تستعد قيادات المعارضة الصومالية لخوض معركة سياسية مصيرية بشأن مسار الانتخابات ضد الرئيس عبدالله فرماجو.
وتبدأ المعركة من مطالبة تعديل لجان الانتخابات وحتى انتهاء الانتخابات العامة، خاصة الرئاسية المقرر عقدها في فبراير/شباط المقبل
وكشفت تقارير صحفية صومالية أن رئيسي ولاية جوبلاند وبونتلاند، إضافة إلى أغلب المرشحين للانتخابات الذين يتجاوز عددهم حتى الآن 10 أشخاص، اجتمعوا في العاصمة الكينية نيروبي لتشكيل تحالف معارض يرمي إلى توحيد وتنسيق المواقف.
لقاء حاسم بين قيادات المعارضة لإصدار موقف نهائي عن أزمة لجان الانتخابات والاستعداد للقضايا المثيرة القادمة في ظل موسم الانتخابات، ومخاطبة المجتمع الدولي لكشف مخططات نظام فرماجو الرامية إلى التزوير واختطاف الانتخابات.
وفي هذا السياق، سربت مصادر مطلعة، رسالة لرئيس مجلس الشيوخ عبدي حاشي عبدالله ـ حصل عليها “الصومال اليوم” ونشرها أمس ـ يطالب فيها الأمم المتحدة والاتحادين الأفريقي والأوروبي وأمريكا وإيطاليا وعددا من سفراء الدول الأوروبية الأخرى بالتدخل بشأن مسار الانتخابات.
واتهم حاشي، في رسالته، الرئيس فرماجو ورئيس الوزراء روبلي ورئيس المخابرات فهد ياسين بتعيين لجان الانتخابات بشكل مخالف للقانون، ما يعرض مسار الانتخابات للتزوير والتلاعب الممنهج.
ويثق المرشحون للانتخابات الرئاسية بعدم استطاعة نظام فرماجو فرض الأمر الواقع أو اتخاذ خطوات أحادية تنتهي عقد انتخابات لا تحظى بتوافق وقبول جماعي.
وبهذا الصدد، قال زعيم حزب ودجر والمرشح الرئاسي عبدالرحمن عبدالشكور ورسمي، في مقابلة مع فضائية محلية، “أنا متأكد وواثق بأنه لن يتم إجراء انتخابات عامة إلا في إطار وفاق سياسي من جميع الأطراف في الصومال”.
وأضاف عبدالشكور “أن السلطات التنفيذية لمكتب رئيس الوزراء معطلة، وفرماجو وفهد ياسين يقومان بكل شيء بخصوص مسار الانتخابات”.
وتزيد دعوات المعارضة لفرماجو بالتعقل وضرورة التنازل عن ثقافة الاستعلاء والجلوس مع المعارضة لأنه من المستحيل أن يستمر هذا النهج في الموسم الانتخابي، وصلاحياته يجب أن تتقلص لمقاربة فترته على الانتهاء.
وقال زعيم حزب “دن قرن”، المرشح الرئاسي طاهر محمود غيلي: “ندعو فرماجو لأن يعقد انتخابات شفافة وإذا لم يفعل ذلك فسنتخذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع رئيس ديكتاتور”.
وأضاف غيلي: “نعتقد أن من شأن إجراء انتخابات نزيهة وشفافة خروج فرماجو من القصر الرئاسي بسبب فراغ رصيده السياسي في ولاية الأولى، إلا أنه رفض بكشف خطوات المعارضة إذا لم يتم تنفيذ مطالبهم بتعديل لجان الانتخابات”.
وفي تحد جديد لمطالب المعارضة، تقدمت الحكومة الفيدرالية، اليوم الاثنين، بجمع اللجان الانتخابية المثيرة للجدل في فندق فاخر داخل مطار مقديشو الدولي، وسيتلقون تدريبات ذات صلة بنظام الانتخابات ووضع الآليات الفنية للإنتخابات والقيام بورشات تدريبية بتنفيذ بنود الاتفاق السياسي والبرتوكولات التنفيذية له المبرم بين فرماجو ورؤساء الولايات الإقليمية في منتصف شهر سبتمبر ومطلع أكتوبر المنصرم في مقديشو.
وعين رئيس الوزراء الصومالي قبل أسبوع لجنتي الانتخابات الفيدرالية المكونة من 25 عضوا وتسوية النزاعات على مسار الانتخابات المكونة من 21 شخصا إضافة إلى لجنة إدارة انتخابات المقاعد النيابية من أرض الصومال.
أما من جانب الولايات، فقد عينت ثلاث ولايات موالية لفرماجو لجانها الانتخابية الإقليمية والمعنية بتنظيم انتخابات المقاعد النيابية للبرلمان الفيدرالي وهي غلمدغ، وهيرشبيلي وجنوب غرب الصومال أم ولايتي جوبلاند وبونتلاند لم يعينا لجنتيهما حتى الآن لأسباب غير معروفة حتى الآن وجدير بالذكر أنهما يتبنيان مواقف المعارضة السياسية.
وتأتي هذه التطورات في ظل رفض قاطع من المعارضة السياسية الصومالية على لجان الانتخابات التي تم تعيينها حتى الآن وذلك لأسباب فقدان أعضاء اللجان عوامل النزاهة والاستقلالية وأنها تضم عناصر من المخابرات الصومالية وموظفين بمكتبي فرماجو وفهد ياسين.
ويراهن المراقبون على الوضع السياسي في الصومال تدخل المجتمع الدولي لتسوية احتجاج المعارضة على لجان الانتخابات على أمل تعديلها واستبدال الأعضاء المشبوهة بوجوه ذات سمعة تحظى بقبول الشعب الصومالي والمعارضة.