حذّرت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في الصومال، السبت، المواطنين الأميركيين المتواجدين هناك، من أن حركة الشباب المتطرفة، تخطط لتنفيذ هجمات أخرى بعد ذلك الذي نفذته، الجمعة، على فندق في العاصمة مقديشو أودى بحياة العشرات اغلبهم مدنيين.
وحتى مساء السبت، كانت القوات الأمنية الصومالية لا تزال تسعى إلى القضاء على مسلحّين داخل فندق الحياة، وذلك بعد 30 ساعة على الهجوم الذي تبنته حركة الشباب المتطرّفة.
وجاء في بيان السفارة الأميركية “قد تحدث هجمات أخرى، لذلك فرضت السفارة الأميركية في مقديشو قيودًا على سفر موظفي الحكومة الأميركية، بما في ذلك مطار عدن أدي، الدولي في مقديشو”.
وذكّرت السفارة المواطنين الأميركيين بأن الإرهابيين يواصلون التخطيط لعمليات خطف وتفجيرات وهجمات أخرى في الصومال.
وقالت إنهم قد يشنون هجمات دون سابق إنذار، يستهدفون المطارات والموانئ والمباني الحكومية والفنادق والمطاعم ومناطق التسوق وغيرها من المناطق التي تتجمع فيها حشود كبيرة، ولا سيما مواطنون من الدول الغربية.
وكشف البيان أن طرق الهجوم التي تنتهجها هذه الحركة المتطرفة، تشمل السيارات المفخخة، والعمليات الانتحارية.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية، أصدرت شهر إبريل الماضي، إرشادات منع سفر إلى الصومال، من المستوى الرابع، نصحت بموجبها مواطني الولايات المتحدة بعدم السفر إلى الصومال بسبب الجريمة والإرهاب والاضطرابات المدنية والاختطاف والقرصنة.
بيان السفارة قال كذلك إن لدى الحكومة الأميركية قدرة محدودة على تقديم خدمات الطوارئ للمواطنين الأميركيين في الصومال بسبب عدم وجود قنصلي دائم.
وكانت السفارة الأميركية أصدرت بيانا في وقت سابق من السبت، عبرت فيه عن تضامنها مع الشعب الصومالي بعد الهجوم على الفندق، وقدمت تعازيها لعائلات الضحايا.
وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت في بيان مقتضب نُشر على موقع مؤيّد لها على الإنترنت إن “مجموعة من مهاجمي حركة الشباب اقتحمت فندق حياة في مقديشو”.
وقال المتحدث باسم الشرطة الصومالية عبد الفتاح عدن حسن للصحافيين إن التفجير نفذه انتحاري.
كما أفاد شهود بأنّ انفجارا ثانيا وقع خارج الفندق بعد بضع دقائق من الانفجار الأول مساء الجمعة، ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف عمّال الإغاثة وعناصر القوات الأمنية والمدنيين الذين هرعوا إلى المكان إثر الانفجار الأول.
وتخوض حركة الشباب المتطرفة، تمردا ضد الحكومة الفدرالية الصومالية المدعومة من المجتمع الدولي منذ 15 عاما.
وأعلن المدعو عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم الحركة، السبت عبر إذاعة تابعة للحركة، أنّ قواته ما زالت تسيطر على المبنى وأنها “ألحقت خسائر جسيمة” بالقوات الأمنية.
ويُعد هذا أكبر هجوم على مقديشو منذ انتخاب الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود في مايو. ولم تعلّق الحكومة عليه بعد.
و أوقفت القوات الأمنية إطلاق النار والقصف على فندق الحياة حيث كانوا يخوضون المعارك منذ أكثر من 24 ساعة.
ولا توجد حتى الآن أي كلمة رسمية تفيد بأن الحكومة أكملت العملية ، بينما سُمح للطرق القريبة من فندق الحياة باستخدام وسائل النقل العام مثل باجاج.
من جانب حركة الشباب الذين كان عناصرها يقاتلون داخل الفندق ، لم يصدر منهم اطلاق نار منذ ساعة واحدة ، لكن لم يتم التأكد من مقتلهم بنيران المدفعية الحكومية التي أصابت المكان الذي كانوا يتمركزون فيه داخل الفندق.
وستتحدث القوات الأمنية للصحافة وتعرض الموقف لاحقا، في وقت تتعرض فيه الحكومة لانتقادات بسبب طريقة تعاملها مع هذا الهجوم.
وقال نبادون محمد حسن هاد ، أحد الأشخاص الذين تم إنقاذهم من الفندق ، إن القوات الحكومية وصلت إلى الفندق بعد ساعتين ونصف الساعة من الهجوم. قال لو كانوا قد جاؤوا في وقت مبكر ، لكان من الممكن إنقاذ العديد من الذين ماتوا.
وقال إن معظم القتلى هم من ركضوا داخل الفندق وحاولوا العثور على مأوى في الطوابق العليا.