انتخابات الصومال.. استمرار أزمة اللجان وفرماجو يتعنت والمعارضة تبحث “النظام الموازي”
تتواصل أزمة لجان تنظيم الانتخابات العامة بين الحكومة الصومالية والمعارضة، حيث دخلت شهرها الثاني دون التوصل إلى توافق بين الجانبين.
وتتهم المعارضة الصومالية تلك اللجان بأنها غير حيادية، حيث تضم أنصار الرئيس محمد عبدالله فرماجو وموظفي الخدمة المدنية، ومنتسبي القوات الأمنية خاصة جهاز المخابرات.
وانتخب أعضاء لجنة الانتخابات الفيدرالية المثيرة للجدل، السبت، محمد حسن محمد رئيسا اللجنة، وموليد متان صلاد نائب لرئيس اللجنة، علما بأن اللجنة منقوصة من أعضاء ولايتي جوبلاند وبونتلاند اللتان يعارضان نظام إدارة الانتخابات للحكومة الصومالية.
وفي أول تعليق له، أصدر فرماجو بيانا صحفيا، الأحد، أكد فيه إجراء الانتخابات في موعدها رغم الجدل حول عدم نزاهة اللجان المنظمة، داعيا ولايتي جوبلاند وبونتلاند لاستكمال أعضاء اللجان تنفيذا لبنود الاتفاق.من جانبه، أصدر مجلس اتحاد مرشحي الرئاسة في الصومال، المؤسس في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ويضم 14 من أبرز المرشحين والوجوه السياسية الرئيسية في البلاد، بيانا صحفيا أمس السبت، قال فيه إن “اختيار لجنة الانتخابات المثيرة للجدل، يمثل تجاهلا صريحا لمطالبات التغيير وإجراء تعديلات على أعضاء اللجنة”.
وتعهد المجلس باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان عدم سرقة الانتخابات من قبل فرماجو أو تفادي حدوث فراغ دستوري، مشيرا إلى أن الرئيس الصومالي سيتحمل المسؤولية الكاملة في تحمل العواقب الوخيمة في حال استمرار أفعاله التي تصب ضد إجراء انتخابات توافقية .
وأعلن رضوان محمد حرسي المتحدث باسم مجلس اتحاد مرشحي الرئاسة الصومالي، تعيين لجنة إنقاذ للانتخابات الوطنية العامة تتكون من 28 عضوا، دون الكشف عن أسمائهم، لضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة في البلاد.
ويرى مراقبون أن خطوة المعارضة بتعيين لجنة انتخابية موازية، كرد فعل على انتخاب لجنة الانتخابات، مع تصاعد الأوضاع في البلاد، بعد أن رفضت الحكومة إقالة أعضاء لجنة الانتخابات من أنصار فرماجو.
وتشير تقارير صحفية صومالية، اعتزام لجنة الانتخابات إصدار جدول انتخابات مجلس الشيوخ قريبا، تمهيدا لإجرائها في 3 ولايات إقليمية موالية للحكومة وهي: هيرشبيلي، وغلمدغ وجنوب غرب الصومال، مما يصعد فكرة إجراء انتخابات موازية.
وفي وقت سابق، قال رئيس ولاية جوبلاند أحمد مدوبي، إنه لا يمكن إجراء الانتخابات في البلاد في ظل الإشكاليات المعقدة التي تواجه نظام تنفيذها، مضيفا أن الرئيس فرماجو يريد اختطاف الانتخابات القادمة، داعيا إليه الفصل بين تنفيذ اتفاق الانتخابات وحملته الانتخابية.
وعين رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي في 4 من نوفمبر الماضي لجنة الانتخابات على المستوى الفيدرالي المكونة من 25 عضوا بواقع 13 للحكومة الفيدرالية و12 للولايات، وكذلك لجنة حل الخلافات المكونة من 21 بواقع 12 للولايات و 9 للحكومة الفيدرالية.
أما من جانب الولايات، فقد عينت 3 ولايات موالية لنظام فرماجو لجانهم الانتخابية وهي: هيرشبيلي وغلمدغ وجنوب غرب الصومال، أما ولايتي جوبالاند وبونتلاند لم يعينا حتى الآن بسبب عدم قناعتهم على إجراءات تنفيذ مسار الانتخابات.