الرئيسيةكتابات راي

تحليل دعاية تنظيم “أنصارو” الإرهابي

قبل أيام نشر تنظيم “أنصارو” -فرع “القاعدة” الإرهابي في نيجيريا- رسالته الإخبارية الثانية عبر مؤسسته الدعائية.

وجاءت رسالة التنظيم الإرهابي بعنوان “خطر التعرض لحرب إعلامية وتعليمية وصحية في نيجيريا”.

وتتكون الوثيقة الدعائية المنشورة من 26 صفحة، وتم توجيهها إلى جمهور مستهدف من الشباب، أي “المتعاطفين” مع التنظيم والمقاتلين المنضمين لصفوف الجماعات الإرهابية الأخرى، وأي شخص “مؤهل” للانضمام للجماعة الإرهابية.

وقد تأكدت هذه الحقيقة من خلال التحقق من أن الصور الأربع الواردة في النشرة الدعائية هي لإرهابيين شباب.

ويستخدم التنظيم الإرهابي نوعين من الدعاية بشكل أساسي:

أولا دعاية التماسك لمحاولة رفع معنويات المجموعة وتعزيز التعاون بين فرع “القاعدة” في نيجيريا والجماعات الإرهابية الأخرى.

وثانيا إثارة نزعة الانقسام بهدف أن ينأى أتباع التنظيم بأنفسهم عن كل ما لا يناسب تنظيم “القاعدة في غرب أفريقيا”.

كما يستخدم التنظيم سياسة “فرّق تسُد” لإنشاء مجموعتين، التنظيم من ناحية، والبقية الذين يعتبرهم التنظيم جميعًا أعداء.

يستخدم تنظيم “أنصارو” الإرهابي حيلة جماعة الإخوان الإرهابية في “تملّك الدين واللغة العربية” لتقديم أنفسهم على أنهم “المسلمون الوحيدون الذين يحق لهم الحديث عن الإسلام وباسمه”.

من المعروف أن كل دعاية إرهابية تحتاج إلى عدو، حتى لو كان وهميًّا.. ولم يتردد تنظيم “أنصارو” في إلقاء اللوم على “الاستعمار البريطاني” في 50٪ من المنشورات الدعائية وتحميله مسؤولية كل مصائب نيجيريا حاليا، رغم مرور قرابة قرن من الزمن على خروجه.

وفي تحليل المحتوى، نلاحظ أن التنظيم الإرهابي يقسم رسالته الإخبارية الدعائية إلى أربع مراحل:

أولا تحديد العدو وتمثل 42% من حجم الرسالة الدعائية، والمرحلة الثانية هي البحث عن نقاط مشتركة مع إرهابيين آخرين وتتمثل في خطة الدعاية بـ25%، أما المرحلة الثالثة والتي تمثل 25% هي الأخرى فتستهدف نفي علاقة تنظيم “القاعدة” بالنظام الإيراني، فيما المرحلة الرابعة، والتي تُمثَّل بـ8%، تظهر ما يسمونه “جهادًا” على أنه فريضة واجبة على كل أتباع التنظيم.

إن تنظيم “أنصارو” الإرهابي يقدم حقبة الاستعمار البريطاني على أنها المشكلة الرئيسية، التي أدت إلى “الغزو الفكري”.. وتحذر عناصره دائمًا من خطورة الحرب الإعلامية والتعليمية والصحية في نيجيريا، قائلين إن وزارة الصحة هي “وسيلة لتبشير المسلمين وإبعادهم عن دينهم”.. فيما يسعون من وراء ذلك لتحقيق مواجهة الخارج وإبعاد أتباعهم عن خدمات الدولة الاجتماعية.. وبينما يمتدحون نيجيريا بوصفها “بلدا عظيما”، ينتقدون في الوقت نفسه أتباع الديانات الأخرى.. وينسبون الفضل في وصول اللغة العربية والإسلام إلى نيجيريا لأنفسهم، مع استبعاد تام لأي آخر.

ويُقسّم إرهابيو “أنصارو” المجتمع إلى نصفين: “إذا لم تكن مع الآخر، فأنت معي” والعكس بالعكس.

وفي هذا الجزء من وثيقتهم الدعائية يلجؤون إلى عبارة “السيطرة على الأفكار والقلوب”، ما يدل على أن وراء كتابة نصوصهم تلك خبيرًا في أمور الدعاية والاستقطاب النفسي عبر استخدام ألفاظ ودودة محددة.

في الجزء الثاني من الوثيقة الدعائية لإرهابيي “أنصارو” يغيرون الجمهور المستهدف، باحثين عن نقاط مشتركة بينهم وبين عناصر “القاعدة” و”داعش” و”بوكو حرام”.. إذ لا ينتقدون التنظيمات الإرهابية الأخرى، بل على العكس، يفتحون الباب حتى لمن يسمونهم “خوارج” لينضموا إلى تنظيمهم باعتبار تنظيمهم لا يميز بين إرهابي وإرهابي!

ويبرر التنظيم الإرهابي اتخاذ “القاعدة” من الأراضي الإيرانية ملاذًا لقادة التنظيم بقولهم إنهم هناك فقط “لتنظيم صفوفهم”، وألا تعاون يجمعهم بالنظام الإيراني، موضحين أنهم يتعاملون فقط مع “الإيرانيين السُّنّة”!

وفي نهاية الوثيقة الدعائية لتنظيم “أنصارو” الإرهابي يحضُّ علانية على ما يصفه بـ”الجهاد الواجب”، سواء كان جماعيًّا أو فرديًّا، مواصلا لعب دور الضحية، فيما يعود بعد ذلك إلى سفك الدماء بلا مبرر، سواء لمسلمين أو غير مسلمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق