على أحر من الجمر، انتظر أقارب المفقودين في هجوم فندق مقديشو، أي أنباء عن أقاربهم، بعدما تم فك حصار عناصر حركة الشباب الإرهابية له.
وفي أحدث حصيلة للهجوم الإرهابي على الفندق، أعلن وزير الصحة الصومالي تسجيل ٢١ قتيلا و١١٧ جريحا من بينهم ١٥ حالة خطيرة.
ولم تتطرق بيانات أو تصريحات المسؤولين الصوماليين إلى “مصير المفقودين” وهو ما يزيد من قلق ذويهم، خاصة بعد مرور ساعات طويلة.
وبدأ الهجوم الذي شنته عناصر حركة الشباب الإرهابية، المرتبطة بتنظيم القاعدة، بالأسلحة والقنابل مساء الجمعة واستمر يوماً واحداً، واحتجز على أثره العديد من الأشخاص داخل فندق “حياة” المعروف.
وساد الهدوء صباح الأحد المنطقة المحيطة بالفندق، فيما أقفلت الطرقات وسط تواجد أمني كثيف، كما سعى عناصر الطوارئ وخبراء تفكيك المتفجّرات إلى تطهير المبنى وإزالة الأنقاض.
وتعرض مبنى الفندق لأضرار جسيمة خلال تبادل إطلاق النار بين القوات الصومالية والمسلحين، ممّا أدى إلى انهيار أجزاء منه وترك الكثير من الناس في حالة من القلق على أقربائهم الذين كانوا بداخله عندما بدأ الهجوم.
ويعد هذا أكبر هجوم على مقديشو منذ انتخاب الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود في مايو/أيار الماضي.
وكان الفندق مكاناً مفضّلاً للقاءات المسؤولين الحكوميين وكان بداخله عشرات الأشخاص عندما اقتحمه مسلحون.
وأعلن المسؤولون في وقت سابق أنّه جرى إنقاذ العشرات، من بينهم ثلاثة أطفال كانوا مختبئين داخل حمّام، ولكن من غير المعروف عدد الذين كانوا لا يزالون في داخله عندما انتهى الحصار حوالى منتصف الليل.
وتجمع عشرات الأشخاص قرب الطريق المؤدي إلى الفندق صباح الأحد بانتظار الحصول على أخبار عن أفراد عائلاتهم وأصدقائهم بينما كانت قوات الأمن تحرس المنطقة، ولم تسمح لأحد بالمرور.
وقال رجل الأعمال مختار عدن الذي كان شقيقه داخل الفندق عندما بدأ الهجوم، إنه ينتظر الإذن للدخول إلى الفندق والبحث عن شقيقه.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن عدن قوله: “كان شقيقي داخل الفندق عندما تحدثنا معه آخر مرة، ولكن هاتفه مقفل الآن ولا نعرف ماذا نتوقع”.
من جهته، قال سعيد نورو إنه قلق للغاية بشأن صديقه الذي كان ضيفاً في الفندق، مضيفا: “أتمنى.. أن يكون حيّاً، كان في الفندق وفقاً لآخر المعلومات التي حصلنا عليها من شقيقته”، واصفاً الوضع بـ”المتوتر”.
وأدانت الأمم المتحدة ودولة الإمارات والسعودية ومصر والبحرين والأردن والولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا ودول ومنظمات أخرى، الهجوم الإرهابي بشدة معلنة تضامنها مع الصومال.
كما فعلت “أتميس” وهي قوة الاتحاد الإفريقي المكلفة بمساعدة القوات الصومالية على تولي المسؤولية الأساسية عن الأمن بحلول نهاية العام 2024.
وكان قال الرئيس حسن شيخ محمود، في يوليو/تموز الماضي إن إنهاء تمرد حركة الشباب يتطلّب أكثر من نهج عسكري، لكن حكومته ستتفاوض معها فقط عندما يحين الوقت.
وكانت الشرطة الصومالية قد أكدت أن الهجوم بدأ بتفجير انتحاري، بعد اقتحام مسلحين الفندق.
و أفاد شهود بأن انفجاراً ثانياً وقع خارج الفندق بعد بضع دقائق من الانفجار الأول، ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف عمال الإغاثة وعناصر القوات الأمنية والمدنيين الذين هرعوا إلى المكان على أثر الانفجار الأول.
وأعلن عبدالعزيز أبو مصعب المتحدث باسم حركة الشباب الإرهابية في وقت سابق السبت عبر إذاعة “راديو أندلس” التابعة لها، أن مسلحيه “ألحقوا خسائر جسيمة” بالقوات الأمنية.
وشنت حركة الشباب الإرهابية هجمات عدة في الصومال منذ تولي محمود السلطة، كما شنت ضربات الشهر الماضي على الحدود مع إثيوبيا.
وطرد عناصر الحركة من المدن الرئيسية في الصومال، بما في ذلك العاصمة مقديشو في العام 2011، لكنهم لا يزالون منتشرين في مناطق ريفية شاسعة وهم قادرون على شن هجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية. وكثّفوا هجماتهم خلال الأشهر الأخيرة.
ووقع الهجوم الأكثر دموية في أكتوبر/ تشرين الأول 2017 عندما انفجرت شاحنة مليئة بالمتفجرات في مقديشو، مما أسفر عن مقتل 512 شخصا.