تفيد الأنباء الواردة من مدينة أديس أبابا عاصمة إثيوبيا بانعقاد اجتماع ثلاثي البارحة في المدينة بين رؤساء أجهزة الاستخبارات للدول الثلاث المتحالفة (إثيوبيا، إرتيريا، الصومال).
ولم تصدر هذه الدول أي تعليق حول ماهية الاجتماع الأمني بين قادة أجهزتها الاستخبارية في أديس أبابا، غير أن سياسيين صوماليين يتخوّفون من أن تكون الانتخابات الصومالية القادمة أجندة اللقاء الأمني بين الدول الثلاث، طالما، هناك تحالف سياسي بين قادة هذه الدول.
وتشير بعض المصادر الإخبارية إلى أن فهد ياسين رئيس جهاز المخابرات والأمن الوطني الصومالي توجه مباشرة إلى تركيا عقب انتهاء الاجتماع الثلاثي بين الأجهزة الاستخباراتية لدول إثيوبيا إرتيريا والصومال.
ويأتي هذا الاجتماع الأمني بين الدول الثلاث بعد أيام من لقاء الرئيس فرماجو في أسمرا مع نظيره الإرتيري أسياس أفورقي، كما يأتي أيضا بعد يوم من زيارة مفاجئة قام بها رئيس إرتيريا إلى إثيوبيا ولقائه مع آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا.
الجدير بالذكر أن قادة الدول الثلاث يكوّنون تحالفا سياسيا واقتصاديا، إذ تم في مقديشو عام 2018م، إبرام اتفاقيات تعاون سياسي واقتصادي وتجاري بين هذه الدول.
وتواجه الدّول الثلاث أوضاعا سياسية غير مستقرّة، فالصومال مقبلة على الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفيدرالية، بينما آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا يواجه اضطرابات سياسية واحتجاجات شعبية ضدّ سياسته في الحكم، بالإضافة إلى الأوضاع الخاصة لولاية تيغراي التي يعتقدها البعض بأنها تتجه نحو الانفصال عن بقية إثيوبيا بناءً على ممارستها السياسية المخالفة لسياسات الحكومة المركزية، كان آخرها إجراء الانتخابات الولائية رغم تأجيلها بسبب انتشار فيروس كورونا، إلاّ أن هذه الولاية قامت بإجراء انتخابتها في شهر سبتمبر الماضي دون الانصياع لقرارات الحكومة المركزية الإثيوبية.
في حين أن رئيس الإرتيري إسياس أفورقي ما زال يعيش في عزلته السياسية وإن تغيّر وضعه السياسي بعض الشيء بعد التصالح مع إثيوبيا غير أنه لم ينفتح بعد رسميا على الدول الغربية المنتقدة لنظام حكمه.
ويرى متابعون أن الاجتماعات المتواصلة لقادة الدول الثلاث قد تهدف إلى وضع خطة تساعدهم القضاء على مشاكلهم الداخلية وتضمن لهم بقاء مناصبهم لفترات سياسية مقبلة.
إن منطقة القرن الإفريقي بسبب موقعها الجغرافي تمثل منطقة استراتيجية تتصارع عليها القوى العظمى، مما يحتّم على دول المنطقة السعي إلى اكتشاف ذاتها وتحديد موقعها السياسي والاجتماعي في الصراع الدولي على المنطقة، مع الأخذ بعين الاعتبار مراعاة مصالح شعوب المنطقة وتحقيق رفاهيتها، وأن أي تحالف إقليمي لا يسعى إلى تحقيق هذه الغاية مآله الفشل والاندثار.