الإبل في “الصومال الإثيوبي”.. ثروة وتراث ومهنة تقاوم الزمن
يتمتع إقليم الصومال الإثيوبي، الذي تحده من الشرق دولة الصومال، ومن الغرب إقليمي هرر وأوروميا، وإقليم عفار الإثيوبي شمالاً، بثروة حيوانية خاصة الإبل التي يمتهن تربيتها عدد كبير من سكان الإقليم بجانب الزراعة.
ويتميز شعب هذا الإقليم بوجباته التي لا يغيب عنها اللبن واللحم، خاصة لحوم الإبل التي يزخر بها الإقليم وتعتبر مصدر فخر لهم.
وللإبل قصة لا تنتهي مع شعب الصومال، إذ تمثل ثقافة ومهنة، ظل إنسان الصومال الإثيوبي يحتفظ بها ويقاوم بها تحديات الحياة، باعتبارها سفينة الصحراء التي تغطي أغلب مناطق الصومال.
وقال مسؤول مكتب الثقافة والسياحة بإقليم الصومال، أبوان سعيد محمد إن شعب الصومال الإثيوبي له تراث ثقافي يمتد لآلاف السنين، وأبرزها ثقافة تربية الإبل لدى قومية الصومال الإثيوبي.
وأضاف سعيد أن الإبل مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحياة شعب الصومال الإثيوبي، وأن جميع قوميات وشعوب إثيوبيا تعرف شعب الصومال وارتباطه بالإبل ومنتجاتها.
وتحدث المسؤول بحكومة إقليم الصومال الإثيوبي، وهو أيضاً يعمل بإذاعة “إف ام الصومالية” إن الإبل هي سمة وثروة في ثقافة الصوماليين الإثيوبيين، فهي أغلى وأنفس المواشي لديهم، حيث تُدفع منها الفدية والديات.
وتطرق إلى أسعار الإبل، قائلاً إن الجمال الصغيرة الأقل من 3 أعوام يمنع بيعها في عرف شعب الصومال، مضيفاً أن الأسعار تتراوح ما بين 80 ألفا و90 ألف بر إثيوبي.
ولفت سعيد إلى أن الناقة من الحيوانات المعمرة ويمكن أن تعيش من 80 حتى 90 عاماً، وقال إن ذكر الإبل “الجمل” بعد 5 سنوات من ولادته يمكن الاعتماد عليه في نقل الأمتعة والأغراض.
وأوضح أن الأباء والأمهات منذ قديم الزمان ووفق عاداتهم وثقافاتهم يتباهون بامتلاك الإبل.
وأضاف أنه وفقاً للعرف الاجتماعي عند الزواج يتم تقديم 25 – 50 من الإبل لأسرة العروس، مشيراً إلى أن هذه الثقافة تراجعت لظروف ومتغيرات الحياة ، فبدلاً من الإبل أصبحوا يهدون الأموال.
وقال إن شعب الصومال ينظر إلى الإبل نظرة تقديس ومحبة كونها ذكرت في القرآن الكريم، مضيفاً: “نعتمد على الإبل في أكلنا وشربنا وتنقلنا”.
وأكد أن الإبل تتميز بلحمها ولبنها فهي تتغذى على جميع الأعشاب ما يجعل منتجاتها دواءً لكل الأسقام، مضيفاً: “يعتني الصوماليون بالإبل أكثر من الزراعة، إذ تعني لهم كل شيء، فهي تشاركهم في جميع المناسبات”.