ميناء بربره يصنع الاقتصاد والتاريخ من جديد
الصومال اليوم – خاص
أوشك مشروع توسعة ميناء بربرة الصومالي على الانتهاء ليصبح معبرا رئيسيا مهما لمختلف البضائع من الأسواق الإقليمية والعالمية، وسيسهم في جذب المستثمرين وتنويع الاقتصاد وتوفير فرص العمل.
وتعمل موانئ دبي العالمية على تطوير ميناء بربرة للحاويات منذ سنوات وزودت موانئ دبي هذا الميناء الاستراتيجي بمعدات حديثة وقطع ثقيلة لتشغيل الميناء.
وتسلمت إدارة ميناء بربرة للحاويات أولى دفعات القطع الثقيلة من موانئ دبي لإدارة الميناء مثل الرافعات العملاقة وقوارب السحب القادرة على إطفاء الحرائق، وذلك كجزء من مشروع توسعة الميناء بقيمة ٤٥٠ مليون دولار.
وسبق هذا الدعم أيضا دعم أخر تمثل بإعلان موانئ دبي العالمية عن تزويد ميناء “بربرة” بـ3 رافعات متحركة بقيمة 12 مليون دولار (44 مليون درهم) وذلك في إطار خطتها لتحويل الميناء إلى مرفق محوري في القرن الأفريقي.. وسيسهم ترقية المرافق الحيوية في الميناء وتزويده برافعات حديثة إلى مضاعفة إنتاجية الميناء وتعزيز فعالية العمليات التشغيلية فيه، بالإضافة لضمان أداء واستمرار العمل بالميناء خلال فترة هبوب الرياح الموسمية.
وكان نائب رئيس جمهورية صوماليلاند عبد الرحمن الزيلعي، أعرب في وقت سابق عن اقتراب الانتهاء من مشروع توسعة ميناء بربرة.. ووجه الزيعلي الشكر للإمارات وموانئ دبي على جهود تطوير الميناء، ليصبح معبرا رئيسيا لمختلف البضائع من الأسواق الإقليمية والعالمية، ويسهم في جذب المستثمرين وتنويع الاقتصاد وتوفير فرص العمل.
وكانت تأثرت أعمال التطوير في ميناء بربرة بسبب النزاع بين جيبوتي وموانئ دبي العالمية المتعلق بمحطة دوراليه للحاويات، التي حصلت فيه موانئ دبي على حكم من محكمة لندن للتحكيم الدولي بالأحقية وإلزام جيبوتي بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بها.
وتسلمت موانئ دبي العالمية إدارة ميناء بربرة منذ مارس 2017، وتحتفظ بحصة 51 بالمئة مقابل 30 بالمئة لهيئة الموانئ في صوماليلاند و19 بالمئة لإثيوبيا.
ومنذ تسلم مجموعة موانئ دبي العالمية للميناء دشنت مباشرة مشروعا بقيمة 101 مليون دولار، لتوسيع ميناء في أرض الصومال في مرحلته الأولى ولحق بعد ذلك مراحل أخرى حتى أوشك الان على الانتهاء ليصبح جاهزا للعمل وانطلاق مرحلة جديدة من النمو والتنمية في أرض الصومال.
وتضمنت المرحلة الأولى من المشروع بناء رصيف بحري بطول 400 متر وساحة بمساحة رُبع مليون متر، وكذلك بناء منطقة حرة لتكون مركزا محوريا لتجارة المنطقة، حيث سيخدم المشروع الذي تنفذه موانئ دبي العالمية سيخدم بربرة وأيضا دول المنطقة التي لا تمتلك سواحل بحرية في القرن الأفريقي، مثل إثيوبيا والتي تمتلك حصة 19% من المشروع.
وتتولى أعمال توسعة الميناء شركة “شفا النهضة”، الشريك الاستراتيجي لموانئ دبي العالمية، وتمتاز بخبرة واسعة في المجال فقد تولت أعمال توسعة ميناء داكار في السنغال، وكذلك ميناء مابوتو في موزمبيق.
وبحسب خبراء اقتصاد فإن هذا المشروع يعد علامة فارقة في تاريخ أرض الصومال وموانئ دبي العالمية، ويمثل مشروعا هاما لخدمة الناس في الصومال وفي القرن الأفريقي، حيث سيوفر لهم بوابة بديلة للأسواق العالمية ويوفر للسكان فرص العمل، وسيسهم في التنمية والنمو ومساعدة الدول الأفريقية على تطوير اقتصاداتها وتسهيل وصولها إلى الأسواق العالمية، وسيحقق الاستثمار في ميناء بربرة بمياهه العميقة نموا للدولة وللمنطقة وسيوفر الكثير من فرص العمل.
وكان رئيس أرض الصومال قال في تصريح سابق “أن ميناء بربرة يمثل اليوم خطوة جديدة لنا في رحلة بناء وتطوير اقتصادنا، ومن خلال الاستثمار في بنيتنا التحتية سنتمكن من النهوض والنمو بما يخدم شعبنا والمنطقة بأسرها، وهذا المشروع سيربطنا بالدول التي لا تمتلك سواحل مثل إثيوبيا وبقية دول المنطقة سيعزز من علاقاتنا القوية بهم، ويحول أرض الصومال إلى لاعب رئيسي في اندماج ونمو اقتصاد المنطقة.. حيث تتمثل أهمية ميناء بربرة باعتبارها بوابة البحر الأحمر للشرق الأوسط وأفريقيا؛ ما سيزيد من فرصنا كمركز محوري للتجارة ويوفر المزيد من فرص العمل في الدولة”.
وتأتي هذه الخطوة لموانئ دبي العالمية في ميناء بربرة ضمن استراتيجية الشركة لتوظيف خبراتها العالمية ومعارفها في تطوير البنية التحتية للنقل واللوجستيات في أرض الصومال وذلك من خلال تطوير الميناء وتعزيز القدرات فيه، حيث قامت منذ عام 2017 بتزويده بأكثر من 25 مركبة ومعدات مناولة حاويات من أحدث الطرازات.
وفي إطار حرص شركة “موانئ دبي العالمية” على نقل الخبرات ونشر المعرفة قامت الشركة بإرسال موظفي “موانئ دبي العالمية – بربرة” من سكان أرض الصومال لتلقي التدريبات اللازمة لتشغيل الرافعات الجديدة بدبي بالإمارات العربية المتحدة، وذلك ضمن برنامج شامل لتطوير المهارات المحلية.
جدير بالذكر أنه في عام 2018 تم تدريب أكثر من ألفين و700 عامل ومتعامل مع الشركة من أرض الصومال.