أكدت دولة الإمارات أنه يتعين على الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي السعي إلى عكس وحدة الهدف في مواجهة التحديات الأكثر إلحاحاً لإفريقيا والعالم، ولا سيما التهديدات المتزايدة للإرهاب وتغير المناخ.
وقالت الإمارات، في بيان تلته السفيرة لانا نسيبة المندوبة الدائمة للإمارات في جلسة لمجلس الأمن بشأن التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، إنه «في الوقت الذي نحتفل فيه بالذكرى السنوية العشرين لتأسيس الاتحاد الإفريقي، لا بد لنا من الوقوف على العلاقات المهمة التي تربط تلك المنظمة بالأمم المتحدة، وانعكاس هذه العلاقات على السلم والأمن في إفريقيا». وأضافت أنه «لا شك في أننا نتفق جميعاً على ضرورة العمل معاً وبجد لبحث سُبُل تعزيز هذه العلاقات، لاسيما من خلال البناء على اﻹﻃﺎر اﻟﻤﺸﺘﺮك ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة واﻻﺗﺤﺎد الإﻓﺮﻳﻘﻲ لعام 2017 والإطار المشترك لتنفيذ جدول أعمال 2063 وجدول أعمال 2030 لعام 2018»، مشيرة إلى أنه في سياق ظهور عالم متعدد الأقطاب، ينبغي الاستفادة من تجربة الاتحاد الإفريقي وقدرة الجهات الفاعلة الإفريقية على اتخاذ القرارات، باعتبارها تمثل نموذجاً حقيقاً على العمل المتعدد الأطراف، وتثبت فعلاً إمكانية وجود أشكال جديدة من التعاون وأنها أكثر فعالية وحيوية وتأثيراً على أرض الواقع.
وذكّرت لانا نسيبة بإشارة الإمارات، في وقت سابق من هذا العام بمجلس الأمن، إلى أن التحديات الإفريقية وانعكاساتها غالباً ما تمتد إلى خارج حدود القارة، نظراً إلى ترابط هذا العالم وسرعة تطوره. كما أكدت أن الحلول الإفريقية، وليس التحديات فقط، لها أبعادٌ عالمية، وتبقى هذه المبادئ الرئيسية جديرة بالتأكيد عليها مجدداً.
وبناء على ذلك، شددت الإمارات على ضرورة إمعان النظر في ماهية التعاون الناجح بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، بحيث ينبغي أن يعكس مثل هذا التعاون الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة بشكل ملموس. وبالنظر إلى أمثلة حديثة، فقد أدت المبادرات التي تعاونت فيها المنظمتان عن كثب إلى تأثيرات مباشرة على أرض الواقع، ففي السودان، أبرزت «الآلية الثلاثية» الميزة النسبية للمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية حين تعمل إلى جانب الأمم المتحدة في تيسير المحادثات بين الأطراف المعنية في السودان، وفي جمهورية إفريقيا الوسطى، استخدمت الأمم المتحدة «وحدة دعم الوساطة» للتواصل مع الاتحاد الإفريقي والجهات الإفريقية الأخرى لتيسير التوصل إلى اتفاق سلام شامل لنزع سلاح الجماعات المسلحة وتسريحها وإعادة إدماجها على نحو مستدام، وفي الصومال، أدّى التواصل المستمر بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وحكومة الصومال وغيرها، إلى الانتقال من بعثة «أميسوم» إلى بعثة «أتميس»، وهذه بعض الأمثلة التي يمكن للمجلس الأخذ بها عند النظر في تعزيز التعاون.
وأشارت لانا نسيبة إلى أن لدى المنظمات الإقليمية الكثير لتتعلمه من بعضها، مؤكدة أن دولة الإمارات، بصفتها عضواً في جامعة الدول العربية، تواصل الدعوة إلى توطيد التعاون والتنسيق الثلاثي بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.
كما أكدت ضرورة أن يكون التعاون بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة قائماً على الثقة والاحترام المتبادل والتواصل المفتوح، لاسيما أن المنظمتين تهدفان أساساً إلى دعم وتعزيز جهود بعضهما. ودعت إلى أنه يتعين على الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي السعي إلى عكس وحدة الهدف في مواجهة التحديات الأكثر إلحاحاً لإفريقيا والعالم، ولا سيما التهديدات المتزايدة للإرهاب وتغير المناخ.