حركة الشباب تلجأ إلى تكتيك جديد للحرب والابتزاز في الصومال “الحصار وتجويع السكان”
لجأت حركة “الشباب” المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي في الصومال إلى تكتيك جديد للحرب فبدلا من الرصاص لجأت إلى تجويع السكان، وهذا ما اتخذته الحركة في مدينة “بيدوا” في ورقة ابتزاز بوجه مقديشو.
تجويع وتعطيش وجريمة بحق المدنيين ترتكبها الحركة عبر اتخاذها من العقاب الجماعي ورقة ضغط على الحكومة الصومالية لتنفيذ مخططاتها المتطرفة.
وفرضت حركة الشباب حصارا يدخل يومه الثامن على مدينة بيدوا، حيث قطعت حركة النقل من وإلى المدينة التي تعد عاصمة ولاية جنوب غرب الصومال.
ويأتي الحصار بعد اعتقال السلطات الأمنية أشخاصا استجابوا لأوامر صادرة من التنظيم وتوجهوا إلى مناطق خاضعة للحركة بعد عودتهم إلى المدينة.
وأدانت رئاسة الصومال الحصار الذي فرضته حركة الشباب المتشددة على المدينة الواقعة جنوب غربي البلاد.
تقول السلطات المحلية إن التنظيم قطع بشكل كامل الإمدادات الغذائية من وإلى المدينة مما أدى إلى تفاقم الجوع بسبب الجفاف وانعدام الأمن.
وأثر الحصار، الذي يأتي قبل هجوم عسكري حكومي مخطط له في المنطقة، على الشركات وأدى إلى ارتفاع الأسعار حيث تقطعت السبل بالمركبات التي تنقل البضائع من العاصمة مقديشو إلى المدينة.
وقال حسين محمود، مدير القصر الرئاسي، إن الحصار يظهر أن حركة الشباب تخوض حربًا ضد شعب الصومال بأكمله وليس ضد الدولة فقط.
ومع نفاد مخزونهم تقريبًا، يقول التجار المحليون إنهم قد يضطرون إلى إغلاق شركاتهم إذا استمر الحصار.
فيما يقول التجار في بيدوا إن الشركات ستضطر قريبًا إلى الإغلاق مع تضاؤل الإمدادات وتوقف التوريد بسبب قطع الخطوط.
وأدى الحصار إلى فرض قيود جديدة من قبل مزودي الكهرباء على توفيرها والحصول عليها بسبب نقص الوقود.
ووفقًا للأمم المتحدة، فإن المدينة تحتضن نحو 600 ألف نازح داخليًا طردوا من ديارهم بسبب تمرد حركة الشباب والجفاف.
وفي تعقيبه على المستجدات، قال المحلل الأمني الصومالي عبدالرحمن حاشي إن حركة الشباب تؤكد، بفرض الحصار، قوتها وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة.
وأضاف حاشي أن “الحركة ترسل رسائل مباشرة وغير مباشرة إلى الحكومة الصومالية مفادها أنها لا تزال تسيطر على أجزاء من البلاد وأنها يمكن أن تفرض عقوبات في أي مكان”.
وتوقع المحلل الأمني أن الحصار يمكن أن يدفع الحكومة إلى إطلاق مبكر لهجوم مخطط له.
ومن المرتقب أن ترسل إثيوبيا وكينيا وجيبوتي حوالي 20 ألف جندي لتعزيز القوات الصومالية والعشائرية في المرحلة الثانية من العملية ضد الإرهاب.
ووفق المحلل السياسي محمد نور فإن ذلك يظهر قدرة الشباب على تحدي الحكومة رغم الجهود المحلية والدولية لهزيمة الجماعة.
وأضاف نور” أن حركة الشباب تبعث برسائل للحكومة الصومالية مفادها أنها ستواجه مقاومة شديدة عندما تبدأ المرحلة الثانية.
ولا تزال ولاية جنوب غرب الصومال بشكل دائم المنطقة الأكثر ضعفاً في الصومال من حيث انعدام الأمن والجفاف.
وفي أبريل/نيسان الماضي، زار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بيدوا لإطلاق حملة إنسانية للصومال، داعيًا إلى “مساعدات دولية ضخمة” لدرء المجاعة.