الصومال اليوم

الصومال ودولة فرماجو العميقة

سياسيون: مؤامرة فرماجو وفهد ياسين على الرئيس حسن شيخ أخطر من حركة الشباب

الصومال اليوم/ تقرير _ خاص

بدأت ملامح المؤامرة التي يديرها النظام السابق بجناحيه (الأمني المخابراتي، والسياسي)، في الصومال، واضحة تتكشف يوما بعد أخر.
مؤامرة وصفها مراقبون سياسيون بالخطيرة يديرها الرئيس السابق محمد عبدالله فرماجو ومستشاره الأمني ورئيس مخابرات نظامه فهد ياسين، وهدفها قلب النظام الجديد وإفشال الرئيس حسن شيخ محمود وحكومته الجديدة.
وقال المراقبون ل_(الصومال اليوم): أن فرماجو ورموز نظامه أو ما بات يعرف بمجموعة قطر في الصومال بنو خلال السنوات الخمس الماضية دولة عميقة مخلصة لهم بشراسة، وبدأت حاليا عملها بشكل مكثف لجر البلاد نحو الانفلات والفوضى، ولم يستبعد المراقبون وجود مخطط للانقلاب على نظام حسن شيخ محمود.
وأكد المراقبون أن الدولة العميقة الموالية لفرماجو تعمل بنشاط وبوتيرة متسارعة، وما ظهور فهد ياسين بحواره المثير للجدل وقبله ياسين فري والتحركات التي يديرها أنصار ومقربي فرماجو في العاصمة مقديشو، إلا جزء من مخطط الانقلاب.

الخطر القادم:

يؤكد المراقبون للشأن الصومالي أن نظام الرئيس الجديد حسن شيخ محمود ونظامه يواجه حاليا مؤامرة وخطرا هو أسوأ من حركة الشباب الإرهابية ذاتها.
وقالوا ( الخطر المباشر حاليا على نظام حسن شيخ ليس حركة الشباب فقط، بل الدولة العميقة التي صنعها فرماجو وفهد ياسين، والتي تخطط للعودة للحكم).

وأضاف المراقبون (يجب أن يكون الرئيس حسن شيخ محمود واضحًا وحازمًا وصارما والبدء فورا بتطهير البلاد من دولة فرماجو العميقة، مؤكدين على ضرورة ان تكون المهمة الأولى للحكومة الحالية هي تطهير هذه الدولة العميقة بلا رحمة.
وأكدوا ان فرماجو ونظامه خسروا الانتخابات، لكنهم لا يبدو أنهم سيتوقفون عن التحريض على النظام الجديد، وحياكة المؤامرات عليه، وإثارة المشاكل أمامه، وإثارة الفوضى وعدم الاستقرار، وبث الكراهية والنقد والأكاذيب ضمن حرب واسعة أعلنها فهد ياسين رسميا في حواره الأخير.

دعوة برلمانية:

ولمواجهة مؤامرة فرماجو ودولته العميقة، دعت أوساط صومالية مختلفة البرلمان الفدرالي للتدخل الفوري ومحاكمة فهد ياسين وكل المتورطين من قيادات النظام السابق بارتكاب جرائم جسيمة بحق الصومال وشعبه، وإعادة إحياء قضية الضابطة في جهاز المخابرات إكرام تهليل المتهم الرئيس وراء اختفائها فهد ياسين، وإنزال عقوبات رادعه بحق المتهمين انتصارا للعدالة.

وفي السياق وجه أعضاء في مجلس الشيوخ والشعب بالبرلمان الفيدرالي الصومالي، دعوة عاجلة للرئيس حسن شيخ محمود بفتح قضية إكرام تهليل الضابطة السابقة في وكالة المخابرات والأمن الوطني الصومالية التي اختفت في شهر يونيو من عام 2021.
وأعلن البرلمانيون الذين يمثلون عشيرة تهليل في البرلمان الصومالي رفضهم لمحاولات مدير وكالة المخابرات السابق فهد ياسين حاج طاهر اتهام مسؤولين كبار من بينهم رئيس الوزراء محمد حسين روبلي بالتورط في القضية، وأوضحوا أن التصريحات التي أدلى بها فهد ياسين، والقائم بأعمال الوكالة السابق ياسين فري كان هدفها إرباك القضية.
وأكدوا على ضرورة تقديم المتورطين في قضية إكرام وغيرها ممن تعرضوا للانتهاكات في السنوات الخمس الماضية إلى العدالة ومحاكمتهم، وإنزال العقوبة التي يستحقونها.

وفي حواره الصحفي الأخير حاول فهد ياسين استخدام قضية إكرام تهليل المتهم هو وآخرون بها، حاول إلصاق التهم بالقائم بأعمال رئيس الوزراء محمد حسين روبلي ونائب وزير الإعلام عبد الرحمن العدالة ومدير وكالة المخابرات والأمن الوطني الجديد مهد صلاد، لكن النائب طاهر أمين جيسو قال إنها محاولة جاءت متأخرة وبعد مرور نحو عام على القضية، داعيا المنتسبين إلى وكالة المخابرات إلى الإدلاء بشهادتهم حول القضية دون خوف من أحد.

فصول المؤامرة وتصفية المعارضين:

المراقبون الذين تحدثوا ل_(الصومال اليوم) اكدوا ان الإرهاب والعمليات الارهابية سلاح يستخدمه فهد ياسين وفرماجو لتحقيق أهدافهم والانتقام من معارضيهم، ولم يستبعد المراقبون أن فهد ياسين وراء تصفية وقتل عدد من الضباط والقيادات المدنية المعارضين له في مقديشو، بينهم ورسمي إسماعيل أحد المندوبين الانتخابيين الذين شاركوا في الانتخابات التي أجريت في دوسمريب والذين انتخبوا النائب مهد محمد صلاد المعين حديثا مديرا لجهاز المخابرات والأمن القومي، حيث تم اغتياله قبل يومين أثناء خروجه من منزله متجها إلى محله التجاري بالعاصمة مقديشو.

