أكد خبراء في الشأن الأفريقي والحركات المتطرفة أن زيادة هجمات حركة الشباب الصومالية يهدف إلى الرد على اغتيال زعيم القاعدة أيمن الظواهري.
وأضاف الخبراء أن حركة الشباب تعد أقوى الأجنحة المبايعة لتنظيم القاعدة وأكثرها قوة وعتادا، وردها كان بتكثيف العمليات الإرهابية ضد الحكومة الصومالية وغيرها.
ويوم السبت 10 أغسطس استهدف انفجار سيارة تقل مدنيين في إقليم هيران وسط الصومال وخلف الانفجار قتيل وعدد من الجرحى.
والثلاثاء الماضي، لقي جندي صومالي حتفه، وأصيب 9 أشخاص آخرون على الأقل، في تفجير استهدف مدينة براوي؛ عاصمة ولاية جنوب غرب الصومال.
وفي أول الشهر الجاري، قتل 17 شخصا على الأقل، في هجوم نفذته حركة الشباب الإرهابية بمحافظة هيران وسط الصومال.
وفي تعقيبه، قال منير أديب، الخبير المصري في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي، إن هناك أسبابًا كثيرة يمكن فهمها من وراء العمليات العسكرية التي قامت بها حركة الشباب وأهمها هو الضغط على الحكومة للجلوس والتفاوض والعودة للمشهد من جديد.
وأضاف أديب “أن الحركة الإرهابية تهدف إلى أسباب أخرى من وراء العمليات الإرهابية، لا سيما الرد على مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الشهر الماضي”.
وتابع أن الحركة تمثّل جناح تنظيم القاعدة في أفريقيا، وبالتالي الإعلان عن تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية يعتبر كأنه رد على مقتل الظواهري، لافتا إلى أن تنظيم القاعدة لا يملك القدرة الحقيقية للرد على مقتل زعيمه ولا إعلان ذلك.
وأشار إلى أن حركة الشباب بالعكس تمثل قوة في أفريقيا والجناح الأكبر والأهم في الوقت الحالي لتنظيم القاعدة، وتقوم بتنفيذ عمليات قوية متتالية حتى يكون ذلك مبررا للرد على مقتل الرجل الأول في التنظيم الدولي للقاعدة.
واتفق معه الباحث في الشأن الأفريقي والحركات المتطرفة الدكتور أحمد حلف أبوالفضل، قائلاً إن اغتيال الظواهري سبب في تصاعد وتيرة العمليات للحركة خاصة لإثبات وجودها وعدم تأثرها واستمرارية انتشارها وتمددها.
وأوضح أبوالفضل، أن هذا جعلها تتوغل في العمق الحدودي مع إثيوبيا، وكون حركة الشباب من أقوى التنظيمات المبايعة للقاعدة إن لم تكن أقواها على الإطلاق، يجعل ردها أكثر واقعية.
وتابع “ضمن أسباب التصعيد أيضا، سياسة حسن شيخ محمود الرئيس الجديد للصومال والتي حشد بها دعما دوليا وإقليميا لمساعدة الصومال في القضاء على حركة الشباب، نتج عنه إرسال بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية (ATMIS) والمنوط بها القضاء على الحركة في الصومال وتدريب القوات الصومالية لكي تحل محل البعثة بنهاية 2024 وبشكل تدريجي”.
وأشار إلى أن تصعيد عمليات الحركة هو عملية لتخفيف القبضة الأمنية لقوات البعثة، أملا في إفشال مهمتها في القضاء النهائي على الحركة بحلول 2024، وهو الوقت الذي يفترض أن تغادر فيه البعثة أرض الصومال.
وبين أن لحظة انسحاب قوات البعثة الانتقالية للاتحاد الأفريقي (ATMIS) ستكون لحظة فارقة في مستقبل دولة الصومال، فإما الاستقرار بعد تحييد حركة الشباب وتقوية وتدعيم القوات الوطنية الصومالية وإما الفوضى والتخبط، الأمر الذي سينتج عنه توغل حركة الشباب في الصومال سياسيا وعسكريا، عندها ستظهر في أفريقيا حالة مماثلة لطالبان.
وهذا ما أكدته أيضا الباحثة في الشأن الأفريقي، الدكتورة هبة البشبيشي، إذ قالت “مع تصفية أيمن الظواهري، كان انتقام حركة الشباب الصومالية أكثر من مجرد رسالة للرئيس الجديد”.
وأضافت البشبيشي” أن العمليات المتصاعدة رسالة عقابية للمجتمع الدولي كله، إذ حدثت اعتداءات على فندق في مقديشو بالقرب من القصر الرئاسي ثم العملية الأخيرة والتي سقط فيها حوالي 10 أشخاص باستخدام طائرات مسيرة، وكل هذا بمثابة رسالة واضحة.
وتابعت “أيضا انتشار تجارة المخدرات بين أبناء الحركة، جعل من السهل الحصول على التكنولوجيا واستخدامها في شن الهجمات”.