محادثات صومالية كينية لسد ثغرات الإرهاب وصد هجمات حركة الشباب
أعلنت كل من الصومال وكينيا رفع درجة تأهبهما في الحرب على الإرهاب ضمن تنسيق يستهدف سد ثغرات الحدود للتصدي لهجمات حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.
ويوم أمس الخميس، أعلنت الشرطة الكينية مقتل 20 مسلحا وجرح 8 من عناصرها في هجوم نفذته الحركة المتطرفة قرب الحدود مع الصومال.
وبحسب الشرطة، تعرضت وحدة خاصة تابعة لها لنيران “كثيفة” في كمين الأربعاء، خلال دورية بمنطقة مانيدرا في شمالي كينيا التي تشترك بحدود واسعة مع الصومال.
والهجوم الإرهابي لا يعتبر الأول من نوعه، ما استدعى رفع درجة التنسيق الأمني بين الصومال وكينيا، لمنع الهجمات وفرض الأمن والاستقرار على الحدود البرية.
وفي هذا الإطار، وصل مدير المخابرات الكينية نورالدين يوسف حاج، اليوم الجمعة، إلى العاصمة الصومالية في أول زيارة رسمية له إلى هذا البلد منذ توليه المنصب في الشهر المنصرم.
وكان في استقباله بمطار مقديشو الدولي نظيره الصومالي مهد محمد صلاد، رئيس جهاز المخابرات والأمني القومي.
مصادر أمنية صومالية ذكرت أن المسؤولين ناقشا تعزيز التعاون المخابراتي ومحاربة الإرهاب وتبادل المعلومات.
وخلال الأسبوع الماضي، زار مدير المخابرات الكينية مدينة كسمايو بولاية جوبلاند الصومالية المحاذية لكينيا سرا، والتقى مسؤولين إقليمين لمناقشة ضبط الأوضاع الأمنية التي تدهورت بسبب هجمات حركة الشباب الإرهابية مؤخرا.
وذكرت تقارير إعلامية، الشهر الماضي، أن المخابرات الكينية اعتقلت رجل أعمال من مواطنيها في مدينة مومباسا عقب اتهامات بأنه مرتبط مع حركة الشباب.
وكشف جهاز محاربة الإرهاب في كينيا أن رجل الأعمال كان يقدم دعما لوجستيا لحركة الشباب، وكان جزءا من شبكة إرهابية تقوم بتهريب أسلحة ومعدات وذخائر عبر شحنة حاويات تم جلبها إلى الصومال، عبر ميناء مقديشو في مايو/أيار الماضي.
إلا أن المخابرات الصومالية كانت لها بالمرصاد، حيث صادرت جميع المواد وشرعت بتعقب أعضاء الشبكة.
وأعلنت كينيا، الأربعاء، أنها تؤجل إعادة فتح حدودها المغلقة منذ فترة طويلة مع الصومال بعد عدة هجمات قاتلة على أراضيها من قبل حركة الشباب الإرهابية.
وقال وزير الداخلية كيثوري كينديكي إن إعادة الفتح التدريجي للمراكز الحدودية في مانديرا ولامو وغاريسا على طول الحدود الطويلة مع الصومال لن تمضي قدماً كما أعلن قبل شهرين.
ويأتي القرار بعد مقتل خمسة مدنيين ومقتل ثمانية من ضباط الشرطة في كينيا في حوادث منفصلة قرب الحدود الشهر الماضي، تبنت حركة الشباب مسؤوليتها.
وقال كينديكي، خلال زيارة لمخيم داداب للاجئين في أقصى شرق كينيا بالقرب من الصومال، “ستؤجل الحكومة إعادة الفتح المخطط له للنقاط الحدودية بين كينيا والصومال حتى نتعامل بشكل قاطع مع الموجة الأخيرة من الهجمات الإرهابية والجرائم العابرة للحدود”.
وتم إغلاق الحدود رسمياً في أكتوبر/تشرين الأول 2011 بسبب هجمات حركة الشباب التي تشن تمرداً ضد الحكومة المركزية في مقديشو منذ أكثر من 15 عاماً.
وقبل عام، أعلن البلدان خططا لإعادة فتح الحدود في محادثات بين الرئيس الكيني آنذاك أوهورو كينياتا ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود، لكنها لم تتحقق.