القرصنة والشحن العالمي.. مياه الصومال تخرج من قائمة الخطر
لم تعد مياه الصومال تشكل تهديدا للشحن العالمي، بعد أكثر من عقد من الجهود المبذولة لمنع هجمات عطلت التجارة ورفعت التكاليف.
صناعة الشحن العالمية وافقت على رفع تصنيف ساحل المحيط الهندي قبالة الصومال باعتباره “منطقة شديدة الخطورة”، وذلك بعد سنوات من عمليات مكافحة القرصنة الناجحة.
وقالت وكالة بلومبرغ، في بيان، إن التغيير وافقت عليه مجموعات بحرية بما في ذلك غرفة الشحن الدولية، وسيبدأ العمل بذلك اعتبارًا من يناير/ كانون ثاني من العام المقبل.
وأضاف البيان أنه لم تقع هجمات قرصنة على السفن التجارية قبالة سواحل الصومال منذ 2018.
ولأكثر من عقد، شن قراصنة من الصومال مئات الهجمات على السفن التجارية في مياه شرق أفريقيا، وكسبوا في بعض الحالات ملايين الدولارات كفدية وأجبروا شركات الشحن على اتخاذ إجراءات أمنية مثل استخدام حراس مسلحين وتركيب أسلاك شائكة.
واعتبر ساحل الصومال، وهو طريق سريع حيوي لصادرات الطاقة من الشرق الأوسط إلى أوروبا، محفوفا بمخاطر كبيرة، حيث ارتفعت طلبات القرصنة والفدية منذ عام 2008 وبلغت ذروتها بعد ثلاث سنوات.
وبالسنوات الأخيرة، تمكنت القوات البحرية الدولية وفرقة عمل مكافحة القرصنة التابعة للاتحاد الأوروبي، من قمع القرصنة من خلال تسيير دوريات في المياه بالسفن المسلحة باستخدام صور الأقمار الصناعية.
وأصبحت البحار قبالة غرب أفريقيا أكثر خطورة مع تصاعد القرصنة على مدى العقد الماضي.
وفي عام 2009، حدثت إحدى أشهر حوادث القرصنة التي تحولت لاحقًا إلى فيلم في هوليوود بعنوان “كابتن فيليبس”، حيث اختطف قراصنة صوماليون السفينة التي ترفع العلم الأمريكي ميرسك ألاباما، وتم إنقاذ الطاقم في النهاية من قبل البحرية الأمريكية.
وفي ديسمبر/ كانون أول 2021، جدد مجلس الأمن الدولي، لمدة 3 أشهر إضافية، الأذونات الممنوحة للدول والمنظمات الإقليمية المتعاونة مع الصومال لمكافحة القرصنة والسطو المسلح في البحر قبالة سواحل البلد الأفريقي.
وحينها، رحب القرار بما ورد في تقرير للأمين العام للأمم المتحدة، حول عدم تسجيل هجمات ناجحة للقراصنة قبالة سواحل الصومال في الأشهر 12 الماضية.
وأشار إلى أن الجهود المشتركة لمكافحة القرصنة أدت إلى انخفاض مطرد في عمليات الاختطاف منذ عام 2011، مع عدم الإبلاغ عن عمليات خطف سفن ناجحة مقابل فدية قبالة سواحل الصومال منذ مارس/ آذار 2017.
وتمتد سواحل الصومال على نحو 3 آلاف و700 كيلومتر ما يجعلها من أطول السواحل في العالم، وأكثرها صعوبة من حيث التأمين، خصوصا في المراحل التي شهد فيها البلد اضطرابات أمنية خلال الحرب الأهلية أو لاحقا جراء الأزمات الأمنية والسياسية.
وتراقب هذه السواحل ما بين 12 و15 سفينة تابعة للتحالف البحري “كومبايند تاسك فورس 150” الذي يضم عدة دول تعمل في مجال “مكافحة الإرهاب”.
ومنذ ديسمبر/ كانون أول 2008، دخلت على خط مراقبة المنطقة القوة البحرية الأوروبية لمكافحة القرصنة (أتلانتا) التابعة للاتحاد الأوروبي.
وتعتبر ألمانيا العمود الفقري للقوة التي تشارك فيها أيضا اليونان وهولندا وبلجيكا والسويد وإسبانيا، وتضم 6 سفن حربية وثلاث طائرات استطلاع.
وتعنى هذه القوة باستهداف مراكز القراصنة ومخازن أسلحتهم ومستودعات أغذيتهم، ووسائل إمدادهم ودعمهم اللوجستي على امتداد الشواطئ الصومالية.
كما تعمل أيضا على ردعَ القراصنة بوضع أعداد كبيرة من الجنود فوق سفن الإغاثة الأوروبية المتجهة للصومال، ودعم منطقة القرن الأفريقي بخبراء عسكريين لتعزيز قواتهم البحرية.