في تقاطع التاريخ بمحطاته المضيئة والحالكة، تقف دولة الإمارات سندا للصومال، تدعم رخاءه وتشد أزره في شدته.
شهادة تأتي هذه المرة من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود الذي تقود حكومته حربا ضد الإرهاب، وتتطلع لمستقبل مستقر بلا تطرف.
وأشاد شيخ محمود، خلال حوار مفتوح عبر التلفزيون الرسمي، بعمق العلاقات بين الصومال ودولة الإمارات.
وفي حديثه، تطرق الرئيس الصومالي للعلاقات الثنائية الضاربة في جذور التاريخ، وعاد إلى بدايات سبعينيات القرن الماضي، ليعرج على أحداث ظلت عالقة بذاكرته كما بالتاريخ.
وقال إنه كان يشهد بنفسه زيارة القائد الإماراتي الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى الصومال.
وأضاف أنه التقى المغفور له الشيخ زايد رفقة الرئيس الصومالي آنذاك الجنرال محمد سياد بري بمدارس عامة في مدينة مركا بإقليم شبيلي السفلى جنوبي البلاد.
وأكد أن دولة الإمارات قدمت للصومال منحا هامة إبان الحكومة المركزية التي انهارت في 1991 وخاصة في بناء خطوط الجوية الصومالية.
وشدد شيخ محمود على أن “الإمارات لم تتخل عن الصوماليين يوما سواء في الرخاء والشدة”، لافتا إلى أن “التقارب بين البلدين يعود عبر الراوبط التاريخية والاستراتيجية”.
وبحسب الرئيس الصومالي، فإن دولة الإمارات تعد أحد أكبر دعائم الحرب التي تشنها مقديشو على الإرهاب لاقتلاع جذور حركة الشباب المتطرفة.
وأوضح أن دولة الامارات أنفقت تكاليف تدريب وتجهيز قوات الشرطة العسكرية الصومالية التي تضبط أمن العاصمة، مشيرا إلى أنها “لا تزال تدفع لقواتنا بدون أي مقابل”.
وحذر من أنه “لن يقبل المساس بالعلاقات المتينة بين البلدين بأي شكل من الأشكال”، مؤكدا أن السياسة الخارجية لإدارته تكمن في تصفير المشاكل والعمل على المصالح الصومالية.
إنسانيا، تعتبر دولة الإمارات الداعم الأول في الصومال خلال العقود الثلاثة الماضية، حيث تركزت أياديها البيضاء عبر أذرعها الإنسانية بالتعليم والصحة والتنمية.
وتعليقا على إشادة شيخ محمود، يرى المحلل السياسي الصومالي محمد نور أنها تشكل دليلا على حجم عطاء أبوظبي ووقفتها الجادة في خلاص الصومال من آفة الإرهاب.
ولفت نور إلى توقيع اتفاقية أمنية وعسكرية بين الجانبين مطلع العام الجاري، جنى الصومال ثمارها بتجهيز 3000 عسكري لتأمين العاصمة مقديشو.
وشدد نور على أن عودة خطاب الرئيس للحديث عن الشيخ زايد ودوره في إقامة جذور العلاقات القائمة في كافة المجالات، تأكيد على واقعية حماية تلك العلاقة التي تعني لمقديشو أكثر من أي طرف آخر.
وأكد الخبير أهمية العلاقات الثنائية، معتبرا أن الرئيس شيخ محمود يتمتع بواقعية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، حيث كانت الإمارات أولى محطاته الخارجية في يوليو/ تموز الماضي.