي قد أثر على الصومال، وأبقاها في حرب مع نفسها ومع جيرانها.

وقال وزير الإعلام الصومالي عثمان دوبي في خطابه بقطع العلاقات إن الصومال كان يرد على “التجاوزات السياسية وتدخّل كينيا في استقلال الوطن”.

وجاءت هذه الخطوة في الوقت الذي استضافت فيه نيروبي رئيس أرض الصومال موسى بيحي عبدي، الذي وافقت كينيا معه على بدء رحلات جوية مباشرة وإنشاء قنصلية في هرغيسا بحلول مارس المقبل.

ولكن رد فعل الرئيس فرماجو حير الكثيرين خاصة أن إدارته أيدت من قبل طلب كينيا لإنشاء قنصلية في هرغيسا.

وقال شادراك كويو، كبير المستشارين في مركز هورن، إن الرئيس الصومالي يصعّد التوترات وذلك للفوز بولاية أخرى.

وأضاف: “وصل إلى السلطة في عام 2017 على خلفية مشاعره المعادية للإثيوبيين”.

وهدد رئيس ولاية جوبالاند أحمد مدوبي بوقف الانتخابات في ولايته ما لم ينسحب الجيش الفيدرالي من محافظة غدو.

وشهدت مقديشو الأسبوع الماضي احتجاجات ضد اللجان التي تم تشكيلها لإدارة الانتخابات، حيث طالب مرشحو المعارضة بحلها.

ويخشى المسؤولون في نيروبي أن الوضع المتأزم وسط الفوضى قد تيبح لحركة الشباب ازدهارا.

ويجادل السيد زادوك سيونجو، مساعد وزير سابق بأن الوضع في الصومال يجعل من الصعب التعامل مع المركز وحده.

وقال عبد الوهاب شيخ عبد الصمد إن دور دول الخليج مثل قطر أصبح حاسمًا للغاية ولا يمكن تجاهله، خاصة أنها تمول الحكومة الحالية وبعض المرشحين.

كما أن للدول الغربية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكذلك تركيا، وهي أكبر مزود للمساعدات الإنسانية للصومال ، تأثير على البلاد.

وكثفت الحكومة الفيدرالية الصومالية اليوم السبت هجومها الدبلوماسي في بيان تحذر فيه كينيا من دعم “جماعة متمردة” مقرها منديرا الحدودية لمهاجمة القوات الصومالية المتمركزة في بلد حوا.

وكان البيان يشير إلى قوات جوبالاند المتمركزة في الجانب الكيني من الحدود.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق