حذر خبراء صوماليون من فراغ أمني بعد سحب القوات الأمريكية بحلول منتصف الشهر المقبل فيما تنعقد الآمال على الرئيس المنتخب جو بايدن.
ومن المتوقع أن يأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميا بسحب قوات بلاده المتواجدة في الصومال بحلول 15 يناير/كانون الثاني 2021، أي قبل 5 أيام من تسليم السلطة للرئيس المنتخب جو بايدن، بحسب مسؤولين أمريكيين.
وتتواجد القوات الأمريكية في الصومال بـ5 مناطق هي: مدن غالكعيو (وسط)، كسمايو ومقديشو وقاعدة بالي دوغلي (جنوب) ومدينة بوصاصو شمال شرق البلاد منذ 2007، ويصل عددها ما بين 700 و800 جندي يساعدون الجيش الصومالي في التدريبات وعمليات ميدانية ضد حركة الشباب الإرهابية.
خطط ترامبوقال مسؤولون أمريكيون إن ترامب قد يسحب كل القوات الأمريكية تقريبا من الصومال في إطار خفض للقوات على مستوى العالم.
وبدأت وزارة الدفاع الأمريكية في صياغة خطط لترامب، التي تشمل مناقشات جارية بين المستشار الأمني روبرت أوبراين، ووزير الدفاع مارك إسبر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، بحسب وكالة “بلومبرج”.
ولم يصدر أي رد فعل على رسمية الخبر من حكومة مقديشو حتى الآن، لكن الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو علق على تقارير سحب القوات الأمريكية من البلاد منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي عبر تويتر، قائلا: “لقد مكننا الدعم العسكري الأمريكي من محاربة حركة الشباب بشكل فعال وتأمين القرن الأفريقي”.
وأضاف فرماجو: “لا يمكن تحقيق الإنجازات والانتصارات من خلال هذه الرحلة والشراكة الصومالية الأمريكية إلا من خلال الشراكة الأمنية المستمرة ودعم بناء القدرات”.
ويرى السيناتور الصومالي أيوب إسماعيل، السبت، أن “قرار الرئيس ترامب بإخراج القوات الأمريكية من الصومال جاء في وقت حرج ومتأخر”.
وفي رسالة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن القادم إلى السلطة، قال إيوب: “يجب ألا نتخلى عن نجاحات بعثة الولايات المتحدة في الصومال”.
ضربة قاصمةالمحلل الأمني الصومالي فارح يوسف اعتبر أن خطوة ترامب لن تخدم متطلبات مكافحة الإرهاب العالمي في الصومال، وتعد ضربة قاصمة لجهود كبح حركة الشباب الإرهابية.
وأضاف يوسف “توجد إمكانية كبيرة لمضاعفة حركة الشباب الإرهابية أعمالها الإرهابية في الأيام المقبلة، وتحفيز عناصرها بأنهم حققوا انتصارا عسكريا على الأمريكيين، ما يعطيهم دفعة معنوية نحو التطرف والتشدد”.
وحذر من فراغ أمني لن يستطيع أحد سده يلقي بظلاله على معنويات الجيش الصومالي وخاصة قوة دنب المدربة أمريكيا منذ 2014 التي تعد أقوى فيلق عسكري في البلاد والتي تنفذ عمليات نوعية في مقتل القيادات الإرهابية واعتقالها من عقر ديارهم.
بدوره، اعتبر المحلل الأمني الصومالي عبدالشكور علي أن قرار سحب القوات الأمريكية يشكل عقدة سياسية وأمنية لحكومة فرماجو التي تقبل على فترة تنظيم الانتخابات العامة.
ولفت إلى ضرورة البحث عن بدائل مثل بحث الحكومة الصومالية عن حلفاء جدد في الحرب على الإرهاب عبر مجلس الأمن الدولي وتعزيز مهام بعثة قوات حفظ السلام الإفريقية في البلاد إضافة إلى استفادة التأثيرات العكسية لهذا القرار على رفع جهود بناء الجيش إلى مستويات جديدة.
وطالب بضرورة إقحام آلاف الشباب المتخرجين في الجامعات العاطلين عن العمل في مؤسسة الجيش وتنظيم عمليات عسكرية حاسمة في هذا التوقيت في محاولة للتغلب على صدمة القرار الأمريكي داخل أروقة المؤسستين العسكرية والسياسية بالبلاد.
وتوقع مراجعة بايدن لهذا القرار، لكنه سيكون بعد تزايد منسوب العنف من قبل الإرهابيين عبر تكثيف حرب العصابات والاغتيالات والهجمات الإرهابية الأخرى بالألغام والانتحاريين.