الصومال اليوم

“غيتانو” إضافة نوعية للمكتبة الصومالية

كتاب تاريخ الغزو الاستعماري ومقاومة الشعب الصومالي )1876-1929( كتاب مفيد للغاية يقدم لأول مرة صورة شاملة ومفصلة وباللغة الصومالية عن نضال قبائل بنادر والحروب ضد الزنجبارين والاستعمار الإيطالي التي وقعت في هيران، وجوبا العليا، ومدغ ، واقليم الصومال الغربي وخاصة في مدينة قلافي، والتضحيات الهائلة التي قدمها أبناء قبائل الصومال في سبيل الحرية التي ننعم اليوم في وهجها وظلها.

يتناول الكتاب الذي ألفه أحد الأشخاص الذين عاشوا فصولا من تلك الحقبة المهمة من تاريخنا المجيد عن دخول الزنجبارين والاستعمار الإيطالي في جنوب الصومال والحصار الذي فرضها ثوار بيمال على مدينة مركه الذي دام لأكثر من 9 أعوام وأبرز المعارك التي خاضها ثوار قبائل بنادر ضد الغزاة في بلدات لفولي وطناني ومريري ( أفجوي) وملد (مركه) ومدينة بولا بوردي والقصف الذي تعرضت لقرية “نيمو” الواقعة جنوب مقديشو وعلى ساحل المحيط الهندي والتي اتخذها الشيخ حاج أحمد مهدي المنحدر من قبيلة بنطوو (Bandhabow) مقرا له ولجماعته بعد هجرته من مدينة مقديشو ، بالإضافة إلى مجزرة مسجد عيل حاج الذي قتل فيها الشيخ حاج محمد نور الباكستاني الأصل وأكثر من 70 مناضلا واختطف في تلك الحادثة ابنا الشيخ ونقلا إلى إيطاليا.

وكذلك يحكي الكتاب الذي يقع في 320 صحفة عن تاريخ القائدين الكبيرين الشيخ حاج عبدي أبيكر غافلي والشيخ حسن برسني وعلاقتهما مع السيد عبد الله حسن كما لم يتم تناول مسيرتهما من قبل وكيف تآمر الإيطاليون والبريطانيون على الثورة التي كانا يحملان لواءها، وينقل الكتاب كذلك أحداثا مهمة عن إمدادات عسكرية ووفود جاءت من نغال إلى مقديشو واقليم شبيلي السفلى وهيران وشبيلي الوسطة لتقديم الدعم والخبرة لثوار بنادر، ويذكر الكاتب أن هذا الدعم ساهم في بعض الأحيان في قلب موازين القوى وتغيير معادلة الحرب لصالح الثوار. ففي الفصل الأخيرة يتحدث الكتاب عن المرحلة الفاشية ونظام موسوليني وتأثير ذلك على الأوضاع في الصومال سواء من الناحية السياسية والاقتصادية والإجتماعية، كما يتطرق في عهد الإنتداب الإيطالي ونشأة الأحزاب السياسية ودورها في وضع حجر الأساس للنظام السياسي في الصومال.

مؤلف الكتاب هو المحامي محمد أبوبكر غيتانو عمل مترجما في (Assemblea Nazionale) وأصبح نائبا في برلمان 1964-1967 وشغل منصب نائب رئيس الجامعة الوطنية الصومالية وكان أيضا من كوادر وزارة التربية.

لمن يريد اقتناء الكتاب يجده في مطبعة تايو ” Tayo” في شارع مكة المكرمة وسط مقديشو.

الأمة التي تحفظ تاريخها تحفظ ذاتها… راشد رستم

Exit mobile version