قراءة كتاب (فقه الأمن والمخابرات) للدكتور إبراهيم علي محمد أحمد. وهو من منشورات مؤسسة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.خاصة [ مركز الدراسات والبحوث] التابع للجامعة، وقد صدر هذا البحث ٢٠٠٦م .
توظئة (الأمن الوطني). فالأمن الوطني بمفهومه الأوسع أو الشامل هو، وجود العدالة الإجتماعية، والاقتصادية، والفكرية، والثقافية، والغدائية.والتعريف المختار للأمن هو، شعور الإنسان بالإطمئنان لإنعدام التهديدات الحسية والمعنوية مع شعور بالعدالةالإجتماعية والإقتصادية. ومن أهم مرتكزات الأمن الوطني أو القومي فهي كالآتي:-
أولا: الإهتمامات الجزئية:ومنها، تعزيز ميزانة الدفاع ، وإجراءات الأمن الداخلي، وكفاءة العمليات الإستخبارية، ومحاربة العنف والإرهاب ، ومكافحة التطرف.
ثانيا.المتغيرات الرئيسية: ومنها، عوامل خارجية، دبلوماسية فعاّلة ، سفارت حيّوبة، علاقة قوية خارجية، استخبارات فعّالة ونشطة.
ثالثا. العوامل أشدّ تأثيرا في أمن الدولة: ومنها، العوامل الخارجية، البيئة السياسية، السياسة الاقتصادية، والثقافة الداخلية التي تشتمل (الدين ، العقيدة ، اللغة ، الإعلام ، التراث والأدب ، التقاليد والعادات ، الحضارة والتاريخ.)
يقول الدكتور فهد بن محمد الشقحاء في كتابه -الأمن الوطني: تصور شامل- بهذه العبارةالتالية:(الحفاظ على الأمن الوطني هو الإعبتار الأساس بالنسبة للدولة عند تشكيل سسياستها الداخلة والخارجي). فالأمن الوطني له مجالات ومستويات. فالمجالات هي، الأنشطة الخارجية، والأنشطة الداخلية. أما المستويات فهي، المستوى الدولي، والمستوى الإقليمي، والمستوى المحلّي.
(فقه الأمن والمخابرات). الكتاب عبارة عن الدراسات الأمنية، والبحوثات العلمية، والتجربات العملية حول القضايا الأمنية، والجوانب الفقهية المتعلقة بهذا الفن. ومن أهم أهداف هذا الكتاب ما يالي:-
١: الوقوف على حكم المخابرات في الاسلام.
٢:توضيح وبيان مرتكزات العمل الاستخباري في الإسلام.
٣.محاولة بيان وتوضيح الحكم الشرعي لعدد من القضايا، والمارسات، والأفعال التي تصدر عن العمل الاستخباري.
٤. الإسهام في تأصيل العمل الأمني والاستخباري.
(١) من فقه الأمن والمخابرات: وقبل أن نتطرق إلى جوهرة هذا العمل الجبار وخوض إلى بساتينه الخضراء و ما في أبوابه وفصوله فمن المهم أن تدرك أولا وتفقه حول هذه العبارة التالية التي أوردها الكاتب في بحثه وهي، [ .ثبت بما لا يدع مجالا للشك جواز العمل الأمني ، والإستخباري وأنه عمل من صميم الإسلام وليس بدعة، أو أمرا دخيلا ].
(٢) من فقه الأمن والمخابرات: فصاحب سر الشر؛ يسمى (جاسوسا)، وصاحب سر الخير يمسى (ناموسا).والأمن هو مجموعة التدابير التي تتبعها الدولة، أو التنظيم للحفاظ على سلامة الدولة وما تمثله من أفراد ، وممتلكات مادية ، وفكرية، الحفاظ على إيجازاتنا من الاندثار، وأسرارها من التسرب للعدو.
وقد لخص المؤلف خلال حديثه فقرة التمهيد-نبذة موجزة عن ظهور المهارات الاستخبارية والأمنية في الإسلام .بل اشار أن هذا الفن قديم الوجود ومن جملة قوله “إن ظهور المهارات الاستخبارية والأمنية في الإسلام فمع أول بزوغ شمس الرسالة ظهرت في سرية وتكتم كما هو معلوم فقد استمرات الفترة السرية لمدة ثلاث سنوات.”مشيرا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أتبع خلالها بمناهج موثوقة، وأساليب ووسائل في غاية الحيطة، والحذر، ولا شك أن هذه الفترة ةهي اللبنة الأولى في بناء المهارات الاستخبارية الإسلامية. بل أكدها وقال ماكان فحواه ” أنها كانت تمثل. أولى سني عمر المدرسة الإسلامية في المهارات الاستخبارية.”
(٣) ومن فقه الأمن والمخابرات: ضرورة تثقيف وتعليم رجال الأمن والمخابرات المسائل الفقهية المرتبطة بعلمهم. ومنها أيضا جواز الإشاعة وزراعة المصادر والحيل، وجواز الاطلاع على المراسلات.وجواز التخريب المادي وإعطاء المال للعميل أمر يجب إدراكه قبل فوات الأوان.
