مختبر ممول ذاتياً في صدارة جهود الصومال لمكافحة كورونا
بعدما جمعوا المال معاً عقب دراستهم الطب في الخارج، افتتح الطبيب الصومالي عبد الله شيخون ديني، وزملاء له، أول مختبر للفحص المتقدم في مقديشو في شهر يناير (كانون الثاني). وكان توقيت افتتاح المختبر ممتازاً، لأن جائحة فيروس كورونا وصلت للدولة الواقعة في منطقة القرن الأفريقي بعد شهرين فقط، وفق «رويترز».
ومنذ ذلك الحين، أصبح مختبر «ميديبارك» الذي يديره ديني مع 5 أطباء آخرين، جمعوا معاً نحو مليون دولار لشراء المعدات، ركيزة أساسية للبنية التحتية الصحية المدعومة من المانحين في الصومال.
وأصبحت المستشفيات في المدينة التي دمرتها المعارك، والتي كان عليها الانتظار لأسابيع من أجل الحصول على نتائج فحص الدم، تستخدم المختبر حالياً لفحص الكشف عن أمراض، بينها فيروس نقص المناعة المكتسب (إتش آي في) المسبب لمرض الإيدز والالتهابات الكبدية. لكن باعتراف الحكومة الصومالية، لمركز ميديبارك بصمته الأكثر وضوحاً في مكافحة «كوفيد 19».
وقال ديني (37 عاماً) الذي درس الطب في الهند والصين: «لدينا الإمدادات، والخبراء لدينا على اتصال بنظرائهم الذين يجرون فحوص (كوفيد 19) في دول أخرى».
وحتى شهر يوليو (تموز) كان «ميديبارك» هو المختبر الوحيد المملوك للقطاع الخاص الذي يجري اختبارات «كورونا» في مقديشو، لكن منذ ذلك الوقت تولى الفنيون فيه تدريب عاملين في قطاع الصحة الحكومي على إجراء الفحوص. وقال ديني: «هناك حاجة لنا… وتم تقديرنا».
وينظم مركز ميديبارك استيراد اللوازم الضرورية لإجراء الفحوص، بما فيها تفاعل البلمرة المتسلسل (بي سي آر) للكشف عن مرض «كوفيد 19».
والعاملون بالمركز من كينيا ولبنان والهند، ويتولون تشغيل وصيانة المعدات المستوردة من أوروبا وآسيا والولايات المتحدة.
والصومال مُبتلى بصراعات منذ عام 1991. وبالتالي فإن تفشي أمراض مثل الكوليرا أمر شائع. ويعاني أكثر من مليونين من سكان البلاد من عدم توفر طعام كافٍ.
كما يعيش كثيرون في مخيمات مكتظة وغير صحية، ما يثير مخاوف من أن يحصد «كوفيد 19» أرواح السكان الضعفاء.
ولحسن الحظ، إن ذلك لم يحدث حتى الآن. وسجلت وزارة الصحة 4229 إصابة بالمرض و107 وفيات. ومع صعوبة الوصول لمساحات شاسعة من البلاد بسبب المعارك، فمن المحتمل أن يكون عدد الضحايا هذا أقل من الفعلي.
ويقع مركز ميديبارك إلى جانب فندق شامو الذي شهد مقتل 19 شخصاً أثناء إقامة حفل تخرج طلاب طب فيه عام 2009. وكان ديني من حضور الحفل وما زال يتذكر الأحداث، لكنه وزملاءه الأطباء فخورون بعودتهم إلى وطنهم.
وقال الطبيب علي موسى، الذي مارس الطب في رواندا وجنوب السودان قبل عودته للمساعدة في فتح المختبر قبل عامين: «سعيد بأن أساعد مجتمعي وأُحدث فارقاً».