أعلنت مليشيات العشائر المناهضة لإقليم “أرض الصومال” الانفصالي، اليوم الأحد، سيطرتها على قاعدة عسكرية تابعة لقوات أرض الصومال ومقر الإدارة المحلية لإقليم صول بعد أسابيع من المواجهات مع قوات أرض الصومال التي تسيطر على الإقليم منذ سنوات.
وقالت مصادر محلية مطلعة أن المليشيات المحلية استولت على قاعدة عسكرية تابعة لإدارة أرض الصومال على مشارف مدينة لاسعانود، مشيرة إلى ان المسلحين اقتحموا القاعدة وتمكنوا من السيطرة على دبابات ومدرعات وأسلحة أخرى كانت موجودة في القاعدة.
وقالت مصادر محلية مطلعة إن “قوات إدارة ما يعرف بـ”ولاية خاتمة” المعلنة من طرف واحد سيطرت على الإدارة المحلية لإقليم صول، حيث نجحت في تأمين الحدود الشرقية لبلدة لاسعانود بعد قتال عنيف أسقط عشرات القتلى منذ يوم السبت”.
وأوضحت المصادر أن قوات أرض الصومال انسحبت من إحدى القواعد العسكرية على الطريق الرابط بين لاسعانود وغاروي عاصمة بونتلاند، وذلك بعد نحو 5 سنوات من السيطرة على تلك النقطة.
وقالت مصادر أخرى أن قوات أرض الصومال انسحبت بشكل كامل صباح اليوم الأحد من منطقة تكارق في إقليم سول المتنازع عليه بين بونت لاند وأرض الصومال.
وأفادت المصادر بأن القوات التابعة لإدارة أرض الصومال تعرضت خلال انسحابها من المنطقة الاستراتيجية لهجوم من قبل مجموعات عشائرية مسلحة بالمنطقة.
وكانت قوات أرض الصومال قد أخلت معقلها الرئيسي في مشارف مدينة لاسعانود أمس السبت في انهيار مفاجئ لأحد الخطوط الأمامية الرئيسية للحرب وذلك بعد فتال عنيف بين الجانبين.
وكانت مصادر طبية ومحلية مطلعة قدرت الخسائر الناتجة عن الاشتباكات بين قوات أرض الصومال وميلشيات العشائر في مدينة لاسعانود بأكثر من 150 قتيلا وأكثر من 600 جريح.
ومطلع الشهر الجاري، أصدر زعماء الأقاليم الشمالية سول وسناج بيانا اتهموا فيه ممثلو الأقاليم الشمالية أو ما يعرف بإدارة خاتمة أرض الصومال بارتكاب جرائم إبادة جماعية في مدينة لاسعانود منذ أكثر من 15 عاما.
وأعلن شيوخ العشائر أنهم لم يعودوا جزء من إقليم أرض الصومال، وأكدوا أن مناطق ولاية خاتمة جزء من أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية.
وشهدت مدينة لاسعانود اشتباكات عنيفة وقعت بين ميلشيات عشائرية وقوات إقليم أرض الصومال راح ضحيتها العشرات، إذ يحاول كلا الطرفين فرض سلطته على المنطقة، في حين أظهرت أرض الصومال رغبتها في عقد محادثات بشأن مصير لاسعانود والأقاليم الشمالية.
وتوالت الإدانات للاشتباكات التي وقعت في إقليم أرض الصومال والذي عرف بالأمان والاستقرار طيلة العقود الثلاثة الماضية، ويبدو أن الوضع الأمني خرج عن السيطرة إذ يتحضر الجانبان لحرب طويلة المدى قد تنذر بعواقب وخيمة.
ويوم أمس أدانت الولايات المتحدة الأمريكية القصف العشوائي الذي أودى بحياة المئات من أهالي لاسعانود، والحرب التي تسببت في نزوح أكثر من 185 ألف شخص من منازلهم، ودعت إلى إنهاء الصراع في المدينة الذي دخل اسبوعه الثالث وهددت بمحاسبة المسؤولين عن تفجير الوضع.
وأكد بيان صادر عن دائرة الشؤون الأفريقية في وزارة الخارجية الأمريكية، على ضرورة وقف الصراع ومحاسبة المسؤولين عنه.
وقال البيان: “الولايات المتحدة تدين استمرار الهجمات العشوائية التي أودت بحياة العديد من المدنيين في مدينة لاسعانود وأدت إلى تشريد أكثر من 185 ألف شخص، يجب إنهاء الصراع ومحاسبة المسؤولين”.
وتحدثت حكومة الولايات المتحدة عدة مرات عن الصراع في لاسعانود، ووصل يوم الخميس نائب السفير الأمريكي في الصومال إلى هرجيسا وبحث مع رئيس أرض الصومال كيفية تنفيذ وقف إطلاق النار وتقديم المساعدة للشعب.
كما دعت دول أخرى إلى وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات في وقت أعلنت فيه حكومة أرض الصومال وقفا لإطلاق النار لم يتم تنفيذه وتتبادل حكومة أرض الصومال ومليشيات العشائر المناوئة لها الاتهامات بالمسؤولية عن الصراع والموت وتشريد الناس.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الصراع بين قوات أرض الصومال وقوات من السكان المحليين في لاسعانود أسفر عن مقتل 150 شخصًا وإصابة أكثر من 600 آخرين منذ 6 فبراير الجاري.
كما ندد أعضاء من مجلس الأمن والسفير الصومالي في الأمم المتحدة بأفعال حكومة أرض الصومال تجاه استخدام القوة ضد أهالي لاسعانود.