الصومال اليوم / وام
عبرت المبادرات وحزم الدعم الفوري التي قدمتها دولة الإمارات لدعم وإغاثة اللاجئين حول العالم عن منظومة القيم الإنسانية المتمثلة في التسامح و المحبة والعطاء غير المقيد.
فقد شهد العام الجاري مجموعة من المبادرات وبرامج الدعم الفوري للعديد من دول العالم دون تفريق أو تمييز لأي اعتبارات ثقافية أو دينية أو عرقية.
و رسخت الإمارات خلال السنوات الماضية مكانتها ودورها المؤثر على الصعيد الدولي في مجال دعم ومساعدة اللاجئين الذين قفزت أعدادهم الإجمالية أكثر من 100 مليون شخص حتى مايو الماضي وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
و بلغ حجم الدعم الذي قدمته الإمارات لبرامج المفوضية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ العام 2010 قرابة 300 مليون درهم.
و في عام 2022 واصلت الإمارات مد يد العون لكل من دفعتهم الظروف إلى ترك أوطانهم واللجوء إلى أماكن أخرى بحثاً عن الأمن والاستقرار وشكلت جهودها نقطة الانطلاق الأساسية في كل تحرك دولي نحو معالجة هذه المشكلة المتفاقمة.
و استجابة للأزمة الأوكرانية دشنت الإمارات منذ شهر مارس الماضي جسرا جويا إغاثيا سيرت خلاله عشرات الطائرات التي حملت على متنها مئات الأطنان من المساعدات للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية.
و أعلنت الإمارات في مارس الماضي عن مساهمتها بمبلغ 85 مليون دولار أمريكي لدعم العمليات الإنسانية في إثيوبيا، على أن تدفع لعدد من الوكالات من أبرزها “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين”.
و دشنت المدرسة الرقمية “إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”، في مارس الماضي، برامجها التعليمة في موريتانيا، من خلال افتتاح أول مراكزها في العاصمة نواكشوط، من أصل 6 مراكز سيتم افتتاحها تباعا، لتوفير فرص التعليم لأبناء اللاجئين والنازحين والطلاب الذين تحول ظروف أسرهم دون الالتحاق بالتعليم النظامي، وذلك بالتنسيق والتعاون مع وزارة التعليم الموريتانية.
و خصصت مبادرة “المليار وجبة” التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، “رعاه الله”، في أبريل الماضي جزءا هاما من مساعداتها للاجئين والنازحين والمتضررين من الأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية في 50 دولة.
ونجحت حملة “لنجعل شتاءهم أدفأ” التي أطلقتها حملة “أجمل شتاء في العالم” بالشراكة مع “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” و”المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” و”الشبكة الإقليمية لبنوك الطعام”، وبالتعاون مع صانعي المحتوى العربي حسن سليمان، والمعروف بـ “أبو فلة”، في توفير مساعدات ودعم لنحو 100 ألف من عائلات اللاجئين والمجتمعات الأقل حظاً في المنطقة.
وتعتمد الإمارات نهجا إنسانيا لدعم اللاجئين لا يفرق بين جنس أو لون أو دين، مع التركيز على الشرائح الأكثر تضرراً كالنساء والأطفال، والشراكة مع العالم في إيجاد حلول لقضايا اللاجئين أينما وجدوا.
و قدمت دولة الإمارات على مدار السنوات الـ 12 سنة الماضية ما يزيد على 2.1 مليار دولار من المساعدات لغوث اللاجئين السوريين سواء داخل سوريا أو في كل من الأردن ولبنان والعراق واليونان من خلال توفير الغذاء والإيواء والرعاية الصحية وإنشاء المستشفيات الميدانية، وإنشاء المخيم الإماراتي- الأردني في منطقة مريجيب الفهود الأردنية ومخيمات مماثلة في إقليم كردستان العراق وفي اليونان، لتوفير سبل المعيشة والحماية والخدمات الاجتماعية المختلفة.
وعلى الصعيد الفلسطيني، أكدت الإمارات على الدوام التزامها الراسخ قيادة وشعباً بدعم الشعب الفلسطيني وتأمين سبل الحياة للاجئين منهم.
وفي الصومال تواصل الإمارات تعزيز مساعداتها عبر إرسال المساعدات العاجلة إلى المحتاجين واللاجئين الذين نزحوا من المناطق المنكوبة جراء الجفاف .. كما قدمت خلال عامي 2012 و2013 مساعدات تتجاوز 283 مليون درهم للصومال بالإضافة إلى 50 مليون دولار تعهدت بتقديمها للشعب الصومالي خلال مؤتمر لندن الثاني الذي عقد 2013.
وتجاوباً مع معاناة لاجئي جنوب السودان في أوغندا وقعت الإمارات في 2016 اتفاقية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتقديم مبلغ 14.5 مليون درهم وذلك دعماً لتنفيذ مشاريع لصالح لاجئي جنوب السودان في أوغندا.
وإزاء أزمة اللاجئين الروهينجا قدمت الإمارات نموذجا رائدا في دعم الاحتياجات الطارئة للاجئي الروهينجا في بنغلاديش تضمن تعهد الدولة بتقديم ملايين الدولارات لتخفيف معاناتهم.
و تلعب المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي و التي تعد أكبر مقر لوجستي إنساني في العالم دورا أساسيا في تسهيل الاستجابات الأولية الفعالة لمعاناة اللاجئين حول العالم.
و يسهم الموقع الاستراتيجي للمدينة في دبي في تمكين المنظمات الإنسانية للاستجابة بسرعة للكوارث وتقديم إمدادات الإغاثة لما يقرب من ثلثي العالم بأقصى سرعة وكفاءة.