وصل الرئيس الصومالي الأسبق شريف شيخ أحمد يوم أمس الخميس إلى مدينة نيروبي عاصمة كينيا التي تمثل هذه الأيام قبلة المعارضة السياسية الصومالية.
وفور وصوله إلى المدينة التقى الرئيس شريف مع حسن علي خيري رئيس الوزراء السابق وتباحثا معا عدّة قضايا أساسية من بينها قضية الانتخابات القادمة.
وتشير التقارير الإعلامية إلى أن حسن علي خيري قدّم اعتذارا إلى الرئيس شريف شيخ أحمد جرّاء ما لحقه من أذى أثناء توليه لمنصب رئيس الوزراء الصومالي.
ورغم أن اللقاء بين المسؤولين كان مغلقا إلاّ أن مصادر إخبارية قريبة من الاجتماع كشفت عن أن الطرفين اتفقا على تحقيق تعاون فيما بينهما وإجراء مزيد من اللقاءات والاجتماعات.
ويتزامن لقاء المسؤولين مع وقت تشهد فيه البلاد استعدادات لخوض الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وهي الفترة التي – غالبا ما- تتكون التحالفات وتتشكّل التكتلات السياسية، كما تتهاوى وتسقط فيه تحالفات وتكتلات سياسية أخرى، مما يعطي اجتماع خيري وشريف شيخ أحمد بعدا سياسيا يتطابق مع الوضع الراهن في البلاد.
كما يأتي هذا اللقاء في وقت خفت فيه صوت منتدى الأحزاب الوطنية الّذي يقوده شريف شيخ أحمد والّذي يضم عددا من الأحزاب السياسية ذات الوزن السياسي في البلاد لأسباب غير معروفة، إلاّ أن نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي يتداولون بأن المنتدى على حافة الانهيار بسبب اختلاف في الرؤى والأفكار السياسية لأتباعه.
وقد ظهرت الأنباء التي تتحدّث عن وجود خلافات في المنتدى منذ أن تم التداول في الأوساط السياسية إمكانية ترشّح أحد قادة المنتدى لمنصب رئيس الوزراء عقب سحب الثقة عن حسن علي خيري.
بالإضافة إلى ذلك، غياب الأنشطة السياسية التي عُرف بهذا المنتدى قد تخلق حالة من الشك والريبة، خاصة أن المنتدى كان يتفاعل وبدرجات عالية مع الأحداث السياسية والاجتماعية الكبرى في البلاد، غير أنه وفي الأشهر الأخيرة الماضية لم يكن له رأي كمنتدى في الأحداث السياسية المصيرية في البلاد مثل الاستعداد للانتخابات العامة، رغم إشارة الرئيس السابق حسن شيخ محمود أحد قادة المنتدى إلى تخوّفهم من إمكانية عدم إجراء انتخابات عامة، إلاّ أن عدم إبداء المنتدى لموقفه الرسمي تجاه الخلافات السياسية المحيطة بعملية الانتخابات التشريعية والرئاسية الجارية تحضيراتها في ولاية هيرشبيلي يعدّ قصورا في الأداء السياسي لهذا المنتدى.
وعليه فإن الأيام القليلة القادمة كفيلة بكشف اللثام عن الأهداف الحقيقية للقاء شيخ شريف مع حسن علي خيري وتوضيحه فيما إذا كان تمهيدا لإنشاء تحالف سياسي يتنافس حكومة نبد ونولل على تولّي مقاليد إدارة البلاد في السنوات الأربعة القادمة أو كان مجرّد لقاء سياسي عابر!.