انشقاقات في الجيش الإثيوبي والخبراء يتوقعون حربا طويلة مع التجراي
افادت تقارير نشرتها موقع “سبوتنيك” الروسي أنه حدثت انشقاقات داخل الجيش، وتشير التطورات إلى أن القتال بين الجيش الإثيوبي وجبهة تحرير تجراي قد يطول، وسيكون له تأثير على قضية سد النهضة
ونقل الموقع عن مراقبون قولهم أن النظام الإثيوبي هش للغاية نظرا لأن القبلية والمحاصصة الإثنية هى التي تحكم البلاد، وهناك تاريخ طويل وتعقيدات شهدتها البلاد خلال العقود الماضية، ويبدو أن الوضع الراهن وبعد إعلان حالة الحرب لن يستقر في المدى القصير، وسيكون لهذا الأمر تأثير على السياسة الخارجية الإثيوبية وعلاقاتها مع دول الجوار مثل السودان وإريتريا والصومال، وأيضا على القضية المعقدة منذ سنوات وهى مفاوضات سد النهضة، والأيام القادمة قد تحمل الكثير من التطورات في المواقف.
وفي تعليقه على هذه التطورات قال المحلل السياسي السوداني الدكتور ربيع عبد العاطي:”من المعروف أن النظام السياسي في إثيوبيا هو نظام يقوم على القبلية، وتوزيع المناصب السياسية ليس بعيدا عن الموازنات والمحاصصات القبلية، وذلك بالنظر إلى التاريخ الإثيوبي وإلى الحكومة الحالية، وهناك أعراق تتبادل على النظام منها الأورومو والتيجراي والأمهرية، وأيضا توجد قبائل صغيرة بها أجزاء موجودة في جنوب السودان.”
وأضاف في اتصال هاتفي مع “سبوتنيك”: “وهناك مناطق متنازع عليها بين إثيوبيا وكينيا والصومال، والصراع الآن يدور بين قبيلة التيجراي والقبيلة الأخرى التي ينتمي إليها رئيس الوزراء آبي أحمد، وهذا الأمر بكل تأكيد يؤثر على شرق السودان كثيرا، خاصة وأن السودان أيضا به مناطق قبلية، وهذا الصراع ليس بعيدا عندما تم تعيين الوالي في تيجراي ينتمي إلى قبيلة تتبع إريتريا إلى حد كبير، ولهذا كان قرار إغلاق الحدود حتى لا يتسلل الصراع والقوات المختلفة سواء كانت تتبع هذه القبيلة أم تلك.”
ولم يستبعد عبد العاطي أن :”تؤثر تلك الأزمة التي تضرب إثيوبيا على سد النهضة، حيث أن الوضع السياسي فيها هش جدا، وأتوقع أن تكون هناك تداعيات لتلك الأزمة على الوضع الداخلي وأيضا على السياسات الإثيوبية الخارجية وكذا على وضع العلاقات مع السودان، وعلى كل حال سيكون سد النهضة جزء من تلك النتائج التي ستتأثر بها إثيوبيا.”
وأشار إلى أن أزمة سد النهضة لها علاقة بالمناطق التي بها إضطرابات حاليا في قبيلة التيجراي ومناطق أخرى مثل مناطق منابع النيل، وبالتالي فإن تلك الأزمة سوف تنسحب على الحكومة وعلى المنطقة بالكامل بما فيها مناطق سد النهضة.
من جانبه قال الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة دراسات السودان ودول حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة” المستجدات على الساحة الإثيوبية ومنها تطورات الأوضاع في إقليم تيجراي سيكون لها تأثير كبير على الوضع السياسي في الداخل الإثيوبي و على السودان وسد النهضة.”
وأضاف في اتصال هاتفي مع “سبوتنيك”:”إقليم تيجراي ليس لقمة سائغة وما زال الأمر في بدايته وسوف ننتظر إلى أين ستذهب الأحداث، وهذا سيكون عامل مهم في موقف أديس أبابا، لأن الكثير من التوقعات تشير إلى اتساع تلك التوترات خلال الفترة القادمة وقد تنضم إليها إثنيات أخرى، لأن تيجراي كانوا قد بدأوا في الفترة الأخيرة تكوين تحالفات مع عناصر معينة من الأورومو ومع الإقليم الصومالي ومجموعة العفر المجاورة لهم، ويحاولوا تكوين جبهة ضد ما يعتبروه تغول رئيس الوزراء آبي أحمد وإقامة ديكتاتورية جديدة على حسابهم.”