تمتد أذرع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر قطر، لتعبث بأمن الصومال، بهدف إعادة تشكيل مفاصل الدولة هناك على مقاس أجندته فيه.
دور مشبوه فضحه استعراض علني للنفوذ، ورهان لافت على إعادة انتخاب الرئيس الصومالي، عبد الله محمد فرماجو، ضمانة الوصاية التركية على البلد الأفريقي الضعيف.
ومع اقتراب الانتخابات الصومالية، كثف النظام التركي من تحركاته مستعينا بوكيله الدوحة، تمهيدا لتهيئة الأرضية المناسبة، وتحريك المشهد على أهواء أهدافه التوسعية.
عميل قطر يتحرك
بأوامر من الدوحة وأنقرة، بدأ رئيس الاستخبارات الصومالية فهد ياسين، تحركات حرص على تغطيتها بطابع رسمي، أملا بتعزيز سيطرة فرماجو على السلطة في مقديشو، واستثمار الوضع الداخلي المتدهور.
وبدأ عميل قطر، الثلاثاء، جولته من العاصمة الإثيوبية أديس، حيث أجرى لقاء مع قيادة المخابرات الإرتيرية، في اجتماع عقد بعيدا عن وسائل الإعلام، كما لم يكشف عن فحواه.
واللافت هو أن الاجتماع جاء بعد أسبوع من لقاء فرماجو مع الرئيس الإرتيري أسياس أفوركي، واتفاقهما على التنسيق بشأن ملفات بينها الأمن.
تنسيق ترى المعارضة الصومالية أنه يستبطن تخطيطا مسبقا لضمان فوز فرماجو بالانتخابات، وتهديدا مباشرا على نزاهة الاقتراع، سواء التشريعي أو الرئاسي.
فيما اعتبرت أوساط إعلامية بالصومال أن لقاء فهد مع مسؤولي المخابرات الإرترية فني تنفيذي أكثر مما هو مباحثات عادية لقضايا مشتركة بين البلدين.
تحرك تركي مشبوه
قبل أسبوع، كشف تقرير لموقع «أفريكان انتلجنس» أن أنقرة تراهن بشدة على إعادة انتخاب فرماجو، لضمان استمرارية سيطرتها على مفاصل السلطة في الصومال.
أجندة أكدتها زيارة فهد ياسين، مؤخرا، إلى تركيا، لتلقي التعليمات اللازمة قبيل الاقتراع، وتأمين خضوع القرار الصومالي لأنقرة التي تعول على البلد الأفريقي قاعدة خلفية لضرب أمن مصر والخليج العربي.
زيارة تشي بخطورة السيناريو الجاري تحضيره في غرفة عمليات أنقرة والدوحة، لمساعدة فرماجو على اقتطاع تذكرة العودة إلى فيلا صوماليا، مقر الرئاسة في مقديشو.
ويتزامن المخطط مع استعراض علني للنفوذ التركي في الصومال، عبر إقامة الحفلات عند تسليم مساعدات أنقرة.
كما تعتزم قاعدة “تيركسوم” التركية تدريب ثلث قوات الجيش الصومالي، فيما يدير بيرات ألبيرق، صهر أردوغان، المجموعة التركية التي تتولى إدارة ميناء مقديشو منذ 2016.
أما مطار “أدين أدي” الدولي في العاصمة مقديشو، فتديره فمجموعة تركية أيضا.
نيران دولية
تقارير صحفية صومالية كشفت، مؤخرا، عن وجود مساع دولية لتقليص صلاحيات فهد ياسين، سواء عبر إقالته أو تصفير دوره السياسي المستقوي بالمال القطري.
وتشير التقارير إلى أن لقاء جرى بين سفراء غربيين والمستشار الأمني لفرماجو، عبدي سعيد، بحضور ياسين، في مجمع دبلوماسي قرب مطار مقديشو، يضم أغلب البعثات الدبلوماسية الغربية في الصومال.
وبحسب المصادر نفسها، فإن السفراء وضعوا أمام فهد ياسين خيارين: إما الكف عن التدخل في الشأن السياسي، أو التنحي عن رأس جهاز المخابرات.
كما حذروا من خطورة تقلد ياسين رئاسة جهاز أمني، وقيادته حملة مرشح رئاسي.
في غضون ذلك، تتفاقم المخاوف في الأوساط السياسية الصومالية من تأثير تحالف الشر وعراب الخراب أنقرة والدوحة عبر ضخ ملايين الدولارات على سير العملية الانتخابية، طمعا في عودة أذنابهم فهد وفرماجو لاستمرار سيطرتهم على الحكم.