استعاد الجيش الصومالي مدينة غلعد بلا قتال في تطور يكتسح جيوب حركة الشباب الإرهابية ويجبرها على التراجع.
وفي عملية عسكرية موسعة، استعاد الجيش الصومالي مدينة غلعد بمحافظة غلغدود وسط الصومال، في إنجاز يأتي بتنسيق مشترك بين الجيش مع السكان المحليين.
وفي بيان، قال قائد الجيش الصومالي العميد أدوا يوسف راغي، إن “مليشيات حركة الشباب فرت من المدينة المهمة، قبل وصول القوات المسلحة التي تزحف صوب المناطق الريفية القليلة التي يتواجد فيها المتشددون”.
وغلعد، مدينة استراتيجية تقع بولاية غلمدغ, على بعد 350 كيلومترا شمال العاصمة مقديشو.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، سيطر الجيش الصومالي على المدينة قبل أن ينسحب لأسباب فسرها الخبراء بالتكتيكية، عقب هجوم دموي شنته حركة الشباب على قاعدة للجيش، وخلف خسائر بشرية كبيرة بين الجيش والإرهابيين بحصيلة تجاوزت الـ100 بين قتيل وجريح.
وظلت غلعد لأكثر من عقد تحت سيطرة حركة الشباب الإرهابية، وتتمتع بكثافة سكانية كبيرة تصل لنصف مليون نسمة.
وتعود الكثافة السكانية إلى وجود الخدمات الأساسية بالمدينة من التعليم والكهرباء والاتصالات والمرافق الطبية، إضافة إلى مساجد ومدارس كثيرة.
وتلك المرافق كانت موجودة بالمدينة قبل سيطرة حركة الشباب بفضل أبناء المنطقة، فيما أبطأ تواجد التنظيم حركة التنمية رغم استمرارها بنسق ضعيف.
وبخسارتها، تفقد الحركة الإرهابية المنفذ البحري الوحيد الذي كان تحت سيطرتها، ما يختزل الوهن الملم بها منذ انطلاق حملة الجيش لدحرها.
مكسب جديد يأتي في ظل سعي الحكومة الصومالية لإطلاق المرحلة الثانية من العملية العسكرية ضد حركة الشباب الإرهابية ومطاردتهم بالمناطق المتبقية في جيوبها وسط البلاد.
وباكتمال هذه الخطوة، يتوجه الجيش إلى الجنوب حيث أبرز معاقل التنظيم في ولايتي جوبالاند وجنوب غرب الصومال.
وتعقيبا على التطورات، يرى المحلل الأمني الصومالي عبدالرحمن حاشي أن استعادة غلعد تشكل ضربة موجعة لأحلام العودة من قبل حركة الشباب الإرهابية بعد خسارة ثلث الأراضي التي كانت تحت سيطرتها خلال الأشهر الستة الماضية.
يقول حاشي إن لغلعد أهمية استراتيجية تشمل أيضا المناطق المتبقية في جيوب الحركة، حيث تشاطر الحدود البرية مع عيل بور معقل التنظيم وسط البلاد الذي سيصبح تحت نيران الجيش في الأيام القليلة المقبلة.
ويضيف حاشي أنه بإعطاء الأولوية لمديرية غلعد، استمرارا لنهج الحكومة في فرض الأمن والاستقرار بالمناطق التي يتم تحريرها، ويعزز ذلك الهزيمة النفسية في صفوف حركة الشباب.
ولفت الخبير الأمني إلى أن تهريب المقاتلين والأسلحة سيتوقف، وتفقد المجموعات المسلحة الموجودة وسط البلاد منفذا استراتيجيا في الحسابات العسكرية ومفتاحا رئيسيًا للمعركة.