الصومال يعلن رسميا حربا شاملة على التنظيمات الإرهابية والرئيس يدعو المواطنين لمغادرة مناطق سيطرة حركة الشباب
أعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، حربا شاملة على التنظيمات الإرهابية، وجدد دعوته للجيش والشعب لمواجهة حركة الشباب وتحرير البلاد من قبضتها، “دفاعاً عن الدين”.
وقال الرئيس محمود بخطاب متلفز له في ختام المؤتمر التشاوري الوطني الذي ترأسه محمود مع رؤساء الولايات الفيدرالية الخمسة، مساء الإثنين، أن الحكومة الفيدرالية ستبذل قصارى جهدها لمواجهة عناصر حركة الشباب وتوفير الدعم الإغاثي للصوماليين الذين يعيشون في المناطق الواقعه تحت سيطرتها.
وطالب السكان، في مناطق سيطرة مليشيات حركة الشاب، خاصة المناطق الجنوبية، بالابتعاد من مقار عناصر الحركة، ودعاهم لتجنب مسلحيها ومساعدة القوات الحكومية في القتال ضد الحركة، موضحاً أنهم أصبحوا في مرمى الأهداف لدى القوات الأمنية التي تنفذ عمليات عسكرية واسعة ضدها، وذلك رداً على جرائمهم التي تطال المدنيين.
حرب مفتوحة:
وأضاف الرئيس “إن كافة أساليب الحرب باتت مفتوحة على مسلحي حركة الشباب، وسيجرى قصفهم من الجو واستهدافهم من خلال تنفيذ عمليات أمنية نوعية ضد مقار الحركة ومراكزها، ولهذا ندعو الشعب الصومالي إلى الابتعاد عن ثكناتها ومناطق سيطرتها في البلاد”.
وقال “هناك حرب جارية لاستعادة حريتنا وإنسانيتنا والدفاع عن ديننا والحكومة لن تستسلم. نحن مصممون على تحرير البلاد من حركة الشباب”.
وأوضح حسن شيخ أن خطر المجاعة في البلاد لا يمكن منعه حتى يتم القضاء على حركة الشباب”، وذكر أن الحكومة الفيدرالية ستتحمل المسؤولية الكاملة في ذلك.
وجاء خطاب الرئيس حسن شيخ محمود بعد ساعات من إعلان الحكومة الصومالية تحرير أكثر من 20 منطقة من تحت سيطرة مليشيات الشباب ومقتل 100 من عناصر الحركة بينهم قيادات بارزة في المعارك الجارية بولايات هيرشبيلي وغلمدغ وجنوب الغرب.
تصعيد الإرهاب:
وأفاد بيان صادر عن وزارة الإعلام الصومالية، يوم الإثنين، بأن نحو 100 عنصر من حركة الشباب قتلوا خلال عمليات عسكرية واسعة النطاق ينفذها الجيش الوطني ومليشيات مسلحة عشائرية بأقاليم هيران، وغلغدود، وباي، وسط وجنوب غرب البلاد.
وتشهد المناطق الوسطى والجنوبية في الصومال، منذ أواخر يوليو / تموز الماضي، حرباً متقطعة بين عناصر حركة الشباب من جهة والقوات الصومالية ومليشيات مسلحة عشائرية من جهة ثانية.
وجاءت العمليات العسكرية بعد تصعيد حركة الشباب في جرائمها ضد المدنيين وتصعيد عملياتها الإرهابية، والتي كان اخرها مجزرة وحشية مطلع الشهر الجاري خلفت مقتل 20 مدنياً بينهم نساء وأطفال بعد استهداف عناصر الحركة حافلة ركاب وإحراق نحو 8 سيارات كانت تحمل سلعاً غذائية ومساعدات انسانية وقتل من عليها.
وأعلنت الحركة مسؤوليتها عن هذا الهجوم وزعمت أن المستهدفين ينتمون إلى المليشيات العشائرية المسلحة التي تقاتل ضدها في وسط البلاد.
دعوة لمنع حدوث مجاعة:
إنسانياً، قال الرئيس الصومالي في خطابه” إن بعض المناطق في جنوب البلاد مهددة بحدوث مجاعة، نتيجة نفوق العديد من المواشي بفعل تداعيات الجفاف.
وأضاف شيخ محمود، في مؤتمر صحافي مشترك مع عدد من رؤساء الولايات الفدرالية ورئيس الحكومة الصومالية، إن الوضع الإنساني في البلاد “يكاد يقترب من حدوث مجاعة تؤدي إلى وفاة العديد من المتضررين من الجفاف، وأن الجهود الحكومية الحالية تهدف إلى منع حدوث مجاعة في البلاد”.
وطالب الرئيس الصومالي الشعب في الداخل والمهجر إلى مضاعفة الجهود من أجل مواجهة تداعيات أزمة الجفاف.
ودعا المجتمع الدولي إلى بذل مزيد من الجهود لمنع حدوث مجاعة جديدة في جنوب البلاد، وإنقاذ حياة الكثير من متضرري الجفاف من الموت، موضحاً أن الوضع يمكن احتواؤه حالياً، لكن بعد حدوث المجاعة سنفقد السيطرة على الوضع الإنساني في البلاد.
وأشار الرئيس شيخ محمود إلى أن بعض المناطق الجنوبية “يمكن أن تقع فريسة لأزمة المجاعة، ولهذا لا بد من تضافر الجهود المحلية والعالمية للحيلولة دون حدوث أزمة إنسانية لا تحمد عقباها”.
تحذيرات دولية:
ويأتي خطاب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بعد نحو أسبوع من تحذيرات أممية من إمكانية حدوث مجاعة في البلاد بحلول شهر أكتوبر / تشرين الأول وديسمبر / كانون الأول القادمين، إذا لم تكن هناك استجابة أممية لتوفير ما يقرب من مليار دولار أميركي لإغاثة متضرري أزمة الجفاف في الصومال.
يذكر أن الصومال شهد، عام 2011، أسوأ مجاعة منذ عقود، أدت إلى وفاة ما يقرب من 250 ألف شخص (ربع مليون صومالي)، هذا فضلاً عن نفوق آلاف من رؤوس الأبقار والأغنام، وأدت المجاعة إلى نزوح 1.5 مليون شخص، ما زال نصفهم يعيش في مخيمات أنشئت خارج العاصمة مقديشو وضواحي مدينة بيدوا “جنوب الصومال”، فيما يحذر مراقبون أمميون من ان المجاعة الحالية ستكون أسواء مما حدث في العام 2011.