بعيدا عن الصراع الداخلي وعدم الاستقرار الذي سرق عناوين الصحف العالمية في العقود الماضية، فإن التقدم فى الصومال هادئ والقوي الذي يقوده القطاع الخاص قد أبقي البلاد واقفة علي قدميها.
ويعاني الشعب الصومالي ثلاثة مشاكل رئيسية تتعلق بالكهرباء وهي عدم إمكانية الوصول، ارتفاع التكاليف، وانخفاض الموثقية، مع تدمير البنية التحية لشبكات الكهرباء في الصومال في عقود الصراعات والتدهور فإن توليد الكهرباء هو من أقل الشبكات كفاءة وأكثرها تكلفة في العالم، كما لاتوجد معلومات احصائية موثقة ودقيقة عن الطاقة في جميع أنحاء البلاد، حيث لم يجري سوي عدد قليل جدا من الدراسات الاستقصائية في البلد في السنوات القليلة الماضية، في حين أن تقديرات البنك الدولي تشير إلي أن 29% من سكان الصومال فقط هم من يحصلون علي الكهرباء.
وأصبح الحصول علي الكهرباء في مناطق ريفية او شبه حضرية صعب للغاية، بيما يدفع الأشخاص الذين يحصلون علي خدمات المناطق الحضرية من أعلي التعريفات في العالم مقابل خدمات محدودة وغير موثقة احيانا، ومن المؤكد أن تعريفات الكهرباء في المدن الكبيرة مثل مقديشوا وهرجيسا وبوصاصو تتراوح مابين 0.80$ – 1.5$ لكل كيلو واط الساعة، وهذه التكلفة المرتفعة تعوق تطوير أعمال جديدة وتهدد نمو الأعمال التجارية المزدهرة، وأجبرت هذه التحديات الشركات علي انخفاض الانتاج المحلي أو الإنتقال إلي البلدان المجاورة، وعندما تغلق الشركات او تنتقل فإن هناك خسائر فادحة لا تؤثر علي الاقتصاد فى المدي قصير فحسب بل إن هذه الفشل الكبير يخيف المستثمرين الحاليين والمستقبليين ايضا.
إن الاستثمار في الكهرباء يتيح فرص للأعمال التجارية الجديدة في البلدان النامية، كما أن الحصول علي الكهرباء يؤدى إلي زيادة الانتاجية الزراعية والصناعية، ويمكن ملاحظة ذلك فى عدة من الأمثال التي تشير إلي أن الحصول علي الكهرباء بأسعار معقولة له تأثير واضح علي نمو الاقتصاد في البلاد بصورة كبيرة.
فمثلا دولة أوغندا كان الحصول علي الكهرباء أكبر عائق امام الإستثمار في السنوات الأولي من الانتعاش، أما جنوب افريقيا فتشير الأدلة التجريبية أن الحصول على الكهرباء أدي إلي إنشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر، فيما وجدت دراسة أجريت عام 2009 في بنغلاديش أن الحصول على الكهرباء تسبب فى زيادة دخل الأسرة بنسبة 12.2% وفي عام 2005 وجد برنامج الأمم المتحدة الانمائي أن الكهرباء في جميع قري دولة مالي ادت إلي زيادة في الدخل اليومي قدرها 0.32$ ، وعلي هذا الضوء فإن حصول الشعب الصومالي علي إضاءة بشكل كافئ ومستمر يودي الي الزيادة فى عمليات الانتاج.