يعول الصوماليون على بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في بلادهم لتكون الضامن والداعم الأبرز لفرض الأمن والاستقرار.
ودخلت مهمة حفظ السلام الأطول في العام المستمرة منذ 2007 في طور المرحلة الانتقالية في أبريل/نيسان 2022 عقب مشاورات مكثفة بين الأطراف الفاعلة فيها وأطلق عليها اسم “أتميس” بدل من اسم “أميصوم” الذي عرفت به منذ إطلاقها .
واستضافت دولة أوغندا، التي تشارك في هذه المهمة بأكثر عدد من القوات، اجتماعا أمنيًا لمناقشة الوضع في الصومال في العاصمة كمبالا بمشاركة الدول المشاركة في البعثة بحضور مندوبين من مقديشو.
الاجتماع جاء بطلب من الصومال قبل 3 أشهر لتوسيع مشاركة القوات في العمليات والمساهمة في إعداد القوات الصومالية لاستلام المسؤولية الأمنية بحلول نهاية تفويض “أتميس” في ديسمبر/كانون الأول 2024 .
وبحسب وكالة الأنباء الصومالية، فإن الاجتماع بحث سبل تعزيز العمليات العسكرية الرامية إلى القضاء على المليشيات الإرهابية، مشيرة إلى أن هذا الاجتماع يأتي تمهيدا للقمة التي ستعقد في أوغندا خلال الأيام المقبلة بمشاركة رؤساء الدول المنضوية تحت بعثة “أتميس” وهي جيبوتي وأوغندا وبوروندي وكينيا وإثيوبيا .
وأكدت مصادر رئاسية مشاركة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بالقمة.
وناقش الاجتماع سبل مشاركة قوات الاتحاد الأفريقي في العمليات العسكرية الجارية للقضاء على فلول مليشيات الخوارج، كما تم الاستماع إلى تقرير من دول الأعضاء حول ذلك، فيما أشادت الدول المشاركة بسير العمليات العسكرية والأنتصارات التي حققتها.
وأشار الوفد الصومالي المشارك في الاجتماع إلى الانتصارات الكبيرة التي تم تحقيقها في العمليات العسكرية للقضاء على فلول المليشيات الإرهابية، وخطة استقرار البلاد التي تسير على نحو جيد لتولي الجيش أمن البلاد في عام 2024 .
وذكرت وكالة الأنباء الصومالية، أن الرئيس حسن شيخ محمود دعا نظيره الأوغندي يوري موسيفيني إلى استضافة هذا الاجتماع لمناقشة القضايا المتعلقة بقوات حفظ السلام الأفريقية العاملة في البلاد.
وكشفت تقارير إعلامية كينية عن أن الصومال يسعى إلى تمديد إبقاء قوات أتميس في البلاد حتى 2026، وسيضغط الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في هذا الاتجاه عبر مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي الذي يجتمع في 27 من الشهر الجاري في هذا الشأن.
إلا أن مستشار الأمن القومي الصومالي، حسين شيخ علي نفى تلك التقارير ووصفها بأنها “أنباء كاذبة”، قال علي إن الصومال يركز على تسليم المسؤوليات الأمنية.
وأضاف شيخ علي “هذه تقارير كاذبة.. تلتزم الحكومة الفيدرالية الصومالية بتحمل المسؤولية عن الأمن في الصومال من”أتميس” وفقًا لقرارات مجلس الأمن رقم 2628 و 2670 بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول 2024 “.
وكانت صحيفة “شرق إفريقيا” الكينية قد ذكرت أن مقديشو “أطلقت دبلوماسية مكوكية للضغط على المجتمع الدولي والقادة المؤثرين في المنطقة للموافقة على التمديد”.
وأضافت أن اقتراح تمديد نطاق بقاء بعثة أتميس تمت مناقشته ولكن لا يوجد شيء ملموس حتى الآن لأن الفكرة “لا تزال في أروقة” قادة الحكومة الفيدرالية الصومالية وبعض أصحاب المصلحة الآخرين الذين تواصلت معهم مقديشو.
وقال الخبير العسكري الصومالي عبد الواحد محمود” إن دور أتميس في العمليات العسكرية ضد حركة الشباب الإرهابية أمر في غاية الأهمية، ويجب مناقشته قبيل إطلاق المرحلة الثانية من الحملة من الحرب ضد الإرهابيين”.
وأضاف أن “دور أتميس في المرحلة الأولى كان لوجيستيا فقط ويجب أن يتطور ليكون قتاليا، في الفترة القادمة نظرا لحاجة الصومال إلى الدعم الإقليمي في هذا الوقت الحساس جدا “.
وأكد أن مهمة بناء الجيش الصومالي مسؤولية الحكومة الصومالية لكنها تحتاج إلى دعم دول أتميس لتوفير تدريبات ذات جودة عالية لإيجاد توليفة مناسبة تتمتع بالتدريب والسلاح اللازم لاستلام المسؤولية الأمنية من أتميس بحلول نهاية تفويضها في 2024 .
وأشار إلى أن تمديد تواجد أتميس في الصومال يخدم جهود فرض الأمن والاستقرار في المنطقة في حال توفير الموارد والدبلوماسية اللازمة لإنجاح تلك المساعي، ولا يحبذ الاستعجال في سحب القوات الأفريقية من البلاد التي من المتوقع أن تبدأ في يونيو/حزيران المقبل.