دون كلل، يواصل الصومال جهوده الرامية لتقويض الإرهاب ميدانيا وتجفيف منابع التمويل ومكافحة سياسات غسل الأموال التي تلجأ إليها الجماعات المتطرفة لتمويل نشاطاتها.
يقظة عسكرية تستبق شهر رمضان الذي كانت تعول حركة الشباب وتنظيم داعش على شن هجوم مضاد خلاله، اعتبرها محللون أفشلت نوايا الإرهابيين وخططهم.
وفي هذا الإطار، أعلنت الحكومة الصومالية، في بيان، الثلاثاء، حجز مبالغ مالية تصل إلى 7 ملايين دولار أمريكي في إطار جهود تجفيف مصادر تمويل الجماعات الإرهابية.
وقال بيان رسمي، نشره التلفزيون الصومالي: “انطلاقا من توجيه الرئيس حسن شيخ محمود وتطبيقا لقانون مكافحة غسل الأموال ومحاربة تمويل الإرهاب نجحت الحكومة الصومالية احتجاز مبلغ مالي كبير يصل إلى 7 ملايين دولار أمريكي”.
وذكر البيان: “إغلاق 670 رقماً لشرائح مرتبطة بآلية الدفع عبر الجوال إلى جانب 110 حسابات تجارية كانت تستخدمها الجماعات الإرهابية لابتزاز رجال الأعمال وجمع وتخزين أموال الإتاوات”.
وأضاف البيان: “الحكومة عازمة على مواصلة معركة تقويض التمويل ضد الجماعات المتشددة”.
وطالب البيان المواطنين بالإبلاغ عن أي نشاط مالي مرتبط بوكلاء التنظيمات الإرهابية إلى الهيئات المالية والأمنية المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وحذرت الحكومة الصومالية المواطنين ورجال الأعمال من دفع الجبايات التي تستخدمها الجماعات المتشددة لإيذاء الشعب الصومالي.
ويعتبر البيان أول كشف رسمي لنتائج جهود الحرب الاقتصادية في عام 2024 على حركة الشباب الإرهابية وتنظيم داعش أيضا الذي يستهدف جمع جبايات من رجال الأعمال الصوماليين عبر تهديدات حياتهم وابتزازهم بسيف الاغتيالات إذا لم يدفعوا.
واستخدم البيان مصطلح “الجماعات الإرهابية” دون إشارة جماعة معينة ما يشي بأن احتجاز المبالغ طال تنظيم داعش والشباب الإرهابية، البيان أيضا لم يتطرق إلى إذا ما تم حجز الأموال بمصارف تجارية أو قبضها على شكل نقود.
ولم يقدم البيان تفاصيل عن إجراء اعتقالات شخصيات أو كيانات ذات صلة بتلك المعاملات المشبوهة.
وأطلق الرئيس الصومالي في أغسطس/آب 2022 استراتيجية شاملة للحرب على الإرهاب تستهدف تقويض التنظيم فكريا وعسكريا واقتصاديا، وقطعت الحكومة أشواطا كبيرة في تلك الجهود في الأصعدة كافة.
عمليات عسكرية مكثفة:
ميدانيا، عاد نشاط الخطوط الأمامية إلى الواجهة من جديد، حيث أطلق الجيش الصومالي بالتعاون مع قوات ولاية جوبالاند المحلية سلسلة عمليات عسكرية استهدفت مواقع سيطرة حركة الشباب في محافظة جوبا السفلى جنوب الصومال خلال الأيام الماضية.
وأسفرت العمليات القتالية عن مقتل 50 إرهابيا من بينهم قيادات بارزة، واعتقال نحو 20 آخرين خلال المواجهات التي لا تزال مستمرة في المنطقة.
ونقل إعلام رسمي عن نائب وزير الإعلام عبدالرحمن يوسف العدالة، عن مقتل أكثر من 50 من المليشيات الإرهابية في عملية عسكرية مخططة بمحافظة جوبا السفلى.
وأكد المسؤول الصومالي اعتقال 20 من العناصر الإرهابية في اليوم الرابع من سلسلة العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الوطني بالتعاون مع قوات المحلية لولاية جوبالاند.
ولفت العدالة إلى أن “الجيش الوطني وقوات ولاية جوبالاند البواسل يواصلون ملاحقة فلول عناصر حركة الشباب في الغابات”.
وأضاف: “وقد قُتل أكثر من 50 من العناصر الإرهابية وأسر حوالي 20 منهم، إضافة إلى تحرير العديد من المناطق”، دون ذكر أسماء وعدد المناطق المحررة في العملية المستمرة.
وقال المحلل الأمني الصومالي عبدالرحمن حاشي، إن “إعادة نشاط العمليات العسكرية التي توقفت بشكل تدريجي تتزامن مع توقيت حساس جدا ومهم”.
وأشار حاشي إلى أن “حركة الشباب كانت تعول على شن هجوم مضاد خلال شهر رمضان، لكن يقظة القيادة العسكرية أفشلت نوايا الحركة وخططها”.
وذكر المحلل الأمني أن اختيار تكثيف العمليات في جبهة جوبا السفلى التي تعتبر المناطق الواقعة في عمق سيطرة التنظيم لها دلالات واضحة وهدفها إحداث شلل في القدرات القتالية البشرية لحركة الشباب الإرهابية.
وتوقع حاشي فتح وإعادة تنشيط عدد الجبهات في آن واحد خلال الأسبوع المقبل من أجل تشتيت قدرات التنظيم وضرب استراتيجية التي تعتمد الهجمات الخاطفة على قواعد الجيش.
واعتبر الخبير الأمني أن حجز 7 ملايين دولار أمريكي ضربة أخرى موجعة للتنظيمات الإرهابية قبل رمضان التي تعزز أنشطتها التخريبية.
وشدد الخبير الأمني على ضرورة استغلال هذه النجاحات المتتالية بشكل متراكم لبناء استراتيجية عسكرية رادعة ومنها عودة زخم استهداف المسيرات، وعمليات نوعية لضرب القيادات العسكرية والإدارية في التنظيم.