تحركات القوى السياسية والسباق الانتخابي في الصومال
تشهد الصومال هذه الأيام تحركات سياسية غير مسبوقة لضبط ايقاع الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها مطلع شهر فبراير القادم، تستضيف فنادق العاصمة مقديشو والمقرات الحكومات لقاءات متعددة الهدف منها فرز قوائم المرشحين لعضوية البرلمان المقبل وعقد صفقات ومساومات، وهناك زيارات يقوم بها المرشحين للانتخابات الرئاسية أو المقربين منهم إلى عواصم الدول الاقليمية المؤثرة للحصول على الدعم المادي والمعنوي، وكذلك يصل إلى العاصمة مقديشو تباعا مرشحون للسباق الرئاسي يسعون إلى وضع بصماتهم في عملية انتخاب أعضاء البرلمان التي ستشهد في 11 مدينة بما فيها العاصمة مقديشو .
يسعى الرئيس الحالي محمد عبد الله فرماجو إلى إعادة انتخابه لولاية ثانية جل اهتمامه هذه الأيام منصب على تحقيق مطلبين أساسين هما، الحصول على تأييد أغلبية الحكومات الاقليمية وخصوصا، ولايات هيرشبيلي وجلمدغ وجنوب غرب الصومال ليصوّت أعضاء البرلمان الفيدرالي الذين يأتون من الولايات لصالح إعادة انتخابه، والمطلب الثاني هو وضع قوائم أسماء مرشحين لعضوية البرلمان ودعمهم ماليا وسياسيا.
وتتم عملية فرز هذه القوائم غالبا في الدوائر الحكومية، وقد خصصت مبالغ مالية كبيرة لتحقيق هذا الغرض.
والجدير بالإشارة إلى أن، الرئيس محمد عبد الله فرماجو يستقبل كل يوم تقريبا عددا كبيرا من أشخاص يسعون الترشح للانتخابات التشريعية، وأنه يركز على فئة الشباب.
أما قوى المعارضة فليست أقل جهدا من الفريق الأول وتبذل أقصى جهد ممكن لعرقلة خطة الرئيس وحكومته وأنها بدورها تسير على ثلاث مسارات، المسار الأول وضع قوائم للمرشحين لعضوية البرلمان موازية لقوائم الرئيس تزاحمها في الميدان وتعرقل جهودها لكسب ود مندوبي العشائر الذين ينتخبون أعضاء البرلمان. أما المسار الثاني هو تعزيز العلاقة مع رؤساء الحكومة الولايات الاقليمية واقناعهم بالبقاء محايدين وضمان أن تكون العملية الانتخابية تتمتع بنزاهة معقولة.
وكذلك تراهن القوى السياسية على عامل المفاجأة والانتظار إلى يوم الانتخابات الرئاسية وبعد انتخاب أعضاء البرلمان ومن ثم بذل كل ما في وسعهم بما فيها المال السياسي لاقناع أعضاء البرلمان الجدد لعدم انتخاب الرئيس الحالي.
من سينجح في هذه المعركة حامية الوطيس؟ فالأمر غير محسوم لطرف، وأن كل الاحتمالات واردة وحظوظ وفرص المرشحين للسباق الرئيس متقاربة.