الصومال اليوم

الشباب الأفريقي وطموح الهجرة


تمتلك أفريقيا قدرات شبابية كبيرة، وهي القارة التي وصفت بـ”الشابة”، ورغم الكم الهائل من الشباب فيها فإن هناك تحديات عدة تواجه هذه الفئة المحبَطة.
من تلك التحديات البطالة والصراعات والاضطرابات الداخلية، في ظل تزايد عدد السكان في القارة الشابة.
وتعتبر الهجرة أكثر الطموحات التي تراود الشباب الأفريقي، وذلك من أجل توفير لقمة العيش وحياة رغدة حالمة، إذ تجد العديد من الشباب يفكرون في الهجرة حتى إن كانت بطرق غير شرعية هربا من جحيم الفقر أو توقعا لجنّة أوروبا الموعودة.
وتعتبر الهجرة غير الشرعية من أكثر مشكلات الشباب الأفريقي، إذ ضاعت حياة العديد منهم بين الصحاري والبحار، على الرغم من الجهود التي تقوم بها الحكومات الأفريقية من أجل توفير فرص عمل وإدخال تجارب جديدة للاستفادة من القدرات الشابة التي تمتلكها البلدان، وذلك من خلال تقديم تمويلات لمشاريع الشباب، لكن بقي حلم الهجرة شاغلا حقيقيا لهؤلاء الحالمين، وبات الحلم مقترنا بفكرة الهجرة من أفريقيا الفقيرة التي تعاني، رغم أنها تعوم على كنوز وثروات.
الهجرة غير الشرعية أيضا صارت شبحًا لحكومات أفريقيا، خاصة تلك الدول التي بها كثافة سكانية عالية، وبعضها له تجربة طويلة مع هذه الهجرات.
وقد بدأت جهود إقليمية ودولية عدة من قبل منظمات لمحاربة هذه الظاهرة، التي انتشرت بصورة واسعة في المدن والمناطق الحدودية، والتي تعتبر معبَرا لسماسرة وتجار البشر، الذين يتاجرون بأرواح الآلاف من أجل كسب المال.
المهاجرون غير الشرعيين من الشباب الأفريقي لم يشكلوا فقط تحديا لدولهم، بل باتوا مهددين لبعض الدول الغربية، التي يقصدونها، إذ صاروا عبئا اقتصاديا على ميزانيات هذه الدول، التي تُضطر لاستضافتهم، طبقا للقانون الدولي، لكنهم أيضا يكونون عرضة لالتقاط وتجنيد التنظيمات الإرهابية تحت ضغوط إغراءات المال والشتات النفسي.
وتعمل منظمات المجتمع المدني في دول أفريقيا على العديد من الحملات الإرشادية والتوجيهية، خاصة للشباب الذين يتوافدون من الأرياف والمدن الحدودية، والذين يعتبرون أكثر عرضة لتجار البشر، حيث تقوم الجهات المختصة بمحاربة الهجرة غير الشرعية بمطاردة شبكات التهريب، وذلك عبر رقابات إقليمية بالتعاون مع المواطنين، لكن تظل الجهود قليلة رغم التعاون الوثيق بين الجهات الرسمية والشعبية، للتحذير من مخاطر هذه الظاهرة القاتلة.
ويعمل الاتحاد الأفريقي على وضع أجندة تحارب الهجرة غير الشرعية، وذلك من خلال وضعها على قمة مؤتمراته وقممه السنوية، والتي تسعي لمحاربة تلك الظاهرة، التي تكلف دول العالم الملايين من الدولارات، عبر برامج إعادة وتوطين المهاجرين والتصدي لظاهرة الهجرة غير القانونية.
وتحاول معظم التكتلات الأفريقية خلق آلية لمحاربة الهجرة غير الشرعية، التي أصبحت طريقا لإنهاء حياة آلاف الشباب الأفريقي خلال العقدين الماضيين.
وقد برر الاتحاد الأفريقي إقبال شباب القارة على الهجرة غير الشرعية بانتشار الصراعات والحروب داخل أفريقيا، فضلا عن عدم توفر فرص عمل وانغلاق الأفق والأمل نحو حياة أفضل، وبالتالي يدفع الشباب حياته راضيا بلا أدنى تفكير في مصيره نحو عالم مجهول.

Exit mobile version