جبهة مقاومة توطين الفلسطينيين في أفريقيا

نتحدث هنا عن تحولات جيوسياسية ومصالح متشابكة ، في ظل احتدام التنافس الاستراتيجي في منطقة القرن الأفريقي وغرب آسيا، تبرز مطامع جيوسياسية وأيديولوجية قادمة من لاعبين إقليميين بارزين كأبوظبي وأنقرة، مما يلقي بظلاله على استقرار المنطقة ومستقبل القضية الفلسطينية. هذه التنافسات تُترجم إلى ألاعيب سياسية تتطلب مواجهة حاسمة.
تحديدًا في الصومال، حيث تُقايض آمال السلام باستغلال موقعها الاستراتيجي، قد تسعى الحكومة في مقديشو إلى تشكيل جبهة مقاومة لتوطين الفلسطينيين في أفريقيا. هذه المبادرة المشتركة، التي يُمكن أن تضم الصومال والسودان وإيران وتركيا، تهدف إلى حماية الحق الفلسطيني الأصيل والدفاع عن السيادة الصومالية في آن واحد.
يكمن جوهر هذا التحرك في ترسيخ الأمل الفلسطيني المشروع في إقامة دولة ذات سيادة على أراضيهم التاريخية، وليس في الترحيل الممنهج والمجحف للفلسطينيين إلى مناطق أفريقية مثل “صوماليلاند”. هذه المحاولات لطمس الحقوق الفلسطينية المشروعة تتزامن مع اهتزاز الصورة الأمريكية في الشرق الأوسط، وسعي واشنطن لتعزيز علاقاتها الخليجية في محاولة لإخفاء توترها حيال غياب حلول ناجعة لمشروع السلام بين فلسطين وإسرائيل، أو لاتفاقيات أبراهام الأوسع.
إن تحقيق السلام الأشمل في المنطقة يظل مرهونًا بتخفيف حدة التوتر الأمني بين الولايات المتحدة وإيران. وحتى ذلك الحين، يظل مشروع “جبهة مقاومة توطين الفلسطينيين في أفريقيا” محاولة لدفع العدالة الوطنية الفلسطينية وقطع الطريق على أي مخططات تهجير قسري، مع التأكيد على السيادة الإقليمية في وجه المطامع الجيوسياسية المتعددة.