واكدوا أن فهد ياسين وفرماجو معروفين بسلوكهم الإرهابي في الانتقام من الخصوم، والذين سبق وأن استخدما الإرهاب والعمليات الارهابية لتحقيق أهداف سياسية طوال السنوات الخمس الماضية.
وسبق ان حذر سياسيون وخبراء عسكريون في الصومال من مؤامرات ومخططات الرئيس السابق محمد عبدالله فرماجو وحلفائه بعد خسارتهم الانتخابات، وأشاروا إلى ان فرماجو سيلجأ لطريقته المعهودة بتحريك ملف الإرهاب والعمليات الارهابية في الصومال في سياق الحرب التي اعلنها على الرئيس المنتخب حسن شيخ محمود خلال مقابلة فهد ياسين.
واستشهد المراقبون بما حدث قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية أيضا من محاولات مستميتة لفرماجو لتأجيلها واستخدم في ذلك كل الطرق غير المشروعه منها التفجيرات والعمليات الارهابية حيث كان يحاول من خلالها اقناع المجتمع المحلي والدولي بأن الوضع غير آمن أمنيا وبذلك يوصل رسالة بأنه لا يمكن اجراء الانتخابات الرئاسية في ذاك الوقت وبالتالي يضمن بقائه في الحكم، ووجد في حركة الشباب خير حليف له لتنفيذ مخططاته ومؤامراته.. وهي الحركة التي اثبتت الدلائل والشواهد ارتباطها بفرماجو وفهد ياسين وأنها تتلقى الدعم من قطر مقابل ذلك.

وسبق أن اتهمت المعارضة الصومالية فرماجو مباشرة بوجود علاقة وطيده تربطه بحركة الشباب وانه يستخدمها كورقة لتحقيق اطماعه ومصالحه الشخصية، وأكدت مصادر مطلعة ان الحركة تتلقى دعمها من نظام فرماجو واطراف اقليمية لها مصالحها في الصومال وتربطها بفرماجو علاقة كبيرة وهي من تدعمه ومولت حملته الانتخابية، في إشارة إلى قطر.
واستشهدت المصادر بما حدث من عمليات ارهابية خلال الفترة السابقة سواء في العاصمة مقديشو او في بقية الولايات الصومالية والتي وصفها رئيس الوزراء حينها بأنها محاولة لإحباط استكمال العملية الانتخابية وأكد ان اهداف سياسية هي من تقف وراء تلك العمليات الارهابية.

ياسين والهروب من الملاحقة:

فهد ياسين أثار جدلا واسعا من خلال لقائه الصحفي الأخير الذي كان محط اهتمام الجميع لما كان يحيط بياسين الصحفي المتحوّل فجأة إلى رجل أمن، من غموض، وما يلاحقه من تهم واتهامات بالتورّط في ملفات حساسة وقعت خلال فترة تنقله ما بين المراكز والمواقع الإدارية الأكثر تأثيرا في المنظومة الحاكمة.


حاول ياسين خلال المقابلة الدّفاع عن نفسه وتبرئة ساحته من التهم التي تلاحقه وخاصة قضية إكرام تهليل، وألقى بالتهم جزافا هنا وهناك في دليل على ارتباكه لدرجة انه اتهم رئيس الوزراء محمد حسين روبلي بالوقوف وراء الجريمة ورئيس المخابرات الجديد مهد صلاد، وهي التصريحات والتهم التي اعتبرها النائب طاهر أمين جيسو، بالمخالفة للوقائع فيما يتعلق بقضية اختفاء إكرام تهليل، وأكد انه شاهد تسجيلات الكاميرا الخفية في محيط مقر الجهاز السيارة التي أقلت الفتاة في آخر ظهور لها، وكانت السيارة إحدى سيارات ضباط المخابرات الصومالية لم يتم التعرّف عليه بعد، وداعا الجميع إلى مواجهة القضية بشكل جاد وعدم تضليل الرأي العام عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
بدورها، اعتبرت النائبة قالي علي شري، تصريحات فهد ياسين بأنها محاولات لتبرئة ساحته، والكيل بمكيالين، متسائلة عما كان يمنعه من البوح بهذه الأسرار الخطيرة يوم أن كان متمتعا بقوّة السلطان وحجة البرهان، لوكان حقا ما يقول وعنده الأدلة والإثباتات، وهو ما قالته أيضا قالي محمود غوهاد والدة إكرام التي رفضت اعتماد الرواية الأخيرة لفهد ياسين حول اختفاء ابنتها، معلنة أنه لوكان حقا ما يزعم لشارك معها يوم لقائها معه لبحث هذه القضية وأعطاها مهلة 16 يوما لاستكمال التحقيقات، لكنه رفض بعد ذلك الرد عليها وعلى اتصالاتها.
المراقبون أكدوا إن حوار فهد ياسين يكشف عن موقفه المعارض للنظام الجديد، ومحاولة لتضليل الرأي العام، وبالتالي يحاول استباق الأحداث، حتى يمهّد لأتباعه وللبسطاء، أن أي خيط يتّهم القيادة السابقة لجهاز المخابرات وعلى رأسهم فهد نفسه، ما هي إلّا محاولة من قبيل إبعاد الإدارة الجديدة التهمة عن نفسها، وبالتالي يحاول الطعن مبكّرا في مصداقية أية نتائج تحقيقات متوقعه قد تثبت تورطه في ارتكاب جرائم جسيمة من ضمنها ما حدث لإكرام تهليل.

Exit mobile version