(٤) ومن فقه الأمن والمخابرات: جواز قتل رجل الأمن والمخابرات نفسه حفاظا على الأسرار وفق الشروط المصاحبة للجواز. ومنها ، وجواز مشروعية السجن ، والتهديد ، والتعذيب ، والاستيقاف وهذا الأمر مهم للغاية. ومنها أيضا جواز عمل المرأة في مجال الأمن والمخابرات والتفتيش وفق الشروط المشار إليها عند أهل الشأن والإختصاص.
(٥) ومن فقه الأمن والمخابرات: إخفاء المعلومات السرية المتصلة بالسياسات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والدبلوماسية. وكذلك، القيام بأعمال إيجابية ضد العدو ، ومعنويا، وماديا.ناهيك، العناية بمكافحة الجاسوسية المضادة وإحباط أعمالها. وعلى جهازي الأمن والاستخباري ؛ الحصول على معلومات عن جميع الأهداف المتعلقة بالدولةالمعادية أو المحتمل عداؤها.
(٦) ومن مرتكزات فقه الأمن والمخابرات في الإسلام:-تفعيل وقيام مجلس للفتوى المتعلقة بقضايا الأمن والمخابرات. و كذلك وضع منهج فقهي أمني للعاملين بالأمن الوطني والمخابرات القومية. كما أن التنكر في العمل الإستخباري أمرجائز.
وكذلك حكم التحري ، والملاحظةوالوصق والاستجواب. ومن أجل إفادة ثورة المعلومات التي حولت العالم إلى قرية وطغرة الإنترنيت التي حولت القرية إلى غرفة فعلى الدولة [ إنشاء. بنك معلوماتي بالأحكام الفقهية الأمنية والإستخارية مع راعاة المرجعية الفقهية المنطلقة من الوحي] .
(٧) من فقه الأمن والمخابرات: التجسس، هو: تتبع عورات المسلمين وغير المسلمين، والبحث عنها، والإطلاع عليها، سواء لنشرها بين الناس أو كتمانها. ولعل هذا ماذهب إليه جميع أهل التفسير وشراح الحديث النبوي الشريف.في قوله تعالى {ولاتجسسوا} وفي قول الرسول صلى الله عليه وسلم《ولاتجسسوا ولاتحسسوا》وقيل التجسس (بالجيم ): أن يطلبه لغير و(بالحاء ) أن يطلبه لنفسه. وفي الأولى(البحث عن العورات) والثانية(الاستماع).أما المعنى العام للتجسس فهو، البحث عن المارسات، والتصرفات والأعمال والأقوال المخالفة للشرع و العرف ، وتلك التي تؤدي إلى الخلل الأمني للدولة والأمة، وذلك بغية منعها قبل حدوثها أو ملاحقة ومعاقبة القائمين بعد حدوثها.
(٨) ومن فقه الأمن والمخابرات: بيان حكم الاستدراج والمراقية والشفرة. ويقول صاحب هذا الكتاب” ثمة أساليب ووسائل يلجأ إليها العاملون في أجهزة الأمن والمخابرات، ومن بين هذه الوسائل لاستدراج ، والمراقبة ، والشفرة، ولما كان جهاز المخابرات الاسلامي تحكمه قوانين الشريعة الغراء كان لازما علنيا الوقوف على بيان الحكم الشرعي في كل من الاستدراج ، والمراقبة، والشفرة..”
ومنها أيضا ، بيان حكم المراقبة وإخفاء المعلومات المرسلة. ويقول المؤلف حول هذه المسألة. “إن إخفاء المعلومات أمر مهم وضروري في مجال الأمن والمخابرات ، لأن معرفة العدو بها وكشفها يقود إلى عواقب وخيمة ومدمرة. وهي فن قديم من فنون المخابرات حيث بدأت بوسائل بدائية وبسيطة ثم تطورت مع مرور الزمن وتعدد الاختراعات والاكتشافات فاخذت عدة أشكال من شفرة وكود وحبر وسري ونقطة مجهرية وغيرها.
(٩) من فقه الأمن والمخابرات: يقول صاحب هذا- الكتاب- الدكتور أبراهيم علي محمد أحمد، بالتصرف البسيط عند فقرة (مداهمة المنازل) “.يتطلب العمل الاستخباري أحيانا دخول المنازل، والفنادق، والمكاتب العامة والخاصة ، والمراكز البحثية، والمعاهدالعلمية ، داخل الجامعات والمدارس إبان الدراسة، والمساجد العامة أثناء الصلوات والعبادات دون إذن أهلها وأصحابها.
ومن خلال قراءتي بهذا الكتاب-فقه الأمن والمخابرات- يتبن لي العناية بالمقومات الأمن الوطني،والإهتمام برعايتها وفق منظور شامل نحو الأفضل، ومن أبرز المقومات الأمن القومي هي، العقيدة، القيادة،والإعلام، والسياسية، والاقتصاد، ومنها، كفاءة الأجهزة الإدارية العامة، وقوة الريادة والتنظيم ، وتعزيز المثل العليا و الأخلاق الحميدة.