كتب – محمد عمر
انعقد في العاصمة الصومالية في الفترة بين 1-4 من شهر رجب للعام 1444هجرية الموافق لـ 23- 26 من شهر يناير 2023 مؤتمر علماء الصومال بمشاركة كوكبة من العلماء الصوماليين بجميع أطيافهم من الداخل والخارج وبرعاية الرئيس الدكتور حسن شيخ محمود وبحضور رئيس الوزراء ووزير الأوقاف والشئون الدينية بالصومال.
المؤتمر يأتي في مرحلة مفصلية لها ما بعدها حيث أعلن ارئيس جمهورية الصومال الفيدرالية عن تحرير المناطق المتبقية في أيدي حركة الشباب باعتبارها عقبة كأداء في طريق بناء الدولة الصومالية وتحقيق الأمن والتنمية.
وقد تحدث في افتتاح المؤتمر الرئيس حسن كما تحدث في الختام رئيس الوزراء حمزة عبدي برى، وكانت كلماتهم معبرة عن المرحلة، وكانت كلها تتمحور حول مشكلة الحركة المتطرفة التي عاثت في البلاد فسادا.
أما كلمات العلماء ومداخلاتهم بجميع أطيافهم خلال المؤتمر فكانت كلمات مُحفِّزة وذات دلالة، وكان الجميع يتحدث من وحي المرحلة الراهنة بكل آلامها وآمالها. وقد نجحت الفعاليات في نزع الشرعية الدينية عن ممارسات المتطرفين.
يأتي هذا المؤتمر في منعطف خطير تحتاج الأمة إلى صوت العلماء وتأييدهم وإصرارهم ومواقفهم المعلنة تجاه الخطة الحكومية لتحرير المناطق التي يحتلها الشباب وهي بحاجة إلى الحشد العام.
الخطة الحكومية جد حكيمة من الناحية السياسية لأنها تهدف إلى حشد الرأي العام وإيقاف تمويل حركات الشباب من قبل التجار ورجال الأعمال.
ولا يمكن تحقيق هذا الهدف إذا ساد التفرق والتمزق بينهم، فسنة الله تقضي بأن الألفة من أقوى الأسباب لتحقيق النصر في المعارك.
وفي رأينا فإن المؤتمر نجح إلى حد كبير في تحقيق أهدافه، ومن أهمها إظهار وحدة العلماء بجميع مدارسهم من خلال الحوار، ومن خلال التصريحات والتطمينات التي أدلى بها بعض العلماء.
الرئيس حسن شيخ باحث غير عادي يستطيع طرح أسئلة في دور الدين في الأمة وعلاقته بالدولة والحداثة.
ثمة أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابة تتعلق بعلاقة الدين والدولة، ودور العلماء في الدولة، وقضايا الدستور، والدولة الحديثة وأجهزتها.
وهذا يتطلبُ من جانب العلماء والدعاة المراجعة وإجراء المزيد من البحوث والدراسات لاستثمار المرحلة الراهنة وتوسيع الفهم والإدراك.