الرئيسيةالصومال اليومالمجتمع الصومالي

بلدة صومالية تكسر الإرهاب وتفشل مخططات حركة الشباب

“بلدوين” اسم لا يعرفه كٌثر لكنه بات عنوانا لمعاناة شعب الصومال مع إرهاب لا يرحم يصنع بحور دماء، ويرسخ أفكار الغدر والقتل.

وبلدوين هي مدينة صومالية شهدت يوم الإثنين، 3 تفجيرات متتالية نفذتها حركة الشباب الإرهابية المرتبطة بتنظيم “القاعدة”، وأسفرت عن سقوط 50 قتيلا وجريحا على الأقل.

وكانت قاعدة”لما غلاي” العسكرية التي تضم المجمع الحكومي، مسرح التفجيرات، وكان نائب رئيس ولاية هيرشبيلى يوسف هغر، ومحافظ هيران، علي جيتي عثمان، أكبر الأهداف.

المسؤولان خرجا، سالمان من نهر الدم، لكن مواطنين عاديين لم يحظوا بنفس الفرصة وسقطوا ضحايا.

الحكومة الصومالية بدورها، اتخذت إجراءات عاجلة من بينها إرسال طائرات لنقل الجرحى إلى العاصمة مقديشو، فيما ترأس رئيس الحكومة حمزة عبدي بري اجتماعا استثنائيا حول أمن بلدوين وتعزيز الحرب على الإرهاب.  

لكن تفجيرات الإثنين لم تكن الأولى في بلدوين، إذ تعرض مستشفى المدينة في مارس/آذار الماضي، لضغط كبير بعد سلسلة تفجيرات ضربت المدينة وقتلت مسؤولين حكوميين ونوابا برلمانيين، ما ضاعف معاناة ضحايا التفجيرات. 

من جهتها، فرضت قيادة شرطة بلدوين فرضت حظر تجوال، الإثنين، ولمدة ٢٤ ساعة في المدينة، وكثفت التحقيقات الأمنية لضبط الأوضاع. 

الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أرسل تعازيه لضحايا التفجيرات، وأمر الأجهزة الأمنية على المستوى الفيدرالي والإقليمي بالبقاء في حالة تأهب قصوى وتوخي الحيطة والحذر من مثل هذه الهجمات المميتة.

ووفق محمود، فإن حركة الشباب تلجأ لمثل هذه الهجمات عقب هزائم متتالية في جبهات القتال، وفق بيان من الرئاسة الصومالية.  

وكانت مدينة بلدوين، مؤخرا، مركز الانتفاضة الشعبية ضد الإرهاب والتي أدت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى في صفوف حركة الشباب الإرهابية وتحرير عشرات المناطق من قبضتها. 

ويأتي استهداف المدينة بالتفجيرات كرد فعل انتقامي على هذا الدور، حيث قاد محافظ إقليم هيران (عاصمته بلدوين)، علي جبتي عثمان، القوات المحلية العشائرية التي حققت نتائج ميدانية باهرة في وقت قياسي ضد حركة الشباب الإرهابية وحررت مناطق استراتيجية خضعت للحركة لمدة عقد كامل.

وتتزامن تفجيرات الإثنين أيضا، مع مقتل الخليفة المحتمل لزعيم حركة الشباب الإرهابية عبدالله نذير، في عملية تمت بالتعاون بين المخابرات الصومالية وقوات “أفريكوم”.  

وبحسب خبراء أمنيين، فإن حركة الشباب الإرهابية أرادت من خلال هذه الهجمات، إرسال رسائل متعددة. 

ويقول المحلل الأمني الصومالي عبدالرحمن حاشي، إن “التفجيرات الدموية في بلدوين لها أهداف مزدوجة منها الانتقام من سكان بلدوين الذين قادوا هبة شعبية ضد حركة الشباب الإرهابية، والانتقام لمقتل أحد قادة الحركة، وهو عبدالله نذير”. 

وبحسب حاشي، هناك هدف آخر من وراء هذه الهجمات، وخاصة عقب الهزائم الميدانية الأخيرة التي مني بها التنظيم في ساحات القتال، إذ أرادت الحركة إثبات وجود قدرات هجومية كبيرة لديها وأنها قادرة على شن هجمات أهداف نوعية حساسة جدا. 

ويعتبر حاشي أن “هذه التفجيرات رسالة للمدن الأخرى وسكانها الذين يخططون للثورة المسلحة ضد حركة الشباب الإرهابية ينتظرهم نفس المصير”. 

ويرى حاشي أن تلك الأهداف لن تتحقق في المدى البعيد على الأقل، وأن أعمال العنف ستشد عزيمة الصوماليين على الانتصار في الثورة الشعبية الحالية التي تعتبر ضربة قاضية للإرهاب. 

بدوره، يقول المحلل السياسي الصومالي محمد نور ، إن الحكومة الصومالية حققت نتائج مفاجئة وحاسمة ضد حركة الشباب الإرهابية خلال شهر واحد من المعارك على المستوى السياسي والدعائي والعسكري. 

وللحفاظ على هذه المكاسب، يقول عمر “على السلطات الأمنية تعزيز العمل الأمني وتفكيك الشبكات الإرهابية ووضع خطط أمنية نشيطة تتوافق مع طبيعة المعركة، وفتح المزيد من جبهات القتال عبر مواصلة حشد العشائر وتعزيز العمل الاستخباراتي”. 

وينصح عمر السلطات الصومالية، بمتابعة الوضع الأمني للمدن التي يخوض سكانها حربا مباشرا ضد حركة الشباب الإرهابية في ميادين القتال، وتعزيز المخابرات الصومالية نشاطها في تلك المدن، لإفشال أي محاولة استهداف لها على غرار بلدوين.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق