المجتمع الصوماليكتابات راي

الكاتب الصومالي عمر سيربيا.. المبدع بين الفن والصحافة

    يشهد الشعب الصومالي عاصمة (مقديشو) في هذه       الليلة التراثية المعطرة بعرض مناسبة تدشين كتاب [الفن والفنان] [Fan& ,Fannaan]   للكاتب عمرر سيربيا. وقد شارك عدد غفير من الناس بمختلف شرائح المجتمع الصومالي من السياسيين والقياديين والمثقفين والشعراء والأدباء  والمطربين والمؤلفين والاعلاميين  ورجال الأعمال  وغيرهم. 

  الفتى الصومالي عمر سيربيا  المبدع بين  (الفن والصحافة). ويعد لفظ “الفتى” من الالفاظ الشائعة  التناول في اللسان  العربي ولاسيما الشعري منه. وهناك صفات ذهنية  ايجابية  كثيرة  اشتهرت بها لفظ  الفتى ، وهي متخلية ، وتختلف من ذهن إلى غيره.. ومن بين هذه الفصات :القوة، والشجاعة، والإقدام، والشباب، والجمال، والغنى، والكرام، والعشق، والعلم، والسعادة، والصواب. 

    الكاتب، صحفي محترف ماهر، بارع في كتابة بحثه ورحلته الفكرية والأدبية والثقافية ، مولع برغبته الفنية نحو جمال الابداع والخيال والقريحة والادراك التي يتمتع بها الكاتب منذ طفولته.ولد عمر سيربيا من ديار الثقافة والتاريخ، والنضال، والتعليم،  والأدب والفن.نشأ فيها وترعرع في سهولها ووديانها وتلالها  التي تفوح بين شعابها عطرة الغناء والفن الصومالي. فاشد ساعده الفكري والثقافي، ثم سافر إلى أرض السودان حيث تكونت شخصيته الباهرة بعد أن ارتوى مناهل جامعاتها المعمورة والشكر للكاتب وموصول للسودان.

    ومن الفنوت الجميلة (الأغنية) فالأغنية  لدى المجتمع الصومالي معلم تاريخي  بديع من التراث الثقافي الصومالي الأزلي.  كما هي جزء كبير من تاريخ الشعب الأفريقي. تحمل الأغنية الصومالية مظاهر الحب والأفراح والأتراح، فبها تتجلى مواطن  الابداع والجمال، وبها تفوح زهور الآمال والأحلام، وبها تتعالى رائحةالعشاق والمولعين. 

  كتب هذا الصحفي ما سكته التاريخ عنه  أيام الحركات والتيارات الدينية ، لاسيما في وقت تجسدت السلفية الجامدة في  التي افسدت البلاد والشعب معا بعد انهيار الحكومة المركزية الصومالية. وقبل اصدار هذا الكتاب  كان الكاتب عمر سيربيا  بارزا في تاريخ الفن الصومالي  عبر  الشاشات والقنوات المحلية  والإذاعات الصومالية  مبديا بمواهبه واسهاماته  المتوازنة  حينما يتحدث ويسرد الحديث بالقضايا  المتعلقة  التراث ،والتاريخ، والفن ،والمسرح، والأغنية، والمطرب، والشاعر. 

      ومن الغريب كنا نكره في أيامنا – في المدارس، والجامعات الأهلية، والنوادي، والمؤتمرات، والمناسبات، والحفلات – جل الأغاني الصومالية والأشعار، والحكم، والأمثال، والقصص الشعبية،  والتاريخ ، والتقاليد ، والأعراف، والثقافة الصومالية برمتها، بل كنا نتسلح بالثقافات الأخرى والأبجديات الواردة من الدول العربية. فكم من أشعار  أجنبية وقصائد نحفظها ومن أناشبد ورباعيات نرددها  ونحسبها أنها جزء من تاريخنا الأصلي .

    هذا الكتاب -الفن والفنان- يذكرنا (زمن الفن الجميل)  والأيام المباركة لهذا الشعب الصومالي وتاريخه العريق ومميزاته الفريدة وخواصه المعدنية.كما يذكرنا أيضا، بعض الأخلاق الحميدة والصفات النبيلة  لمعظم هذا المجتمع  الأفريقي الذي يعاني من ويلات الحروب الأهلية  ومطاحن التيارات الدينية والمرتزقة الساسة ليل نهار. 

    هذا الكتاب -الفن والفنان-  يعرض نموذجا من الطبقة المثقفة الصومالية ومن النخبة والكوادر والأكاديمين والشعراء والفنانين والمطربين الذين أشتهروا في الحقل الأدبي والمسرحي  الغنائي.  فضلا إلى ذلك، أنه نبذة تاريخية ومدخل فريد لمن يريد الزياة والتألق  الى حد ما. ولمن يفكر  تطوير رؤية (الإبقاء عليها) ولمن يخطط  مراجعة ما وقع! وكذلك لمن في رغبة عارمة  نحو الفن الصومالي العفيف لا العفن البغيض.

    ويعتير هذا الكتاب (الفن والفنانFan&Fannaan) مرجعا لغويا وتاريخيا لا غنى عنه، ويمثل إضافة مهمة  للمكتبة الصومالية اللغوية والتاريخية والثقافية،وكذلك للمهتمين بالتاريخ  الفن الصومالي وفرسانه العظماء وعباقرته الأدباء.فالكتاب مدرسة كلاسيكية وأعمال فلكلورية والكاتب قامة فكرية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق