افريقيا و العالمالرئيسية

مجلس عسكري يتولى السلطة في تشاد بعد مقتل الرئيس على الجبهة

توفي الرئيس التشادي، إدريس ديبي إيتنو، الحاكم منذ 30 عاماً، الثلاثاء 20 أبريل (نيسان)، متأثراً بجروح أصيب بها على خط الجبهة في معارك ضد المتمردين في شمال البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفق ما أعلن الجيش، متعهداً بتنظيم انتخابات “حرة وديمقراطية” بعد انتهاء “فترة انتقالية” بقيادة مجلس عسكري يترأسه نجل الرئيس.   

وقال المتحدث باسم الجيش، الجنرال عزم برماندوا أغونا، في بيان تُلي عبر تلفزيون تشاد، إن “رئيس الجمهورية إدريس ديبي إيتنو لفظ أنفاسه الأخيرة مدافعاً عن وحدة وسلامة الأراضي في ساحة المعركة”. مضيفاً، “نعلن ببالغ الأسى للشعب التشادي نبأ وفاة مارشال تشاد، الثلاثاء، 20 نيسان (أبريل) 2021”. 

وقال أغونا في بيان تلي عبر الإذاعة الوطنية بعيد إعلان وفاة الرئيس، إنه “تم تشكيل مجلس عسكري بقيادة نجله الجنرال محمد إدريس ديبي إينتو”، مضيفاً أن “المجلس اجتمع على الفور وأعلن ميثاق انتقال” السلطة. 

مرحلة انتقالية لـ 18 شهراً 

كما أعلن الجيش التشادي حل البرلمان والحكومة. وقال أغونا إن “المجلس العسكري الانتقالي” يضمن “الاستقلال الوطني وسلامة الأراضي والوحدة الوطنية واحترام المعاهدات والاتفاقات الدولية ويضمن مرحلة انتقالية مدتها 18 شهراً”، تجري بعدها “انتخابات حرة وديمقراطية وشفافة”، مشيراً إلى فرض حظر تجول وإغلاق الحدود البرية والجوية للبلاد. 

ولم يذكر الجيش ما يعنيه بـ “ميثاق انتقال” السلطة. 

في المقابل، رفضت جماعة متمردة تشادية تتقدم جنوباً آتية من ليبيا عملية انتقالية يقودها مجلس عسكري بزعامة نجل الرئيس ديبي، وتعهدت بالزحف صوب العاصمة نجامينا. 

وكان محمد إدريس ديبي يظهر بانتظام واضعاً نظارتين داكنتين ومرتدياً زياً عسكرياً مموهاً إلى جانب والده، وكان يتولى قيادة وحدة النخبة المعروفة بقبعاتها الحمراء والمعروفة للتشاديين باسم الحرس الرئاسي.  

ووضع ديبي الذي حصل على لقب مارشال في عام 2020، رجالاً ونساء من عائلته وقبيلته الزغاوة على رأس وحدات الجيش وفي المؤسسات الكبيرة والقطاعات الاقتصادية الرئيسة في البلاد. 

ونعت فرنسا رئيس تشاد الراحل، وحثت على سرعة العودة إلى الحكم المدني والانتقال السلمي للسلطة. وقال مكتب الرئيس إيمانويل ماكرون في بيان، “فقدت فرنسا صديقاً شجاعاً… تعبر (فرنسا) عن التزامها القوي بدعم استقرار تشاد ووحدة أراضيها”. 

مسيرته السياسية 

ووصل ديبي (68 عاماً) إلى السلطة في تمرد عام 1990، وهو أحد أكثر الرؤساء الأفارقة بقاء في السلطة، ونجا من محاولات انقلاب وتمرد عدة. وكان يُنظر إليه على أنه حليف للغرب يمكن الاعتماد عليه في منطقة مضطربة تعاني عنف الجماعات المسلحة. 

وأعلنت وفاته بعد يوم من إعلانه فائزاً في انتخابات رئاسية كانت ستمنحه فترة سادسة في السلطة. وقاطع الانتخابات معظم خصومه الذين شكوا طويلاً من حكمه القمعي. 

وقال المسؤولون عن حملة ديبي الانتخابية، الإثنين، إنه توجه إلى الخطوط الأمامية للانضمام إلى القوات التي تقاتل من وصفهم بـ “الإرهابيين”، بعد أن تقدم المتمردون المتمركزون عبر الحدود الشمالية في ليبيا مئات الكيلومترات جنوباً نحو العاصمة نجامينا. 

وعمل ديبي على وضع دستور جديد العام 2018، كان سيتيح له البقاء في السلطة حتى العام 2033، على الرغم من أنه تضمن فرض قيود على فترات الرئاسة. وكان قال قبل انتخابات الأسبوع الماضي، “أعرف سلفاً أنني سأفوز مثلما فعلت طوال الـ 30 عاماً الماضية”.  

وكان الرئيس يواجه حالاً من الاستياء الشعبي المتزايد بسبب إدارته للثروة النفطية في البلاد، وتعامله بحدة مع خصومه، لكنه حصل على 79 في المئة من الأصوات في الانتخابات التي أعلنت نتائجها الإثنين. 

واعتبرت الدول الغربية ديبي حليفاً في الحرب على الجماعات المتطرفة، ومنها جماعة “بوكو حرام” النيجيرية في حوض بحيرة تشاد، والجماعات المرتبطة بالقاعدة وتنظيم “داعش” في منطقة الساحل الأفريقي. 

وتمثل وفاته انتكاسة لفرنسا التي اتخذت من العاصمة التشادية نجامينا مركزاً لعملياتها لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق