القاهرة تتعهد بدعم السلم في مقديشو وتوافق مصري صومالي حول أمن البحر الأحمر
تعهدت مصر، الإثنين، بدعم جهود الصومال لتعزيز السلم في البلد الواقع بالقرن الأفريقي، مشيرة إلى توافق البلدين بشأن أمر البحر الأحمر.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود بقصر الاتحادية (شرق القاهرة)، عقب انتهاء مباحثاتهما في العاصمة المصرية.
وأكد السيسي على عمق العلاقات المصرية الصومالية، مشيرا إلى أنها تتميز بتعدد الروافد، في إطار من المصالح المشتركة.
وشدد الرئيس المصري على دعم بلاده للجهود الصومالية، من أجل تعزيز السلم والأمن، والقضاء على الإرهاب لتحقيق التنمية في هذا البلد الشقيق، ومن أجل تخطي التحديات الراهنة، وتحقيق تطلعات الشعب الصومالي، نحو مستقبل أفضل يفضي إلى عودة البلاد، ليتبوأ موقعها، كعضو فاعل ومؤثر في منطقة القرن الأفريقي، وعلى المستويين العربي والقاري.
وأعرب عن الحرص المتبادل، على دفع التعاون الثنائي بين بلاده والصومال، تحقيقًا لمصالح المشتركة.
وأشار إلى أن محادثات اليوم، مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، عكست مدى تقارب وجهات النظر بين البلدين، حول العديد من الملفات والموضوعات الثنائية والإقليمية محل الاهتمام المشترك حيث استعرضنا كافة أوجه التعاون القائمة وكيفية تطويرها، لترتقي إلى مستوى العلاقات الثنائية السياسية، الممتدة بين بلدينا.
وتابع الرئيس المصري قائلا “اتفقنا على أهمية العمل المشترك، لتعزيز جهود التنمية الاقتصادية في الصومال، وجهود افتتاح فرع بنك مصر، التي تكللت بالنجاح في مستهل شهر يوليو/تموز الجاري من خلال منح البنك المركزي الصومالي، رخصة التشغيل النهائية”.
ولفت إلى أن ذلك يمثل خطوة إضافية، نحو تعزيز التواجد التجاري والاستثماري المصري في الصومال، بما يحقق مصالح الجانبين بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات التعليم، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف من خلال توفير التدريب اللازم، لبناء قدرات الكوادر الصومالية في مختلف المجالات.
وحول تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي، أكد الرئيس المصري توافقه مع نظيرة الصومالي حول خطورة السياسات الأحادية، عند القيام بمشروعات على الأنهار الدولية وحتمية الالتزام بمبدأ التعاون، والتشاور المسبق بين الدول المشاطئة، لضمان عدم التسبب في ضرر لأي منها، وذلك اتساقًا مع قواعد القانون الدولي ذات الصلة ومن ثم ضرورة التوصل بلا إبطاء، لاتفاق قانوني ملزم، حول ملء وتشغيل هذا السد استنادًا إلى البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي في سبتمبر/أيلول 2021 حفاظًا على الأمن والاستقرار الإقليمي.
وعن مجمل الأوضاع الإقليمية، في منطقة القرن الأفريقي، أوضح أن المباحثات تبادلت وجهات النظر والرؤى، وحظيت بأولوية كبيرة، خلال مناقشاتنا اليوم واتفقت إرادتنا السياسية، نحو العمل معًا على ترسيخ الأمن والاستقرار، في تلك المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية من قارتنا.
وشدد على ضرورة تكثيف التعاون والتنسيق بين مصر والصومال، فيما يتصل بأمن البحر الأحمر.
وأشار الرئيس المصري إلى تأكيده على مسؤولية الدول المشاطئة، عن صياغة كافة السياسات الخاصة بذلك الممر المائي، بالغ الحيوية، من منظور متكامل يأخذ في الاعتبار، مختلف الجوانب التنموية والاقتصادية والأمنية.
من جانبه أكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، أن الدعم الذي يتلقاه الصومال من مصر هو دعم من القلب ويرتبط بالعلاقات التاريخية بين البلدين ويساعد على تحقيق المصالح المشتركة في المنطقة وباقي أنحاء العالم، مشيرا إلى أن المصريين دفعوا حياتهم ثمنا للصومال لمساندته في الحصول على الاستقلال.
وأشاد الرئيس الصومالي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية اليوم الاثنين، بعمق العلاقات التاريخية بين مصر والصومال على مدى القرون الماضية، والتي تتمثل في كل المجالات الاقتصادية والأمنية، فضلا عن تقديم الخدمات الاجتماعية، كما أن هناك رموزا تدل على العلاقة بين البلدين، معربا عن امتنانه لحفاوة الاستقبال في مصر.
وقال “إنه خلال الصعوبات والمشكلات التي واجهها الصومال على مدار العقود الثلاثة الماضية كانت مصر معنا كي تكفل عودتنا إلى تبوء موقعنا الصحيح.. ولا يوجد وقت أفضل من اليوم لاستعادة هذه المكانة”، معربا عن امتنانه للدعم الكبير المقدم للصومال فيما يخص الأمن والخدمات الاجتماعية.
وأضاف الرئيس الصومالي: “لا أستطيع أن أقول أكثر مما ذكرته وإنني ممتن لإسهام مصر في إعادة بناء الصومال”.. معربا عن شكره للرئيس السيسي وللشعب المصري على هذا الدعم المستدام لحقوق الصومال.
وبدأ الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أمس الأحد زيارة إلى قاهرة تستمر لـ3 أيام يلتقي فيها عدد من المسؤولين المصريين في سابع محطات جولته الخارجية التي تسعى خلالها لحشد الدعم الإقليمي لبلاده.