بعد تهديد عمدة مقديشو.. هل اقتربت المواجهة العسكرية بين الحكومة الصومالية والمعارضة؟
الصومال اليوم / مقديشو – تحليل
شن رئيس ادارة اقليم بنادر وعمدة مقديشو العاصمة السيد عمر محمود محمد – فلش – هجوما لاذعا علي تحالف مرشحي الانتخابات الرئاسية الصومالية، ووصفهم بالمنافقين، والمرجفين في المدينة، والعملاء المرتبطين بالخارج.
وتوعد عمر فلش بالرد العسكري الصارم ضدهم إذا حاولوا “زعزعزة الاستقرار والامن في مقديشو” على حد قوله.
وذكر ان رئيس الوزراء محمد حسين روبلي، ونفسه يمثلان قبيلة هوية، وتساؤل في هذا السياق؟ اليس رئيس الوزراء روبلي من قبيلة هوية؟! الست انا المسؤول عن امن العاصمة من قبيلة هوية؟.
ويرد انصاره بنعم، مرددين بهتافات الهبت حماس زعيمهم المندفع نحو ساحات القتال موردا بحجج وبراهين تسمح له باستهداف المعارضة بغية القضاء عليها.
وعزز عمدة مقديشو العاصمة موقفه السياسي الصارم ضد تحالف المعارضة بآية من سورة الاحزاب وهي:
قال تعالي (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ( 60 ) ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا ( 61 ) سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ( 62 )
واكد السيد عمر محمود تنفيذ هذه الاية حرفيا، وتطبيقها علي قوي المعارضة السياسية التي اصدرت اليوم الخميس الموافق ٢٦-١١-٢٠٢٠م بيانا مكونا من ثلاث صفحات، هددت فيه باتخاذ اجراءات استراتيجية وصارمة ضد الحكومة الصومالية الفدرالية اذا لم تستجب مطالب المعارضة وهي اجراء انتخابات حرة ونزيهة وعادلة.. وتغيير لجان الانتخابات الفدرالية الحالية لوجود شخصيات موالية للحكومة الفدرالية، ولحكومات الولايات الفدرالية، وهذا هو مربط الفرس ومحور الزاوية للمعارضة!.
ويتحدد تهديد المعارضة انشاء كيان سياسي مواز للحكومة والذي سيتولى مهمة تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة ٢٠٢١م، ورفض نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية المدعومة من الحكومة، وهو ما يودي حتما الى اندلاع مواجهة عسكرية حامية بين الجانبين وفقا لخطاب عمدة مقديشو العاصمة.
عمدة العاصمة مقديشو هو خط الدفاع الثاني للحكومة الفدرالية، بينما رئيس الوزراء هو خط الدفاع الاول، والاخير يستخدم لغة هادئة وتصالحية مع المعارضة السياسية.
أما العمدة فيستخدم لغة التهديد والوعيد والمواجهة العسكرية، وهي أقرب الى لغة الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو المشهورة في خطاباته في الفترة ما بين ٢٠١٨-٢٠١٩م.. بيد انه غير خطاب الوعيد خلال ٢٠٢٠م.
لا مقارنة بين قوة المعارضة السياسية في مقديشو العاصمة، وبين قوة عمدة مقديشو العاصمة، فالاخير يعتمد على قوة الحكومة المركزية وقد يعتمد على قوات عشيرة، بينما المعارضة تعتمد علي قوتها المتمثلة في القبائل، وبعض الولايات الفدرالية.
وفي حال اندلاع مواجهات عسكرية بين الجانبين فلن تكون نزهة، بل ستتحول الي مواجهة مفتوحة تتسع رقعتها خارج مقديشو العاصمة.
ولكن النتائج ستكون كارثية علي الجانبين، وعلى الشعب، وعلى الدولة الصومالية الضعيفة، وستكون فرصة استراتيجية ثمينة جديدة لحركة الشباب، وتنظيم داعش في الصومال!.
اعلان الرئيس الامريكي ترامب سحب قواته من الصومال، ونشر صحيفة نيويورك تايمز في ١١ نوفمبر ٢٠٢٠م امكانية اجراء مفاوضات مع القيادة العليا لحركة الشباب، ثم كشف الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر جيللي امكانية انضمام أنصار الحركة إلى أعضاء مجلس النواب الصومالي القادم، فضلا عن الاوضاع الأمنية والسياسية الداخلية المضطربة في الصومال، وشبه غياب لدور قوات اميسوم، كلها نذر حرب والتي لا تبقي ولا تذر والخاسر هو الصومال.
ويكمن الحل في اتخاذ الحكومة الصومالية الفدرالية خطوات عملية لاحتواء الموقف، والتخلي عن استخدام لغة الحرب والعنف، والمضي قدما في اجراء انتخابات حرة ونزيهة وبمشاركة الجميع.
فهل المواجهة العسكرية بين الجانبين قد اقتربت؟ ام ان الجميع يحتكم الي صوت العقل والحكمة؟!.