الصومال اليوم

انتخابات ولاية هيرشبيلي الرئاسية.. اختبار لإزاحة الرئيس الصومالي “فرماجو”

كثيرة هي المعارك السياسية التي خاضتها المعارضة الصومالية مع نظام الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو في انتخابات الولايات الإقليمية.

ففي غضون أربع سنوات تعادل الطرفان في أربع مواجهات سابقة حيث فاز فرماجو في أول معركة سياسية مع المعارضة.

فقد تقدم فرماجو بانتخابات ولاية جنوب غربي الصومال في عام 2018، لكن المعارضة عادلت الكفة مطلع 2019 في انتخابات ولاية بونتلاند وسجلت هدفا ثانيا في انتخابات جوبلاند في أغسطس/آب 2019 لكن نظام فرماجو عاد من بعيد في انتخابات ولاية غلمدغ التي جرت فبراير/شباط 2020.

بالفعل أسفرت اللقاءات السابقة تعادلا غير عادل ما بين الطرفين حيث استخدم فرماجو في تلك المعارك المال العام والسلاح في وجه المعارضة لكسب ولايتين، فيما فشل في تحقيق ذلك في ولايتين.

وثمة مواجهة أخيرة ما بين الجانبين تسبق الكلاسيكو المنتظر الانتخابات التشريعية والرئاسية العامة نهاية العام الحالي ومطلع العام المقبل.

ويتساءل المحللون هل ستنصف التصرفات الحضارية، التي تتبعها المعارضة الصومالية، أمام همجية وغوغائية نظام فرماجو التي يقودها رجل قطر المدلل فهد ياسين أم ستخسر النهائي المصغر الانتخابات الرئاسية بولاية هيرشبيلي قبل الفرصة الأخيرة.

يوم السبت، أدى أعضاء برلمان ولاية هيرشبيلي المحلي، البالغ عددهم 99 نائبا، اليمين الدستورية في مدينة جوهر عاصمة الولاية بحضور عدد من المسؤولين الإقليميين وأعضاء من مفوضية الانتخابات للولاية.

وانتخب النواب الجدد في أول اجتماع لهم محمود سياد برقدلي لتولي منصب رئيس البرلمان بشكل مؤقت باعتباره أكبر الأعضاء سنا.

من جانبه، عين الرئيس المؤقت النائب برقدلي لجنة برلمانية تتألف من 9 نواب والتي ستقوم بتنظيم انتخاب رئاسة برلمان هرشبيلي.

والأحد، أعلنت اللجنة جدول انتخابات رئاسة البرلمان، ومن المقرر انتخاب رئيس البرلمان الجديد الأربعاء القادم.

من جانبها، رحبت وزارة الداخلية والفيدرالية والمصالحة الوطنية الصومالية بالبرلمان الجديد وهنأت نوابه، وأشادت بعمل مفوضية الانتخابات للولاية، مشجعة لجنة الانتخابات على استكمال ما تبقى من نظام الانتخابات المحلية للولاية، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية والتي من المتوقع إجراؤها في العاشر من الشهر الجاري.

بالتزامن مع تلك الخطوات السريعة المتتالية الرامية إلى اختطاف الانتخابات الرئاسية للولاية، وصل أمس الأحد إلى عاصمة ولاية هيرشبيلي رئيس منتدى الأحزاب الصومالي المعارض الرئيس الأسبق شريف شيخ أحمد.

وهي خطوة فسرها المراقبون بأنها محاولة من المعارضة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من التلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية للولاية أو اختطافها كليا لصالح مرشح موال لها.

وأطلق شيخ أحمد تصريحات صحفية قال فيها إن تشكيل إدارة جديدة دون وحدة سكان الولاية لا تعني شيئا، وأنه من الضروري توحيد الصف الداخلي في رسالة موجهة إلى القصر الرئاسي في مقديشو.

وبدأ شريف لقاءات سياسية مع شرائح سكان هيرشبيلي من السياسيين والشباب وشيوخ العشائر ورجال الأعمال لمناقشة سبل رفضهم اختطاف الانتخابات الرئاسية في الولاية.

ويرى مراقبون أن نجاح خطة الرئيس الصومالي الأسبق شيخ أحمد بشأن منع اختطاف نظام فرماجو للانتخابات بمثابة اختبار مبكر لقدرة المعارضة على إزاحة فرماجو من السلطة في الانتخابات التشريعية والرئاسية العامة القادمة في الصومال.

Exit mobile version