الرئيس الصومالي يلتقي رئيسي الحكومة والمخابرات حول الانتخابات وبيان مرشحي الرئاسة
بالتزامن مع تصعيد حكومي وتحريض على قيادات المعارضة وتلويح باستخدام القوة ضدهم..
الصومال اليوم – مقديشو – خاص
عقد الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو ورئيس الوزراء محمد حسين روبلي ورئيس ولاية غلمدغ أحمد عبدي كاريه “قور قور” ورئيس وكالة المخابرات والأمن القومي اجتماعا سياسيا وصف بالمهم في مجمع الرئاسة الصومالية.
اللقاء الذي تم اليوم ولم يتم نشر أي تفاصيل عنه او مخرجاته، سوى ما نقلته إذاعة محلية عن مصادر بأنه استغرق عدة ساعات وبحث الوضع السياسي في البلاد بشكل عام والانتخابات الفيدرالية المقرر إجراؤها في نهاية العام الجاري وبداية العام المقبل بشكل خاص.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ”الصومال اليوم” ان اللقاء كان طارئا وتركز بشكل خاص على ما وصفوه بتصعيد المعارضة ومرشحي الرئاسية ومناقشة البيان الختامي الصادر عن مؤتمر مقديشو الذي عقده مجلس اتحاد مرشحي الرئاسة واستمر أسبوعا، واختتم أعماله ببيان شديد اللهجة وتضمن 18 مطلبا أبرزها تغيير لجنة الانتخابات وإقالة رئيس المخابرات”.
وتزامن الاجتماع الذي عقده فرماجو اليوم مع رئيس الحكومة ورئيس المخابرات مع احتقان سياسي شديد وخلاف حاد بين الحكومة الفيدرالية ومعارضيها في الانتخابات الفيدرالية وذلك بعد أن طلب اتحاد مرشحي الرئاسة الصومالية بحل اللجان الانتخابية التي قالوا إن تشكيلها تم بشكل يشوبه الفساد، كما دعوا مدير وكالة المخابرات إلى الاستقالة.
وقالت مصادر “الصومال اليوم” ان اجتماع الرئاسة الصومالية جاء بالتزامن مع حملات تحريضية ضد المعارضة ومرشحي الرئاسة يقودها مسئولون في الحكومة وقيادات موالية لفرماجو، وابرزها محافظ منطقة بنادير عمر فيليش، وإدارة العاصمة مقديشو.
وكان رئيس إدارة محافظة بنادر وعمدة مقديشو عمر محمود فليش هدد تحالف مرشحي الانتخابات الرئاسية الصومالية، ووصفهم بالمنافقين، والمرجفين في المدينة، والعملاء المرتبطين بالخارج.
وقال فليش في كلمه له أمام اجتماع شيوخ عشائر في مقديشو الخميس الماضي ردا على بيان مؤتمر مقديشو قال “إنه سيلتزم بالرد العسكري الصارم ضد تحالف المعارضة إذا حاولوا زعزعة الاستقرار والأمن في مقديشو على حد قوله، مضيفا “أن القرآن ينص على هذا الأمر مستشهدا بالآية القرآنية: {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا، ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا}.. وهو ما اعتبره مراقبون سياسيون تحدثوا لـ”الصومال اليوم” بأنه تهديد صريح باستخدام القوة ضد المعارضة وتحريض على القتل.
وفي بيان لها نأت إدارة مقديشو في بيان أصدرته السبت بنفسها عن اتهامات بالتهديد بالقتل وجهها اتحاد مرشحي الرئاسة الصومالية إلى رئيس بلدية العاصمة عمر محمود محمد فنش، مشيرين إلى أنهم يأخذون ذلك التهديد على محمل الجد، كما اتهم المرشحون قادة الحكومة الفيدرالية باستخدام أسلوب حركة الشباب التي تبرر إراقة الدماء وخلق الكراهية والمشاكل داخل المجتمع الصومالي.
ووصفت إدارة العاصمة في بيانها اتهامات المعارضة الصومالية لقيادة الحكومة الفيدرالية ورئيس بلدية مقديشو بأنها عارية عن الصحة تماما، مشيرة إلى إساءة تفسير كلام لرئيس البلدية عمر فنش من أجل تحقيق أهداف تخدم جهات أجنبية.
ووجه البيان تحذيرات إلى اتحاد مرشحي الرئاسة الصومالية، مؤكدا أن إدارة العاصمة لن تقبل أية تصرفات تمس الاستقرار وحث سكان مقديشو على الحفاظ على الأمن والابتعاد عن كل ما من شأنه عرقلة مسيرة بناء الدولة الصومالية.
وكان استشهاد محافظ إقليم بنادر وعمدة العاصمة مقديشو عمر فنش الخميس الماضي بآية قرآنية نزلت في المنافقين واستخدامها بحق مرشحي الرئاسة الصومالية المعارضين للحكومة الفيدرالية قد أثار غضب المعارضة التي ردت على تصريحاته ببيان شديد اللهجة، كما أثار ذلك استغراب الشارع الصومالي الذي اعتبره أمرا خطيرا لتزامنه مع خلافات حادة بين المعارضة والحكومة الصومالية في إدارة الانتخابات الفيدرالية القادمة.
وتداول الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي يوم الاحد كلام أحد المشاركين في مظاهرات مؤيدة للرئيس فرماجو أقيمت في إقليم غدو في جنوب الصومال وهو يصف معارضي الحكومة بالمرتدين ويبيح إراقة دمائهم مستدلا بكلام رئيس بلدية مقديشو الأمر الذي لاقى استنكارا واسعا من قبل السياسيين والشعب على حد سواء.
وذكر الجنرال عبد الرحمن توريري رئيس وكالة المخابرات والأمن القومي السابق في منشور عبر صفحته في فيسبوك أنه لا يعرف – إذا لم تبرئ الحكومة الصومالية نفسها من تصريحات فنش والرجل المشارك في مظاهرات إقليم غدو وتتخذ الإجراءات القانونية بحقهما – أي فرق بين ما قاما به وبين الجرائم التي يرتكبها عناصر حركة الشباب الذين تُنفق الأموال والأنفس في محاربتهم.
وكان مجلس المرشحين للرئاسة وعددهم 12 مرشحا أصدروا بيان في ختام اجتماعهم الذي استمر لمدة أسبوع في مقديشو وطالبوا بضرورة حل جميع اللجان الانتخابية على المستوى الفيدرالي والولايات، ولزوم استقالة رئيس جهاز الأمن والمخابرات فهد ياسين من منصبه، لكونه أصبح رئيس الحملة الانتخابية لإعادة الرئيس فرماجو إلى السلطة.
وتوعد المجلس في بيانه بأنه في حال اتخاذ الحكومة الفيدرالية إجراءات أحادية حول فرض انتخابات غير متفق عليها فإن المجلس سينظم انتخابات أخرى بالتعاون مع مختلف شرائح المجتمع ورؤساء الولايات لإنقاذ الوطن وملئ الفراغ السياسي.