الرئيس حسن شيخ محمود: قادرون على بناء دولة ديمقراطية في الصومال
اعتبر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أن الفصائل المحلية قادرة على العيش في سلام، وأن التحدي الذي يواجه الصومال يتمثل في التحول من دولة ضعيفة إلى دولة تعمل بكامل طاقتها.
وقال محمود، في مقابلة صحفية: «أعتقد أنه يُمكن بناء دولة ديمقراطية في الصومال»، معتبراً أن «هذا هو المخرج الوحيد».
وتتصاعد مشاعر التفاؤل بحذر بين الأوساط السياسية والأمنية في الصومال، على وقع مؤشرات تفيد بحدوث تراجع نسبي لقوة حركة «الشباب» الإرهابية، التي شكلّت على مدار العقديْن الماضييْن الخطر الأكبر على سكان هذا البلد، والدول المجاورة له.
فرغم مواصلة الحركة اعتداءاتها الدموية ما أودى بحياة العشرات خلال الشهور القليلة الماضية، تكتسب الحملة العسكرية التي تشنها الحكومة عليها منذ منتصف العام الماضي زخماً كبيراً على ضوء المكاسب التي تحققها على الأرض.
فمنذ يوليو 2022، فقدت الحركة الإرهابية السيطرة على مساحات لا يُستهان بها، من الأراضي في الأقاليم الصومالية الواقعة بوسط البلاد، وذلك وسط تقديرات حكومية لم يتم التحقق منها من مصادر مستقلة، تشير إلى أن أكثر من 2000 إرهابي، قتلوا في الاشتباكات، التي دارت خلال الشهور الـ7 الماضية.
وفي تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لإذاعة «صوت أميركا»، قال النائب السابق لمدير وكالة الاستخبارات الصومالية، إسماعيل ضاهر عثمان، إن حركة «الشباب» أصبحت في حالة تراجع وتقهقر، منذ تفعيل التعاون بشكل أكبر بين الحكومة والعشائر في مواجهتها عسكرياً بدعم غربي، مشيراً إلى أن ذلك يتزامن مع تصاعد سخط الصوماليين حيال وحشية هذا التنظيم الإرهابي، وممارساته القمعية.
وفي السياق ذاته، اعتبر العقيد عبدالله علي ماو، المسؤول السابق في الاستخبارات الصومالية، أن المؤشرات الراهنة تؤكد أن قوة «الشباب» تنحسر بالفعل، بعدما اضطرت للانسحاب من مناطق ظلت تسيطر عليها لأكثر من عقد كامل من الزمان، وهو ما يوحي بأن هذه الحركة الإرهابية، ربما باتت في مرحلة «بداية النهاية».
وتزامنت هذه النجاحات الميدانية، مع استضافة مقديشو خلال الأسبوع الماضي، اجتماعات مؤتمر شارك فيه مئات من رجال الدين الإسلامي، من داخل الصومال وخارجه، ممن أكدوا رفضهم للفكر المتطرف واتفاقهم على ضرورة تعزيز التوجهات الدينية المعتدلة.