صام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الثلاثاء، في حركة تضامنية مع فقراء الصومال ممن يؤدون الفريضة بشهر رمضان في ظل ظروف إنسانية صعبة.. وهي لقطة إنسانية تختزل صرخة أممية تحاول توجيه الأنظار نحو الصومال، البلد الأفريقي الذي يضع الجفاف قسما واسعا من مواطنيه باختبار الجوع.
وشارك غوتيريش الذي يزور الصومال، بإفطار في القصر الرئاسي يستضيفه الرئيس حسن شيخ محمود.
وفي وقت سابق اليوم، أجرى غوتيريش محادثات مع الرئيس الصومالي بالقصر الرئاسي بالعاصمة مقديشو، في إطار زيارة وصفها القصر بالتاريخية.
وعقب اللقاء، عقد الجانبان مؤتمرا صحفيا، أعرب خلاله الأمين العام للأمم المتحدة عن سعادته بزيارة البلد الأفريقي، مؤكدا في الآن نفسه تفهمه للوضع المأساوي.
وشدد غوتيريش على أن الصومال بحاجة إلى دعم إنساني كثيف لبناء القدرات الأمنية، وفرض الاستقرار وتعزيز التنمية، لافتا إلى ضرورة دعم جهود الحكومة للقضاء على الإرهاب لتعزيز السلام.
وحذر المسؤول الأممي من خطورة ثنائية الإرهاب والجفاف على حياة الصوماليين.
وعقب لقائه الرئيس الصومالي، توجه غوتيريش إلى مدينة بيدوا بولاية جنوب غرب الصومال، والتي تضم أكبر عدد من النازحين.
وتفقد معسكرات النزوح رفقة وزير الداخية الصومالي ومدير هيئة إدارة الكوارث الصومالية، وقال إن “النازحين الذين التقى معهم في المخيمات خسروا كل شيء”، مشيرا إلى أن “غياب الأمطار لخمسة مواسم متتالية ليس سهلا” .
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى “دعم دولي كثيف ” للصومال.
وقال غوتيريش في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس حسن شيخ محمود: “أنا هنا لأدق ناقوس الخطر بشأن الحاجة إلى دعم دولي كثيف هائل بسبب الصعوبات الإنسانية التي يواجهها هذا البلد.
ووصل غوتيريش الذي سبق أن زار الصومال في آذار/مارس 2017 الثلاثاء إلى مقديشو في وقت تعاني البلاد من جفاف كارثي أوصل الكثيرين إلى شفير المجاعة فيما تتصدى الحكومة لحركة تمرد مسلحة دامية.
وفرضت الحكومة الصومالية الإغلاق في العاصمة مقديشو بمناسبة هذه الزيارة مع قطع معظم الطرقات وتقييد حركة النقل العام.
وأظهرت دراسة نشرت قبل أسابيع أن الجفاف القياسي الذي يشهده القرن الأفريقي قد يتسبب في وفاة 135 شخصا يوميا في الصومال، وذلك خلال الفترة الممتدة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران المقبلين.
وصدرت الدراسة عن وزارة الصحة الصومالية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”.
وسبق أن حذرت منظمة الصحة العالمية من أن نحو 100 ألف شخص في الصومال يواجهون مستويات كارثية من الجوع، بسبب أسوأ موجة جفاف تضرب المنطقة منذ 4 عقود.